أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - صباح نوري المرزوڰ-;- انطباعات عن قرب















المزيد.....

صباح نوري المرزوڰ-;- انطباعات عن قرب


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


غيب الردى صباح اليوم 17-1-2014 المؤرخ الكبير والباحث الشهير الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوڰ-;- اثر حادث سير مؤسف، وكان لفقده رنة حزن واسى في الأوساط العلمية والأدبية، فقد خسر الأدب شخصية موسوعية جامعة قلما يجود الزمان مثلها وقد كتبت عنه قبل أكثر من عام الاستهلال الآتي ولم ينشر ، أثرت نشره اليوم ليكوم جزء من وفاء لشخصية كان ملء العين والبصر.
سمعت بأسمه قبل أن أراه وقرأت له ولم أشاهده وأعجبت به عن بعد دون أن تكون لي صلة به عن قرب، أول ما قرأت له بحوث في الموروث الشعبي نشرت في مجلة التراث الشعبي وفهارس نشرت في مجلة المورد، واستمتعت بموسوعته الكبرى معجم المؤلفين والكتاب العراقيين الصادرة عن دار الحكمة، وطالعت له ما اصدر من بحوث ونشر من دراسات وطبع من مؤلفات، فازددت إعجابا به وتقديرا لفضله، فقد حفظ الكثير من كنوز تراثنا الشعبي والعربي، وصانها من الضياع ولولا صنيع هذا الأستاذ الجليل وصنيع غيره من الباحثين الموسوعيين لضاع الكثير من تراثنا وطواه النسيان، ولكن جهود هؤلاء حافظت على هذا التراث ومهدت لدراسته وصانته من الضياع والإهمال.
وأول لقاء معه كان يوم ناقش أخي الدكتور محمد حسن محيي الدين رسالته في كلية آداب جامعة الكوفة، فكان الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك عضوا في لجنة المناقشة وكان لوجوده أثر كبير في تغيير توجهات أحد أعضاء اللجنة الذي كان مصرا على منحها أدنى الدرجات لخلاف بينه وبين الطالب ليس هذا مجال ذكره الآن.
وفي مأدبة الغداء كنت قريبا من الدكتور المرزوق ساهرا على رعايته مواظبا على خدمته وتوفير ما يحتاجه، وفاجئني بسوأل لم أتوقعه :هل أنت محمد علي محيي الدين، عجبت للآمر ولألمعية الدكتور في المعرفة فأجبته بالإيجاب، فتحدث عني كأنه يعرفني معرفة قريب وطلب مني إرسال ترجمتي لتأخذ مكانها في موسوعته الجديدة "تكملة شعراء الحلة" التي طبعت في أربع مجلدات.
منذ ذلك الوقت وأنا على اتصال به، متابعا له ومتابعا ومشجعا لي على طبع نتاجي في كتاب وكنت أتحجج بضيق ذات اليد وانتظار الظروف، فكان ملحفا مكررا للطلب في كل مناسبة ومكان، وكان لطلبه أثر في دفعي لنشر ما تحت يدي من مخطوطات.
وبعد انتقالي للحلة توطدت علاقتي به وزاد قربي منه، فكنت أزوره كلما وجدت فسحة من فراغ، فاستمتع بأحاديثه، وكان لا يمل من تشجيعي على طبع ما عندي إلى أن كان يوم وطدت العزم على طباعة كتابي الأول وكان ترجمة لشهيد الحركة الوطنية كاظم الجاسم، وبعد طبعه سارعت إلى تزويده بنسخة منه فانشرحت أساريره بفرح غامر كأنه وجد كنزا، فكان ذلك البداية لكتب أخرى أخذت طريقها للطبع، كان له فيها بصمته الواضحة بمراجعتها وكتابة المقدمة لواحد منها هو كتابي "محطات في التراث الشعبي" التي عبر خلالها عن إعجابه بمنهجية الكتاب وعرضه وموضوعاته.
ويوم أراد اتحاد الأدباء في بابل الاحتفاء بي كان من المبادرين لتلبية الطلب فاعد محاضرة قيمة تناول فيها بالدرس والتحليل مؤلفاتي المطبوعة والمخطوطة وسيرة أسرتي وسيرتي وكانت محاضرة علمية حازت الإعجاب والقبول مما دفع مجلة الشرارة الزاهرة لنشرها فيما نشرت من جلسة التكريم.
وكنت أزوره ويزورني ويهديني جل ما ينتج من آثار وهي كتب موسوعية أغنت المكتبة العربية بمادة دسمة يحتاجها الباحث والدارس ولا يستغني عنها الطالب والأستاذ، وهي بحوث علمية رصينة تناولت مختلف جوانب البحث العلمي والأدبي ودراسات لعصور الأدب العربي وتراجم لأدباء وشعراء ومفكرين لم يتناولهم احد قبله بمثل ما تناولهم من تتبع حافل لنتاجهم وما كتبوا أو ألفوا، وكتبه هذه ارض بكر لدراسات مستقبلية سيكون لها مكانها اللائق في المكتبة العربية.
