أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي















المزيد.....

جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جهاديون من فــرنــســا...
والإرهـاب الـعـالـمـي...
فتيان فرنسيان بعمر الزهور الغير متفتحة.. الأول عمره ستة عشر عاما.. والآخر خمسة عشر. من عائلات متوسطة مهاجرة تحمل الجنسية الفرنسية. متوسطة عاملة عادية. مؤمنة من غير تعصب. تهتم بتربية ودراسة أولادها.. أولاد مهتمون بدراستهم.. عاديون.. دخلوا على بعض البرامج الدعائية التبشيرية الجهادية عن طريق الأنترنيت. ثم غابوا ذات صباح عن المدرسة. وصوت رجل ادعى أنه أبوهم, ليعلم المدرسة بأنهم مرضى, وسوف يغيبون يومين أو ثلاثة بسبب مرضي. وفي ساعة متأخرة من بعد الظهر.. مكالمة هاتفية من الولدين لعائلتيهما تعلمانهما أنهما اجتازا الحدود التركية ــ السورية.. بطريقهما إلى الجهاد في ســوريا... وألا يقلق الأهل.. لأنهما يـبـغــيـان الجهاد والاستشهاد.. ولا أي شــيء آخـر... الجهاد والاستشهاد.. ولا أي شـيء آخر.. ويا لنكبة الأهالي.......
هكذا قدمت هذا الخبر باختصار معظم الصحف الفرنسية, ووسائل الإعلام. مضيفة أن أكثر من 700 شاب فرنسي من عائلات إسلامية مهجرية, أو من أهل فرنسيي الأصل.. والأولاد اعتنقوا الإسلام, وذهبوا للقتال في سوريا. وفـقـد في المعارك أكثر من نصفهم.. والباقون موجودون مع فرق جهادية مختلفة, وبعضهم يبحث عن وسيلة لعودة سليمة إلى فرنسا... هذا العدد أعلن عنه أيضا الرئيس فرانسوا هولاند أثناء مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء الماضي 14 كانون الثاني 2014.. بينما وسائل إعلام (حيادية) أخرى تتحدث عن ضعف هذا العدد.. وعن عشرة أضعافه من دول الاتحاد الأوروبي.. مما دعا وزراء داخلية الاتحاد للاجتماع والنقاش بضرورة اتخاذ الاجراءات الاحتياطية اللازمة لمواجهة الأخطار الإرهابية وردود الفعل التي يمكن أن يسببها هؤلاء الإرهابيون.. في حال إمكانية عودتهم من القتال على الأرض السورية... حتى أن بعض الملاحظين والخبراء الأمنيين لمحوا أنه من المستحسن والأفضل لأمن مختلف البلدان الأوروبية.. ألا يعود هؤلاء المقاتلون على الإطلاق. بالإضافة أن بعض الجهات المختصة اقترحت دراسة إمكانية نزع الجنسيات الأوروبية عنهم.. بعد تحويل أضابيرهم الشخصية إلى المحاكم الاختصاصية بمكافحة الإرهاب العالمي.. وذلك دون أن ننسى أن نفس هذه الجهات الأمنية والإعلامية التي تخشى عودة هؤلاء (الجهاديين الإسلاميين) الأوروبيين الجذور, أو من جذور شمال إفريقية وغيرها, هي نفسها التي أغمضت عينيها وتغاضت.. وأحيانا شجعت بأشكال متعددة ظاهرة أو مخبوءة, رحيلهم ودخولهم عبر الأراضي التركية إلى سـوريا... دون أن ننسى الدعم الإعلامي والسياسي واللوجيستي والمادي لجميع الفرق الإسلامية المحاربة على الأرض السورية.. ضد النظام السوري خلال السنوات الثلاثة الماضية...
ومن الملاحظ الواضح بهذه الأيام الأخيرة.. أن هناك تغييرا واضحا بغالب وسائل الإعلام الكبيرة الفرنسية والأوروبية.. مركزة اهتماماتها على محاربة الإرهاب القاعدي والإسلامي.. وتراجعها عن توجيه كاميراتها على الأزمات الإنسانية في سوريا, واتهاماتها المكثفة ضد السلطات السورية, وهي تتابع وتتوجه بازدياد نحو الخلافات الواقعة بين مختلف المقاتلين الإسلاميين على الأرض السورية. وهي تتركز دائما, وخاصة بعد مؤتمر الرئيس الفرنسي عن مشاكل الإرهاب وتلميحات وزيري الخارجية الروسي والأمريكي عن توسع تحركات القاعدة, لا في سوريا فحسب.. إنما في المشرق والعالم كله.. وما ينتج عن هذه التحركات من أخطار واسعة على العالم.
وهذا لا يعني أنها تراجعت كليا عن سياساتها المتنوعة الماكيافيللية والبراغماتية, بتمديد مراحل الأزمة بأشكال مختلفة.. ولكنها تريد بنفس الوقت التخلص من حكومة الرئيس بشار الأسد.. كورقة تساوم عليها للتخلص من بعض العناصر الجهادية التي تهدد مصالحها على المدى المتوسط والبعيد... وحتى انعقاد مؤتمر Genève 2 أو Montreux, أو عدم انعقاده أو تأجيله, ريثما تكتمل المساومات الضرورية للحفاظ على مصالحها.. وخاصة ضمان جميع المصالح الإسرائيلية, بهذه المساومات النووية والتجارية والأمنية.. دون أن ننسى ضمانات عقود إعادة الإعمار المستقبلية.. المستقبل.. المستقبل سوف يكون مفاوضات استراتيجية, مالية, رأسمالية, مصالحية.. وبعدها تأتي الأمنية والإنسانية!!!...
