أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟














المزيد.....

النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد في العراق ، يتحدث عن أسباب ونتائج التغيير في المناخ وبشكل أصاب هذا البلد المنكوب بجفاف لم يعهده من قبل ، وخلال مجمل تاريخه القديم والحديث .. وليس من جهة رسمية أو غير رسمية تتحدث عن موت الزراعة تماما ، واعتماد الشعب في توفير أغلب عناصر قوته على الآتي من خارج الحدود .. لا أحد من المختصين ، اقلقته ظاهرة التصحر الآخذة في التزايد ، ولم اسمع يوما ، من أبدى قلقه لنفوق العديد من أنواع الاسماك النهرية بسبب افتراسها من قبل نوع آخر دخل الى العراق خلسة وبفعل فاعل .. لم يظهر استاذ في كلية الزراعة مثلا ، على شاشة فضائية عراقية ليشبعنا معلومات عن طبيعة ضمور محاصيل التمور ، وتراجع مستوياتها الى الحد الذي سمح للمستورد منها بغزو السوق العراقية .. ولم يحصل وان سمعنا أحدا منهم يرشد الحكومة والشعب معا ، للضرر الذي يحدثه الخلل الحاصل في موازين الاقتصاد العراقي ، جراء سيادة كفة الاستيراد على تلك التي تمثل التصدير .. فنحن ومنذ زمن ليس بالقصير ، نستورد اللبن والرز والقمح والتمور والدقيق فضلا عن اللحوم ، ونطلب من غيرنا من الحكومات المؤمنة بالله ، وتلك الملحدة ، أن تزودنا بمشتقات البترول ، والغذاء المعلب فاقد الصلاحية .
لم اسمع يوما ، من ذوي الخبرة ، أحدا يفسر لفقراء الله من عامة الناس ، ماذا يعني ان يتنفس الاطفال في بلادنا ذرات الغبار منذ اولى لحظات لقائهم بدنياهم ، وان يختنق الكبار بفعل العواصف المترددة عليهم بسخاء كبير .. لم يلتفت المختصون ، حتى ولو على سبيل التسلية ، للبحث عن اسباب اختفاء سلالات كاملة من الطيور المهاجرة ، بعد ان كانت الاهوار وحافات الوديان ملاذاً لها ..
لم تتفرغ أية جامعة من جامعات العراق ، ولا أي تجمع ثقافي ، ولم تجاهد أية جهة علمية مهما كانت درجتها ، لدراسة الامكانيات المتاحة لاصلاح حال البيئة المتردية في البلاد .
في حين ، انحرفت القدرات العلمية عن مساراتها التخصصية الدقيقة ، لتذوب في وسط لا يمت لها بصلة ، وتضيع الشهادات الاكاديمية المقترنة بعلوم الهندسة بكافة صنوفها ، والزراعة ، والبيئة ، والاقتصاد ، وسواها من القدرات العلمية ، لتجري باصحابها وراء التحليلات السياسية المقطوعة عن أي جذور تربطها بأصولها الحقيقية .. ولم يعد غريبا ان يطل علينا استاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراه في علوم التربة ، من على احدى الشاشات الفضائية ، ليعلمنا ، وباسهاب ممل ، ماذا تعني الانتخابات ، وما هي فحوى الديمقراطية ، وكيف تغلب التجمع السياسي الفلاني على تجمع آخر زورا وبهتانا ..
قبل اسابيع قليلة ، فوجىء سكان بعض المناطق في محافظة ديالى ، بظهور سحابة غريبة في سماء المحافظة ، تفرز رائحة غير مألوفة .. وصرخ البعض من الاهالي طالبين من اصحاب الرأي العلمي ، بان ينقذوهم من براثن الشك والخوف من تبعات ذلك ، ولكن دون جدوى .. فالجميع لاهون بالبحث في مواد الدستور تكسبهم صلاحية معينة في الحكم ، ومتابعة نتائج الصراع بين الاخوة الاعداء ، من ولاة الامر .
البلاد تتعرض لتغييرات مناخية أدت الى حبس الكثير من مظاهر الاستقرار الصحي والبيئي والزراعي والصناعي والى حدود تدعوا الى الشعور بالرعب .. حيث أدى ذلك كله الى خراب مدمر في الرقعة الزراعية في عموم العراق ، وتراجعت مستويات الاستفادة من مياه نهري دجلة والفرات لعدم توفر الظروف الملائمة للزراعة أصلاً .. وغزت الفضاء القريب موجات كثيفة من الغبار العالق وعلى مدار السنة .. ناهيكم عن زيادة ملحوظة في عدد الولادات المشوهة ، وقد بانت وبوضوح كبير أمراض لم تكن معهودة من قبل ، منها امراض المفاصل وزيادة نسبة السكر في الدم ، وارتفاع درجات الضغط ، وتكرار حالات التهاب الغدة الدرقية ، ووجود حالات غريبة من الانفلونزا الحادة ، اضافة الى العديد من انواع السرطانات القاتلة .
لقد ظهر وبشكل جلي ، مدى الخطر المحدق بالعراق وشعبه ، جراء حصار امتدت أذرعه الى كافة مفاصل الحياة .. وثمة ناقوس يدق معلنا نهاية مشوار اللعب وابتداء مشوار الجد .. ليس هناك من قول ينطق بالحق والحقيقة معلنا بأن العراق ، أريد له ان يكون كما هو الآن ، ونحن جميعا نقترب من النهاية المحزنة ، وعلى ابنائه الغيارى على انفسهم وعليه ، أن يتنبهوا الى فحوى اللعبة القذرة ضد بلدهم ، والتي ابتدأت يوم غرر به .. فاقدم على احتلال الكويت .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة القبور ..
- الهجرة المعاكسة للفلاحين .. هي الحل .
- اليابان .. وآمال شاكر الناصري
- مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .
- حصار الثقافة .
- منظمات المجتمع المدني في العراق .. والدائرة المغلقه
- الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .
- كنت في القاهره ( تجربة في طيات مخيلة ممنوعة من السفر )
- داء الوعي
- أوراق صفراء
- اللعبة القذره ..
- قوافي مبعثره ..
- تردي الوضع البيئي في العراق .. من المسؤول ؟ ..


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