أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - موقِدٌ على الطريق














المزيد.....

موقِدٌ على الطريق


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


كنا في أحدِ الأسواقِ الكبيرةِ والذي هو مجمع لأسواقٍ عديدةٍ ، وحين خرجنا من أحدها وابتعدنا مسافةً أرادتّ حفيدتي أن تنزلَ من عربتها لتتمشى معنا ، إلتفتُ لقدميها فلم أرَ غير فردةِ حذاءٍ واحدةٍ . نظرنا داخلَ العربة لم نجدَ الأخرى ، قلتُ لأبنتي عودي للطريق الذي جئنا به وإلقِ نظرةً سريعةً . نظرت إليَ ابنتي بعيونٍ متعبةٍ قائلةً : كنتُ أود الجلوسَ في المقهى القريب لأستريح قلتُ : حاولي وبخطىً سريعةً ولا تطيلي البحثَ وسنتدبر الأمرَ ، وعند عودتكِ سندخل هذا المقهى فأنا أحبُ قهوتهُ والخبزَ الذي يعده داخل المقهى
بعد أن ابتعدتّ ابنتي أخرجتّ حذاءَها سندريلا والذي كانتّ تخفيه خلفها ووضعتهُ في يدي
رفعتُ يدي علّ أمها تراه من بعيد وتعود.
كان المساءُ قد بدأَ ينسابُ ومعه بدتْ لسعةُ بردٍ ، إلتفتُ إلى يميني على إمتدادِ الشارعِ رأيتُ موقداً متقداً بجوانبٍ شفافةٍ . إقتربتُ والصغيرة ، جلستُ في الأماكنِ المعدةِ حول الموقدِ الذي جذبني بشفافيتهِ وبجمالِ لهبهِ .
بداَ الناسُ يتزايدون كم جميلةً لمّةٌ حول هذا اللهب لو كانتْ لمّةُ أحبابٍ لكانتْ تعدلَ الدنيا نظرتُ للصغيرةِ لعيونِها التي أخذتْ تغمضُ مع الدفءِ وهي تحضنُ لعبتَها ولا تريد تركها .
جذبتني نظراتُ طفلٍ في حضنِ أمه ، أي نظرةِ تعجبٍ في عينيهِ وأي سعادةٍ تبدو عليه وهو ينظرُ للهبِ ، ونظرتُ لطفلةٍ لا تريد الأقتراب خائفةٌ تتشبثُ بثيابِ أمها وتنظر بحذرٍ.
بدأ المكانُ يزدحم فكم جميلةٌ هذه النارُ المتقدة لتلمّ على المحبةِ البشر . ليت كل النيرانِ لغرسِ المحبةِ لا لزرعِ الخوفِ والرعبِ . وجميلٌ كان السوقُ الكبيرُ بترتيبهِ وبما فيه وإن شُغِلنا بالبحثِ عن حذائكِ سندريلا الصغيرة .
من لمّةِ غرباءٍ دبَّ دفءٌ
ومن لهبٍ رقّ جناحٌ وظلٌّ
مجمعٌ به مع اللهبِ رفّتْ أنسامٌ
ودنتْ لتسقيني
وطافتْ وجوهٌ
ونشوى هممتُ أخطو للقياهم
فتراءى بين وهجِ اللهبِ
قلبيَ المسجونِ
وذكّرتني همسةُ دفءٍ بأغنيةٍ
ذكّرتني بعصريةِ عيد
يا سائراً بدربِ الغربةِ
كيف نسيتَ المواعيد
يا طوفانَ القلبِ لو مالتْ الأنسامُ
ودارتْ حيرى سواحلُ الحبِ
ورحلتْ مع الراحلين
وذاك المسافِرُ مع النجمِ يلوح
يا جامعةَ الدروب
توهجي برفّةٍ من مواقدِ الأحبابِ
حنّي وبدموعِ الوردِ انسكبي
يا دمعةَ الهوى
كيف أنكروكِ
ودارتْ مواقدُ الأحبابِ
وسجى الليلُ بثغرِ جرحٍ
به قلبي سرى
ذبلَ مثل زهرةٍ
ومثلُ لحنٍ حزين
تكَسّرَ على دربِ الوجدِ
من صمتِ الزمانِ خطّ الهوى دربي
ومن طيبِ نايٍ ينزفُ رأيتُ قيثارةً
بقربي
وإن تنكرَتْ دروبٌ
وإن نُثِرتْ برمادِ المواقدِ القلوب
فالوردُ يبقى بالعطرِ يفوح
وتدورُ عيونُ حبيبتي
يا عيونَ الحبِ مرآةُ نهرٍ بل بحرٍ
ويُطبقُ النعاسُ جفونَها الحبيبه
لتنسابَ وقلبي دفئاً من لمساتِ
الموقدِ
كُتبتْ 7ـ 11 ـ 2013
في لوس أنجلس
أم يمامة



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والصوتُ يدور
- وطافتْ دروبُ العيدِ
- يا دنيا أين الوعود
- بغداد يا صوتَ الخالدين
- قمرُ ِالحصاد
- دمشق نافذةُ العشقِ
- ناي الوداع
- المراسي العتيقة
- لمساتٌ مع الفضاء
- لا لأياديهم
- والعيدُ والصمت
- ساعةُ زمنٍ مع حفيدي
- زهرة البيلسان
- قتلوا العنوان
- على أوتار العود
- تموز لحن وفاء
- وعدنا والتقينا يا مصرَ
- دموعٌ ونواسف
- صار القمر أكبر
- وغنّينا


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - موقِدٌ على الطريق