محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 22:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
05.10.2013
سوريا والألوان الثلاثة
د. محمد أحمد الزعبي
يعتقد الكثيرون ممن قرأت وسمعت لهم ومنهم ، أن الصراع الدموي الدائرفي سو ريا منذ أكثر من عامين ونصف العام ، بين نظام عائلة الأسد وثورة آذار 2011 ، والذي تعود جذوره بصور وأشكال مختلفة إلى عام 1963 بصورة عامة ، وإلى عام 1970 بصورة خاصة ، إنما هو صراع بين جماعتين / فئتين / لونين هما نظام عائلة الأسد والمعارضة بمختلف اشكالها وألوانها . واقع الحال أن مثل هذا التصور لايخلو من الصحة من الناحية النظرية ، بيد انه يخلو من الدقة ومن الوضوح من الناحية التطبيقية .
إن مانراه ( من جهتنا ) دقيقاً وواضحاً ، هو أن في سورية الآن ثلاثة ألوان وليس لونين اثنين ، ألا وهي : اللون الأسود ، الذي يمثله النظام بوصفه انعكاساً لأربعة عقود ونيف من القمع الوحشي والهمجي الممنهج ، واللون الأحمر الذي تمثله المعارضة كانعكاس للدماء الزكية التي سالت من بنيها وبناتها على يد ذلك النظام طيلة تلك المرحلة السوداء ، ولاسيما بعد اندلاع ثورة آذارالديموقراطية ، ثورة الحرية والكرامة عام 2011 ،
واللون الرمادي الذي لاهو بالأسود ولا هو بالأحمر، والذي يمثل انعكاساً للتداخل الإجتماعي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي بين تخوم اللونين الأساسيين المتعارضين والمتصارعين : الأسود والأحمر . إن أصحاب هذا اللون الرمادي عادة مايقولون بألسنتهم غير الذي في قلوبهم ، إنهم جماعة " نعم ... ولكن " ،أو لمن يشاء جماعة " الديموقراطية المشروطة " ، بل وجماعة ارتهان " اليوم الحالي " بشروط" اليوم التالي" والتي هي شروط مالكي ناصية العلم والتكنولوجيا ، ومن خلالهما مالكي ، حماة حدود سايكسبيكو ، وحماة النفط ومن يملكه ، وحماة معاهدتي كامبديفد وأوسلو ،هذا إذا لم نضف إليهم وحماة بعض عناصر حماة الديار... .
( انتهى )
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