أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - مؤتمر جنيف 2 والانتصار الممنوع















المزيد.....

مؤتمر جنيف 2 والانتصار الممنوع


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جنيف2 والانتصار الممنوع
‏2014‏-01‏-09 د. محمد أحمد الزعبي
خطرت لي مجموعة هذه الأفكار ، بعدأن استمعت قبل قليل ، عبر أحدى الفضائيات ، لوزير الدولة لشؤؤون الشرق الأوسط البريطاني ، وهو يؤكد أن الحل السياسي عبر مؤتمر جنيف2 ، هو وحده الحل الممكن للأزمة السورية المستعصية . إن معنى الاستعصاء هنا – من وجهة نظرنا - هو تعذر انتصار أحد طرفي المعادلة السورية على الآخر . وبالتالي فإن الحل الجنيفي سوف يقوم على أساس " لاغالب ولامغلوب " ، وأن الرجوع إلى ماقبل 15 آذار 2011 خير من التمادي في تحمل المجازر الجماعية والبراميل والموت ذبحاً بالسكاكين أو تحت التعذيب ، أو الموت بسبب الحصار والجوع والمرض !!.
التضحية بالرأس مقابل بقاء الجسد ( الحل اليمني) ، لامنتصر ولا مهزوم ، هذا هو الحل المسموح به - على مايبدو - لدى جنيف لافروف وكيري وغيرهما .
إن ماسأورده في هذه المقالة من أفكار ومقاربات ، حول الأبعاد الإنسانية والسياسية لمؤتمر جنيف 2 ، لايعدو أن يكون اجتهاداً فردياً خاصاً وخالصاً ، وهو اجتهاد قابل للنقاش ، ولاسيما من قبل من يعنيهم الأمر .

