أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - دمشق أم الربيعين














المزيد.....

دمشق أم الربيعين


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تطلق صفة " أم الربيعين " على مدينة الموصل ، وهو توصيف له علاقة بفصل الربيع المعروف طبيعياً ، أما
توصيفنا لدمشق بأنها هي أيضاً أم الربيعين ، فهذا من الناحية السياسية وليس الطبيعية . ذلك أنه قد أطلق ( بضم الهمزة ) على الحراك السياسي الديموقراطي الذي شهدته المدن السورية عامة ، ودمشق العاصمة خاصة ، بعد وفاة حافظ الأسد ( الأب ) عام 2000 م ، وأخذ شكل " منتديات سياسية ـ ثقافية " وصل عددها إلى الـ 70 منتدىً ، وسمّيت بـ " ربيع دمشق " وهو مايمثل بنظرنا ،ربيع دمشق الأول ، بينما تمثل ثورة آذار2011 ، ربيع دمشق الثاني ، وهوماسمح لنا أن نطلق على دمشق إسم " أم الربيعين".

لقد شجع ماورد في خطاب القسم لـ " الوريث " بشار بتاريخ 17.07.2000 ، من أن " الفكر الديموقراطي يستند إلى أساس قبول الرأي ، وهو طريق ذو اتجاهين" ،عدداً من المثقفين والسياسيين السوريين ، على تشكيل وحضور هذه المنتديات ، التي شهد بعضها نقداً لاذعاً للطابع الأمني والعسكري لمرحلة حكم الأب ،والدعوة الصريحة للتحول إلى " الحكم المدني " وإطلاق الحريات العامة ، وبالتالي إلغاء القوانين والمحاكم الإستثنائية ، ولا سيما قانون الطوارئ . ومع نهاية شهر كانون الثاني من عام 2001 خرج علينا ، عدنان عمران ، وزيرالإعلام آنذاك ليقول بالفم الملآن ، ودونما وجل أو خجل ، أن " دعاة المجتمع المدني استعمار جديد "!!. ، ويعتبر هذا التصريح من عدنان عمران ، بمثابة بداية النهاية لمرحلة ربيع دمشق الأول ،والتي انتهت بإغلاق كافة المنتديات الـ 70 ، وبزج أبرز مؤسسيها ومفعّليها ( رياض الترك ، ورياض سيف ، ومأمون الحمصي ، وعارف دليلة ، وحبيب عيس ، وميشيل كيلو ، فواز تللو ، وغيرهم ) في غياهب السجون ، تلك السجون التي سبقهم إليها أعضاء القيادتين القومية والقطرية لحركة 23 شباط 1966(مابات يعرف بجماعة صلاح جديد) ، مباشرة بعد حركة حافظ الأسد التي سماها بـ "التصحيحية ! " في 16 نوفمبر 1970 .
ومن المعروف ، أن المحاكم التي كان يحال إليها " المتهمون !" هي مؤسسات أمنية بامتياز ، وأن قضاتها المعيّنون من الأجهزة الأمنية ، كانوا يتلقون أوامرهم وتعليماتهم في تحديد نوع التهم ونوع الحكم لكل متهم ، من القيادة القطرية لحزب السلطة ، والتي كانت بدورها ، كما يعرف الجميع ، مؤسسة أمنية بامتياز .

أما ربيع دمشق الثاني ، فهو ذلك الفصل الذي افتتحه أطفال درعا ، عندما كتبوا على جدران إحدى المدارس ، متأثرين بالربيع العربي في تونس والقاهرة ، اللذين أطاحا بابن علي ومبارك : " جاك الدور يادكتور " .
واقع الحال أن حادثة أطفال درعا لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير ، والتي فجرت المرجل الشعبي في سورية ، الذي زادت فترة صبره وصمته على نظام عائلة الأسد الإستبدادي والفاسد والمتواطئ عن الأربعة عقود ،
والذي كانت كلماته الحاسمة بعد أن شب عن الطوق وكسرجدارالصمت والخوف " الشعب يريد إسقاط النظام " .
لقد توهم بشارالأسد وأخوه وشبيحتهما الداخليين والخارجيين ، أنهما قادران على قمع وإنهاء ثورة آذار 2011
وما علما ، أن إرادة الشعوب من إرادة الله ، وبالتالي فإن نيران طائراته وصواريخه وبراميله وأسلحته المحرمة دولياً ، والتي كان آخرها السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية ( في 21.08.2013 ) لن تزيده إلاّ تصميماً على الصبر وعلى التحمل وعلى التضحية وعلى الإستمرار بثورته المباركة حتى تحقيق أهدافها كاملة ، في إسقاط نظام عائلة الأسد بكل رموزه العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية ، وعلى المستويين الداخلي والخارجي معاً .

إن مايجب قوله هنا ، لكل من بشار الأسد وشبيحته ومرتزقته ، ( وبالإذن من المتنبي ) هو :
إذا نظرت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
نعم إن التسامح ، والتعايش الأخوي ، هما أبرز صفات الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته ، ولكن هذا التسامح والتعايش الأخوي المشترك ، هما اللذان يقتضيان ، أن يلقى أعداء هذا التسامح ، وأعداء هذا التعايش الأخوي ، ( وهم هنا كل من تلطخت أيديهم ، من العسكريين والمدنيين بدم أطفال ونساء وشيوخ سورية الأبرياء ) ، عقابهم العادل ، إن عاجلاً أو آجلاً . " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين " ( الزخرف / 76 ) .

ــــ انتهى ـــــ










#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها
- خواطر حول الربيع العربي ( 4 )
- خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة
- خواطر حول الثورة السورية (2) / G8
- خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية
- ماوراء جنيف وما وراء الوراء
- ثورة آذار 2011 ومؤتمر جنيف2
- علم الإجتماع في الوطن العربي
- خواطر حول الإخوان المسلمين والثورة السورية
- عامان والثورة مستمرة
- في سورية : انتفاضة أم ثورة ؟
- ثورات الربيع العربي بين الرأي والرأي الآخر
- بشار الأسد وحكاية العصابات المسلحة
- نداء أخوي ثان
- المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
- الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!
- النظام السوري إلى أين؟
- حزب البعث وسرطان الطائفية
- التغير الإجتماعي بين الإصلاح والثورة الحالة السورية نموذجاً
- ليس من رأى كمن سمع


المزيد.....




- السيدة الأولى للعراق تأخذ كاميرا CNN بجولة في منزل طفولتها.. ...
- التهريب عبر القنال الإنجليزي.. تحقيق لبي بي سي يكشف عن عصابة ...
- هل يرضخ حزب الله لقرار حكومة لبنان بنزع سلاحه؟ وما خياراته؟ ...
- زوجة رئيس كوريا الجنوبية المعزول تمثل للتحقيق في قضايا فساد ...
- لماذا إعادة احتلال قطاع غزة -فخ إستراتيجي-؟ خبير عسكري يجيب ...
- غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم
- صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انت ...
- تفاصيل لخطة احتلال غزة ومئات القادة الإسرائيليين السابقين يح ...
- عضو بالكنيست يدعو لإزالة قبر الشهيد عز الدين القسام من حيفا ...
- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - دمشق أم الربيعين