أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)














المزيد.....

بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:08
المحور: الادب والفن
    


بين سبيلك و ميركه سور 9


الغيت فكرة الاتصال ب كاكا حبيب .. فكرت مليا بما يمكن أن يترتب على ذهابي الى عينكاوه ، تلك القرية التي تجوب ارجاءها عيون الأمن والإستخبارات كما أخبرني د. حبيب حين كنا في مركز التدريب العسكري .. سألت نفسي: كيف سيفسر هؤلاء لقاءنا ونحن عسكريين؟! .. تصورت أن الإستخبارات سوف تستضيفنا بحجة تحقيق الهوية ثم الله وحده يعلم متى سينتهي التحقيق والى أين سيؤدي..؟
كنت ، قبل أن ألتحق بوحدتي قد دونت رقم تلفون صديق كردي كان معي في دار الطلاب حين كنا طلابا.. كان كاكا ابراهيم طالبا في كلية الآداب وقد ارتبطنا معا بعلاقة صداقة وأخوة متينة ..بدأت تلك العلاقة من خلال قصيدة شعر ثم تطورت الى رفقة صداقة قادتنا الى إتحاد الأدباء وأمسياته الثقافية الدورية في كل أربعاء من الإسبوع ، لكننا افترقنا حين تخرج من الكلية والتحق في العام الماضي في صفوف البيشمركه ولم أعرف عنه شيئا بعد.. قلت عسى أن يكون لا زال حيا!! 
- هلو كاكا ابراهيم ( جوني كاكا باش)
مرت لحضات صمت يبدو أنه كان ينبش خلالها ذاكرته لكي يتعرف على الصوت .. أجاب مندهشا :
- معقوله كاكا!؟ انت...
- نعم أنا هو كاكا ..أردين بفرح : هربجي كرد اوعرب...
- كاكا يا هربجي، قل خربجي كرد اوعرب شلة بغال !!
بعد ساعة كنا نتجول في دروب اربيل ومحلاتها ونحن نجتر ذكرياتنا بعد أن قام وبإصرار بدفع حساب الفندق واستضافتي في بيته..
استقبلتني والدته وهي ترحب بعربية ركيكة تتخللها اللغة الكردية وكأنها تعرفني من زمان. ..خلال دقائق دعتنا الى تناول الفطور فارشة لنا بساطا وسفرة اجتمع كل أهل البيت حولها هي وثلاث فتيات وابراهيم ..كانت ام ابراهيم وبناتها يرتدين الملابس السود.. عرفت فيما بعد أن شقيق ابراهيم قد قتل في معارك الشمال في العام الماضي.. قلت لإبراهيم ساخرا: نحن متعادلان إذن ! قتلنا أخيك وقتلتم أخي.. !! 
الكورد شعب لا مثيل له في الكون.. 
من الصعوبة أن تكسب ثقة الكردي ولكن ما أن تحصل عليها حتى تصير أحد أفراد عائلته .. كنت مع تلك العائلة كأنني ابنا لها فارقته منذ زمن بعيد وقد عاد لتوه!! كانوا يقدمون اللقمة ملفوفة لي والآم تراقبني وأنا ألوكها وهي تحمل  لي قدح اللبن  وتنتظر!! كانوا يطعمونني كما يطعم الأهل طفلهم المدلل!!
لا يعرف الشعب الكوردي الحقد ولا يعرف الإنتقام والثأر.. نعم قد يتعامل مع الحكومات التي ظلمته بشيء من هذه وتلك لكنه يظل شعبا أبيا ومسامحت لا تحمل قلوبهم غير الطيبة والنقاء.. 
لم يلق الكورد من أذى وقسوة كما تلقاها من الحكومات المتعاقبة وضباطها الأشاوس! لكنه ظل يستقبل أعداء الأمس حين يلجئوا اليهم بكل رحابة واحترام..
قال لي العريف المضمد وهو يرتجف برعب -
سيدي أرجوك أن تزرقه الحقنة بيدك!!
قلت له مندهشا، لماذا؟!  هذا شغلك
قال لي وقد كان وجهه يتصبب عرقا: سيدي أرجوك، أقبل يديك..
تناولت الحقنة وزرقت الملازم.. 
شكرني الرجل الذي كان برفقة الملازم وحين غادروا المستوصف عدت اسأل العريف عن سبب ما ألم به من رعب .. أجاب بعد أن تأكد من مغادرة الرجال الثلاثة، وقد جلس متهالكا..
- سيدي اعذرني أنه  ط الشكرجي!!!!

يتبع 
 
 

 

 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة. بين سبيلك و ميركه سور 6
- بين سبيلك و ميركه سور 7
- بين سبيلك.. وميركه سور 4
- بين سبيلك .. و ميركه سور 5 ( اوراق على رصيف الذاكرة)
- بين سبيلك وميركه سور..3
- اوراق على رصيف الذاكرة .. بين سبيلك وميركه سور 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..بين سبيلك و ميركه سور 1
- الرفيق ابو عبد الله
- وطني
- قضية الرفيق ( اوريور )
- اوراق على رصيف الذاكرة ،،3
- اوراق على رصيف الذاكرة...3
- اوراق على رصيف الذاكرة....4
- اوراق على رصيف الذاكرة ...2
- اوراق على رصيف الذاكرة 1


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)