1.اندلعت الثورة السورية ضد نظام عائلة الأسد في منتصف شهر مارس 2011 ، بما هو نظام عسكري غير ديموقراطي ، وبالتالي نظام معاد ومناقض لصندوق الاقتراع (النزيه والشفاف )، ولقد كان موقف كل من الثورة " ومؤيديها " من جهة ، والنظام " ومؤيديه " من جهة أخرى ، هو الاستمرار حتى النصر ، والذي ( النصر ) كان يعني بالنسبة للثورة ، أن يقوم النظام بإصلاحات سياسية ديموقراطية تؤدي إلى " الحرية والكرامة " عبر صندوق الآقتراع ، أي عملياً تؤدي إلى إنهاء حكم عائلة الأسد الدكتاتوري العسكري ، واستبداله بنظام مدني ديموقراطي تعددي وتبادلي ، بينما كان يعني بالنسبة للنظام ، الاستمرار بالتصفية الجسدية لما وصفه في خطابه في مجلس الشعب المعيّن بتاريخ 30.03.2011 ب " العصابات المسلحة "، والتي قدر(هو) عددها يومئذ ب (64000 ) !! إرهابي ثم حددها في تصريحات له لاحقاً بقوله " لقد كنا نحارب الإخوان المسلمين منذ خمسين عاماً ، وسنستمر اليوم بحربهم " !!. ( هذا الكلام سمعته شخصياً من فمه ) . إذن ، كان " الانتصار" يبدو بالنسبة لكلا الطرفين وكأنه " على مرمى حجر" . هذا وقد كان الطابع العام للصراع بين الثورة والنظام في الأشهر الأولى ، هو ( الحل السلمي ) بالنسبة للثورة ، و ( الحل الأمني ) بالنسبة للنظام ، أي أن النظام ( بشار ) هو المسؤول عملياً عن استمرار ومن ثم تطور هذا الصراع ، ووصوله إلى ماوصل إليه اليوم ، أي وصوله إلى مؤتمر جنيف برقميه 1 و2 . وهذا شاهد على ذلك أقتطفه من البيان التأسيسي لهيئة التنسيق الصادر بتاريخ 25.06.2011 ، أي حين كان عمر الثورة مايزال في حدود المائة يوم الأولى : " تمر سوريا اليوم بأشد أيامها صعوبة وإيلاماً ... لقد أظهر شعبنا خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة شجاعة استثنائية في مواجهة نظام استبدادي فاسد ، مقدماً أكثر من ألف وأربعماية من أبنائه شهداء ، وآلاف الجرحى ، وفوق عشرة آلاف من المعتقلين ، وما يزيد عن خمسة عشر ألف لاجئ إلى الدول المجاورة . فالانتفاضة الشعبية السلمية الواسعة التي تطالب بالحرية والكرامة ، واجهتها السلطة بالعنف والقتل والتعذيب والتشريد عبر أجهزتها الأمنية وبلطجيتها ." وبعد مرور مائة يوم أخرى نقرأ في بيان الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الذ ي تشكل في استنبول في أكتوبر 2011 ، مايلي : " وبعد استعراض الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في ظل الهجوم الوحشي لقوات النظام وميليشياته على المدن والبلدات والقرى ... ناقش المجتمعون الرؤية السياسية للمجلس الوطني ... وأكدوا على أهمية الوحدة الوطنية ، واستمرار الثورة ودعمها بجميع الوسائل ، والحفاظ على سلميتها ." ( التشديد من الكاتب )
2. بالرغم من الطابع السلمي والمشروع لانتفاضة آذار 2011 ، وحتى بعد بلوغ عدد شهدائها الآلاف فقد أصر بشار الأسد ( خطابه في 30 آذار 2011 ، وخطبه اللاحقة ) على الحسم الأمني لهذه الانتفاضة الشعبية ،أي عملياً سحقها بقوة السلاح ( الجيش ، الأمن ، الشبيحة ) الأمر الذي ترتب عليه :
+ انشقاق آلاف الضباط والجنود ممن رفضوا إطلاق النارعلى أبناء وطنهم وشعبهم ، حيث انضم
بعضهم إلى الثورة بما في ذلك العمل المسلح ، بينما اكتفى بعضهم الآخر بالانشقاق ودون الالتحاق
بالعمل المسلح ،
+ تحول الانتفاضة الشعبية إلى ثورة شعبية عارمة عمت كافة مناطق سوريا ،
+ تشكل الجيش السوري الحر ، مقابل الجيش السوري النظامي ( الأسدي ) .
وبينما كان سلاح الجيش الحر هو – بصورة أساسية – الإيمان بعدالة مطالب الثورة ، كان سلاح قوات الأسد هو ضروة الدفاع عن النظام مهما كان الثمن ، وكان مجهزاً لهذا الغرض بأحدث وأفتك الأسلحة النوعية ، وذلك تحسباً لمثل هذه الثورة الشعبية ، التي كان يعرف ، منذذ أن استولى حافظ الأسد على السلطة عام 1970 ، أنها قادمة يوماً لامحالة .

3. ثلاثة أخطاء تم ارتكابهما في هذه المرحلة ، من قبل كل القيادات المدنية والعسكرية للثورة ، حيث تم + استبعاد التيار القومي العربي من قيادة الثورة ، ولاسيما ( بعث العراق ، بعث 23 شباط ، بعث أكرم الحوراني، الناصريون بمختلف أشكالهم ، مجموعات وشخصيات وطنية وقومية أخرى ) ، وقسم كبير من التيار العلماني اليساري ( الاشتراكيون بمختلف انتماءاتهم ) ،الأمر الذي معه تشظت المعارضة وتحزبت ، " فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً ، كل حزب بما ليهم فرحون " !! .
+ تشكيل قطعات عسكرية مسلحة مختلطة من العسكريين المنشقين والمدنيين المشاركين في الثورة ،
+ تغليب وإبراز الطابع الديني ، ولا سيما الإسلامي ، على قيادات وتسميات وتصريحات ولافتات وأعلام هذه القطعات ، الأمر الذي سمح للنظام أن يصدّ ر من جديد بضاعته القديمة ، في أنه إنما
يقاوم "عصابات مسلحة " مضيفاً إليها الآن كلمة " إسلامية " ،