***********
كل هذا بعد أن يقبل الفرقاء المعنيون, وحتى غير المعنيين, بلقاء مقبول ومعقول.. وبعد هذا عشرات وعشرات الاجتماعات والانسحابات, والعودة من الانسحابات إلى طاولة المفاوضات.. وتحت الطاولة بعض المليارات... بعمليات بيع وشراء...
والشعب السوري ينتظر.. ويعد قتلاه الإضافيين في المدن والقرى المنكوبة... ويــعــد الأيام.. ويعد الأشهر.. وقد يعد سنينا.. ولا تنتهي المفاوضات...
من بعيد أنظر إلى بلد مولدي.. كيف كــان.. وكيف أصــبــح... وأتساءل أما كان بالإمكان لو تفادى الفرقاء السوريون منهم, هذا الخلاف الذي أدى إلى هذا الهولوكوست البشري, والذي دفعت سوريا ثمنه, لو كان هناك حكماء سياسيون عقلاء, ســواء من هذه السلطة التي حكمت وتحكم البلد منذ أكثر من خمسين سنة.. ومن هذه المعارضات التي عانى قسم من شخصياتها المعروفة مرارة الاعتقال السياسي الرهيب, سنينا معتمة طويلة.. وأخرون كثيرون, لم يعرفوا قطعا لا سجنا ولا اعتقالا.. وكانوا من قلب سلطاتها وتجارة فسادها المزدهر.. وانتفاخها.. طيلة سنين طويلة.. ولما عصفت رياح التغيير.. وقرع لهم الممولون الخارجيون جرس المنافع والمصالح.. انقلبوا عليها وشاركوا بكل المؤتمرات الناتوية والأمريكية والإسرائيلية التي ســاهمت من الصالونات الإسطنبولية والسعودية والقطرية والفرنسية والبريطانية والأمريكية.. وخاصة أن مليارات ومليارات الدولارات كانت توزع عليهم بلا حساب, لمحو الوطن السوري وكيانه وشعبه وجميع أشكال دولته. فتفاقمت الخيانات من قلب أجهزة هذه السلطة ومن عناصر الخيانات والتجسس المندسة والأحزاب الإخوانية النائمة من ثمانينات مجازر القرن الماضي...وفتحوا الأبواب والنوافذ والطاقات والخنادق والمزاريب لجحافل الجهاديين والقاعديين القادمين للقتال على الأرض السورية, والتي رأينا كل بنياتها التحتية والفوقية تتفجر وتسبى بـإجـرام منظم مدروس.. ومئات آلاف القتلى والجرحى والإعدامات الميدانية, وتنفيذ أحكام لا إنسانية, تفرضها جماعات باسم الشريعة الإسلامية, حارقة الأخضر واليابس, بحقد طائفي.. كأننا في غابات معتمة, الشراسة الحيوانية هي الشريعة الفطرية الوحيدة فيها.. بالإضافة إلى تهجير مروع.. فــرغ البلد من نصف سكانه.. واختفى الأمن والأمان من كل المدن السورية وقراها والطرق التي توصلها ببعضها البعض... دون أن ننسى الأمبارغو Embargo الآثم الذي فرضته على سوريا وشعبها عديد من الدول الغربية.. وأبناء عمنا العربان, بحقد وقساوة.. حتى مات آلاف من الأطفال السوريين بسبب نقص الغذاء والدواء.. والعالم الحر تعامى وتعامى عن مأساة هذ الشعب السوري الأسير الصامد... حتى ظهرت مشكلة الإرهاب التي لم يعد من الممكن إخفاءها.. وبدأت علامات الخطر تنذر أمريكا وأوروبا, وحتى في بعض المدن الكبيرة الرئيسية الروسية... حينها بدأ الــعــالــم يتلمس رأسـه, حسب التعبير الشعبي... وبدأت بوصلة المخططات والمكاتب العالمية والرأسمالية تخطط.. قائلة حذرا.. حذرا من الإرهاب.. وهي تعني الإرهاب القاعدي الإسلامي...
أو هل بدأ هؤلاء السياسيون الغربيون, بمختلف مصالحهم .. يتساءلون.. فيما إذا كانت ســوريـا من أوائل ضحايا هذا الإرهاب, والذي في بداية البدايات سمي ألف مرة خطأ الربيع العربي؟؟ وأن استراتيجياتهم كلها كانت غبية مزورة خاطئة؟؟؟!!!... لست أدري... وهل هذه التغييرات الإعلامية تنبع وتتغذى من هذا الاتجاه.. عن قناعة تحليلية أو بــراغــمــاتــيــة؟... من يدري...من يدري؟؟؟!!!...
بـــالانـــتـــظـــار.....
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار اجتماع الفرقاء
- مسيو هولاند يهتم بنا!!!...
- رد على السيدة مرح البقاعي
- تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
- البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
- طبول الفتنة...
- تحية... أما بعد... نداء أخر...
- كلمة أخيرة ل 2013
- آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
- رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
- في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...
- الشام.. مارك توين..الميلاد...
- رسالة قصيرة إلى السيدة ليندا كبرييل
- رد ضروري على مقال السيد برهان غليون
- جنازة سورية
- عودة ضرورية إلى كتابات حسن محسن رمضان
- الطائفية.. والحقد الطائفي...سلاح دمار شامل.
- رد على مقالات الكاتب الكويتي حسن محسن رمضان
- رد إلى السيدة الرائعة منى حسين
- هل نحن بحاجة إلى مانديلا سوري؟؟؟...


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي