أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - خواطر مع ليلة صامتة














المزيد.....

خواطر مع ليلة صامتة


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


هذه الليلة لأي صمتٍ تسير، كم قسى الثلجُ
لاصوتَ لخطىً لا همهمةً لطائرٍ
لا همسةَ لنجمةٍ في السماءِ التي صارتْ بلونِ الحليبِ الذي يمغصُ أمعائي
صرتُ أخافُ حتى أن أتنفسَ بصوتٍ قد يعلو ويبدو نشازاً مع هذا الصمت
حاولتُ أن أستعيرً من هذا المدى السائرِ عميقاً مع الصمت ما يعينني
لأسيرَ معه لكني عدتُ بخفي حنين
والأفضل من لاشئ أن أعدّ كوب قهوتي فقد تعينني ضد البرد على الأقل أو قد تحرك هذا الصمت
كنتُ أود أن لا ألجأ للأنترنيت إذ قد يتعبني أكثر، فموضوع واحدٌ متعبٌ أو خبر يعني الكثير لي في
هذه الليلةِ الصامتةِ
تذكرتُ إني قبل أيامٍ وفي ساعةٍ متأخرة فتحتُ الأنترنيت على الموقع الذي أكتب فيه
أحد العناوين الذي كان يحمل إسم معروف الرصافي أسعدني فقد تخيلتُ إني سأجد إحدى القصائد
الرائعة لهذا الشاعر الذي يعتز به العراقيون لكني فوجئتُ بهجومٍ موتورٍ لا يُحتمل على شاعرنا
وبلا إنصافٍ كتب من كتب ليسئ إلى هذا الشاعر الطيب الأنسان الذي مات في غرفةٍ صغيرةٍ
لم تكن تحمل حتى ستائراً لنوافذها
أتعبني ما قرأته ،ألم يكن من الأجدر بهذا الكاتب أن لا يلجأ لمثل هذا الأسلوب الذي أساء به لغالبيةٍ
كبيرةٍ من العراقيين
ولكن ما باليد حيلة وسألجأ إلى الأنترنيت فقد أسمع بعض الموسيقى أو الأغاني التي يختارها
الذواقون للفن أو قد أقرأ ما يسعدني ، قصيدة جميلة مثلاً ، حكمة خبر يُفرح وبالفعل سمعتُ
مقطوعاتٍ موسيقية سمعتُ أغنيةً أحبها قرأتُ قصائدَ رائعة لشعراءٍ أعتز بهم لكني لم أستطع إلا أن
أعودَ لمتابعةِ المآسي المرعبة التي يتحفنا بها صناع الحروب وأياديهم التي تخنق شعوبنا ، وهل
نستطيع أن نبتعد والمآسي معنا تعيش
أبشع ما رأيت أم عراقية تلتصق بطفلٍ بين يديها تسبح بدمائهِ ونصف رأسه أخذته أيادي شياطين
أرسلها من تفننوا بالفتاوى وبالقتلِ ومن حتى باعوا أولادهم
مثلما تباع الفتيات والنساء لجهادٍ سئٍ أسموه زواج
راجموا المرأة قتلةُ الأطفال
وتبقى في العراق حصة الضحايا من الأولاد الذاهبين إلى المدارس وإلى الجامعة هي الأكبر
فأي مأساةٍ يا عراق
صورٌ لوجوه بعض أصحابِ الفتاوى بشعةً وقبيحة والأنكى إنهم يتباهون بأنهم القادرون على
إعطاءِ الحوريات ، هؤلاء الذين أثقلوا رؤوسهم بعمائمٍ لتوقرها
لو رُفعتْ لطارتْ هذه الرؤوس الفارغة ، واحترامي كبيرٌ لرجال الدين الخيرين ولعمائمهم
والذين أجلهم
صورة قديمة أتعبتني من مآسي هيروشيما ، طفلٌ يبدو في العاشرة يشد أخاه الصغير الميت على
أكتافه خوفاً أن يقع من يديه ليأخذه للدفن هذا المتشبث بالأخِ الميت فقد كل أهله
أبكتني الصورة رفعتُ رأسي
يا ليلةَ الصمتِ هل ستنتهي صور الضحايا والقتلةُ هل سينتهون
كتبت 15/1/2013
في ستوكهولم



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحان الجدران
- رفّةُ حبٍ
- فؤاد سالم في لقاءٍ و وداع
- وداعاً أختنا الكبرى شارة
- حين لم تلْقني
- حواء مهانةٌ ... يا إبراهيم
- صورٌ في ساحة المأمون
- أكلُّ يومٍ لنا حربٌ
- أين الهوى يا ليلى العراق
- موقِدٌ على الطريق
- والصوتُ يدور
- وطافتْ دروبُ العيدِ
- يا دنيا أين الوعود
- بغداد يا صوتَ الخالدين
- قمرُ ِالحصاد
- دمشق نافذةُ العشقِ
- ناي الوداع
- المراسي العتيقة
- لمساتٌ مع الفضاء
- لا لأياديهم


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - خواطر مع ليلة صامتة