4. ولقداستطاع النظام وخبراؤه ، أن يستثمروا بمهارة ، هذه الأخطاء الثلاثة المذكورة أعلاه . وكان من أبرز وأهم وأخطر أشكال هذا الاستثمار :
+ اللعب بورقة مكافحة " الإرهاب " ، التي استطاع النظام بواسطتها تجذير الموقف الروسي المؤيد
أصلاً للنظام ، والتأثيرعلى الموقف الأمريكي والأوروبي ، الذي تحول من تأييد الثورة ، إلى الوقوف
على مسافة واحدة بينها وبين النظام ( مسك العصا من وسطها ) ، مع بعض الإختلافات الشكلية ، بين
بعض هذه الدول في بعض المواقف في بعض الأحيان .
+ اللعب بورقة " الطائفية " ، وتصوير الثورة الشعبية على أنها تمرد إسلامي " سني " على نظام
علماني تقدمي وحداثي ( فقط !) لأنه " علوي " (!!) . ولقد كان من مقتضيات نجاح اللعب بهذه الورقة الطائفية ، تجنيد مجموعات من المخابرات السورية والعراقية ( المالكي ) ، ومن المغفلين البسطاء في البلدين ، وإطلاق سراح مئات السجناء الجنائيين ( أيضاً في البلدين ) وإدخالهم في صلب اللعبة الطائفية ، ولاسيما في إطار ( اختراق ) المجموعات الإسلامية السلفية المتطرفة .
+ وإذاكان اللعب بورقة مكافحة الإرهاب ، قد أوقف تعاطف الدول الديموقراطية الغربية مع الثورة ، ( عملياً مع مطلب الديموقراطية ) فإن اللعب بالورقة الطائفية ، قد أدخل كلاًّ من إيران وحزب حسن نصر الله على الخط بصورة مباشرة ومعلنة ، وذلك للوقوف مع النظام السوري الممانع !! ، ضد الثورة السورية غير الممانعة !! ( أظن أنه مسموح للقارئ الكريم هنا أن يهز برأسه ويبتسم ) .

5. إن التساؤل المشروع ، الذي يمكن طرحه هنا ، هو : هل إن نظام بشار الأسد هو من يخدع الآخرين ، أم أن الآخرين هم الذين يخدعوه ، وبالتالي فإننا جميعاً في الجمهورية العربية السورية ، نتصرف ونعيش – على مايبدو - في ظل مرحلة " حقيقة الخديعة " ، حسب عنوان رواية الكاتب الأمريكي ، دان براون ، وإلاّ كيف يمكن لحكام العالم " المتمدن " في المشرق والمغرب ، الذين يعيشون على بعد أمتار من دمشق ، أن يناموا وأنّات الجوعى والعطشى والمرضى في مخيم اليرموك والغوطتين و حمص ، تحاصرهم وتستغيث بهم ، وتذكرهم بأن هؤلاء الجوعى والعطشى والمرضى ، بل الذين يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاَ هم أخوة لهم في كل من الإنسانية والدين معاً .
ترى هل غابت المروءة والأخلاق في الغرب وفي الشرق ؟! ، وهل لم يبق أمام أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ، بل وكل أبناء وبنات شعبنا السوري العظيم إذن ، إلاّ الصبر والتحمّل ؟!.

----- انتهى -----









#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية بين المجلس والائتلاف
- العروبة والإسلام والطائفية
- خواطر حول: إشكالات صندوق الاقتراع ، والثورة السورية
- مقترحات محمد الزعبي لوفد المعارضة الذاهب إلى جنيف
- الثورة السورية ومؤتمر جنيف2 - أمران أحلاهما مرُّ
- العلاقة بين العرب والغرب جدلية السيد والعبد
- خاطرتان حول الأسد والربيع العربي
- جنيف 2 وإشكالية الحوار بين المعارضة والنظام السوري
- مرة أخرى دفاعاً عن نظرية المؤامرة
- الأزمة الراهنة في أمريكا من منظور يساري أمريكي
- دير شبيجل تسأل وبشار الأسد يجيب
- سوريا والألوان الثلاثة
- قراءة محايدة لبعض أدبيات المعارضة السورية
- عمّو أنا عايشة؟ ، عمّو أنت عايشة
- الضربة الأمريكية المتوقعة بين القبول والرفض
- أسمع كلامك يعجبني
- دمشق أم الربيعين
- الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها
- خواطر حول الربيع العربي ( 4 )
- خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - مؤتمر جنيف 2 والانتصار الممنوع