أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - قضية الرفيق ( اوريور )














المزيد.....

قضية الرفيق ( اوريور )


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 13:57
المحور: الادب والفن
    


قضية ( الرفيق) اوريور !!!

في بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد اعلان ( الجبهة الوطنية) بين الحزب القائد وما ( تبقى)!! من الاحزاب الوطنية الأخرى عقب الانشقاقات والسحق والحروب .. كانت لي زيارة الى مدينتي الشطرة .. كنت قد تعودت ان ازور احد المعلمين الذي تتلمذت على يديه .. كان ذلك المعلم من المناضلين القدامى وقد كان يوما عضوا بارزا في الحزب الشيوعي العراقي وكانت تربطني به قرابة الخولة... سألته عن الوضع الحالي وعن رأيه في ( الجبحة الوطنية!!كما كان يطلق عليها سخرية شمران الياسري - ابو كاطع آنذاك ) .. قال لي الاستاذ ابو خالد وهو يهز يده مستهزئا : خالي انا لم احك لك قظية الرفيق اوريور؟! قلت له ليتني أسمعها منك ...قال ابو خالد:
كنت في الخمسينات قد تعينت معلما في مدرسة قرية اسمها قرية آل بو سعد.. التابعة لمدينة الشطرة .. وكنت منتميا للحزب الشيوعي .. وقد كسبت احترام وحب اهل القرية من خلال عملي الدئوب واهتمامي بأهلها خارج نطاق وظيفتي وفي كافة المجالات حتى احبوني حبا لا حدود له .. ويستطرد او خالد.. وبعد المد الكبير للحزب بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 958 تمدد نشاط الحزب في صفوف الفلاحين .. وقد برز من الفلاحين شخص اسمه اوريور من قرية ال بو سعد .. كان الرفيق اوريور شعلة وذو عبقرية نادرة .. تعلم القرائة والكتابة في شهر واحد وبلع المادية الديالكتيكية ووالمادية التاريخية في اسبوع وكان يكلف من الحزب للذهاب الى بغداد والبصرة فينفذ ويعود في اليوم التالي ... اصبح اوريور محور حديثنا في اجتماعاتنا  وجلساتنا .. وكان الرفيق اوريور لا يتكلم ولت يأكل ولا يشرب الا ومقولات لينين و ماركس تتخلل أحاديثه ومفردات الاشتراكية العلمية والديلكتيك تتظافر من حديثه
 
وجاء انقلاب 8 شباط الأسود !!!
بدأ قنص الشيوعيين أينما كانوا وهي ترادف عاصفة الذبح ودفن الاحياء وقطار الموت ...
وجائوا ... جائت السيارة المسلحة الى قرية ال بو سعد .. نزل منها مجموعة من الحرس القومي بملابسهم الخاكية وعلى ذراع مل منهم القطعة الخضراء تلتف وقد كتب عليها بالخط الابيض ( ح.ق) .. ووسط دهشة وحزن اهل القرية نساء واطفالا ورجالا اقتادوني مربوط اليدين الى الخلف بعد ان استلوني من مدرستي والقو بي في حوض العجلة الخلفي .. 
من بين جموع اهل القرية الذين كانو لا حول ولا قوة لهم غير الدموع وحرق السجائر قدم شخص من بعيد وقد تنقب بكوفيته وبيده المكوار ... كان يتقدم مسرعا نحونا وقد شق صفوف المتجمعين بعنف .. كان الحرس مسلحين ببنادق ( بور سعيد الناصرية) .. خفت من الرفيق اوريور والشرر الذي كان يتطاير من عيونه !! قلت لنفسي سيفعلها ويقتلوننا .. غمرت له وعضضت شفتي السفلى محذرا لكنه تقدم غاضبا وغير مبال .. سمعت طقطقة سحب اقسام البنادق تهيئا لما سيحدث .. سارت همهمة بين الحضور وصرخ طفل باكيا .. وصل الى حوض المسلحة ثم هز مكواره وهو يزيح اللثام عن وجهه وما ان اقترب مني حتى رشق وجهي  ببصاقه وهو يقول :  راتبك ثلاثون دينارا يا عمي ! ماذا تريد بعد ؟! هل تريد ان تصبح وزيرا؟! !!!



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة ،،3
- اوراق على رصيف الذاكرة...3
- اوراق على رصيف الذاكرة....4
- اوراق على رصيف الذاكرة ...2
- اوراق على رصيف الذاكرة 1


المزيد.....




- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - قضية الرفيق ( اوريور )