واشد ما أثار اهتمامي كتابه الرائع "هؤلاء في حياتي" الذي كان انطباعات عن شخصيات جمعها الفضل ولم شتاتها الأدب فكانت هذه الانطباعات والمذكرات قبس من الاقباس وبداية لدراسات أوسع عنهم وهو كما عودنا على الجديد والمبتكر من إصداراته في العديد من مناحي وبواطن الإبداع لما تتسم بها من الجدة والرصانة خصوصا في مباحث المعلومات والفهارس النافعة لدارسي الأدب والتاريخ.
والمتابع لأسماء الأعلام الواردة في هذا السفر القيم يجد شيئا جديدا في عالم التأليف والبحث،فالمؤلف الفاضل ألزم نفسه بحيز محدد هو معرفته لهؤلاء ولقائه بهم، أو تأثيرهم فيه أو عليه، وهو يختلف كليا عن الترجمة والسيرة التي عودنا عليها المتصدون لمثل هذه المباحث، ولا يتعدى أن يكون إلمامة أو محطة في حياة الكاتب أو من كتب عنه وبذلك خرج عن الرتابة التي عليها أغلب كتب التراجم والموسوعات.
وهذا اللون الأدبي لمسناه في كتابات رائد القصة العراقية الصحفي المرحوم جعفر الخليلي الذي اصدر خمسة أجزاء من كتابه الموسوم " هكذا عرفتهم" تناول فيه حياة ومواقف من عرفهم أو زاملهم أو ارتبط بهم من أعلام الأدب والثقافة والفكر، وتناول بموسوعية محطات من حياتهم ومواقفهم إلا أن الدكتور المرزوگ أوجز بالشرح وشح بالتفاصيل ولا شك أن لهؤلاء جوانب أخرى حرية بالالتفات جديرة بالإشارة.
أشتمل الكتاب على (255) شخصية تناول المؤلف الكريم اقباسا من حياتها ومحطات اختزنتها ذاكرته القوية التي نتمنى لها المزيد من النماء، وهي محطات مر بها الكثير منا ولكنه بحسه الأدبي وشغفه العلمي أستطاع توظيفها لتكون شيئا نافعا لمن يتناول سير هؤلاء في بحث أو دراسة.
وهناك كثيرون كان لهم في حياته ما يؤهلهم أن يأخذوا مكانهم في هذا السفر أعرض عنهم بانتظار فرصة سانحة أو عهد قريب، وبذلك حفظ للكثيرين من ذوي وده أو من زاملهم وعرفهم مكانا في سفر الحياة المكتوب.
وأمر آخر ربما يبدوا جديرا بالتنويه حري بالإشارة فهو لم يكرر عبارته أو لازمته في توثيق معرفته بهم أو وفاة أي منهم، فنرى عباراته المختلفة دليل على سعة المعرفة والقدرة على صياغة ما هو جديد في التعبير عن موقف واحد بما يعطي الدليل على القدرة الأدبية في التلاعب بمفردات اللغة وتوجيهها الوجهة التي يريد، وابتعاد عن المكرر المألوف مما أعتاد عليه المتصدون لمثل هذه المباحث.
وهناك ما يجب الإشارة له والتنبيه عليه، وهو ما يتعلق بنفسية الدكتور وطبيعته وما يتصف به من خلق علمي وأدب جم وتواضع ليس له مثيل، وهو مثال لجيل سابق كان مأخوذا بالعلم مفتونا به هائما في فظاءاته مترهبا في محرابه فتراه يبذل من نفسه وفكره وصحته ما يبذل للآخرين دافعا لهم لولوج عالم البحث العلمي ويدفعهم للتواصل والمثابرة على الدرس والتحصيل فاتحا لهم بيته ومكتبته، باذلا في سبيلهم الوقت والجهد، مرشدا لهذا المصدر أو ذاك، متابعا لخطواتهم متابعة الوالد لأبنائه وتلك لعمري سمة العلماء والمربين المخلصين لعملهم، العارفين لواجبهم، والمهتمين ببناء جيل متسلح بالعلم.
وأخير هل أستطيع أن أقول كل ما في نفسي وأفيه بعض من حق له علينا نحن من اخذ بأيدينا وشجعنا للمسير في درب وعر محفوف بالمنزلقات؟ كلا فهناك الكثير مما يجب قوله أعرضنا عنه خشية أن يحمل على محمل آخر، ولعل الأجيال اللاحقة ستفيه حقه بعد أن نكون صفحة من تاريخ غابر لا يبقى فيه إلا من ترك أثرا مكتوبا، أو ذكرا محفوظا يجعله في سجل الخالدين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجناء شباط 1963
- السجناء والمعتقلين السياسيين بعد انقلاب شباط 1963
- النائب الدائح مطشر السامرائي
- هل سمعتم بحسن اوزمن
- هادي الفتلاوي لص بامتياز
- الحكومة تعجز عن حماية برلمانها
- انتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتاب بابل
- وعاظ السلاطين ..حامد كعيد أنموذجاً !!!
- ما هكذا تورد الإبل يا حنان
- من يتحمل الفشل
- طبيب يداوي الناس وهو عليل
- (الصلات الثقافية والأدبية والعلمية بين مدينة الحلة وقضاء اله ...
- طاح حظكم وحظ الباشا
- 26هجوما في يوم واحد والقوى الأمنية نائمة
- التحرش الجنسي وحقوق المرأة
- اين الحق...؟؟
- ماذا يراد بالعراق
- كيف يحدث هذا في دولة القانون
- حكايات من ذلك الزمان
- يوم الشهيد دروس وعبر


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - صباح نوري المرزوڰ-;- انطباعات عن قرب