أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟














المزيد.....

من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكابد العراقيون اليوم، في وضع لبنات تجربتهم الديمقراطية الأولى، ممارسة وإيمانا، مخضبة بدمائهم. ولا يدفعهم تفاؤل ساذج بأن هذا البلسم السحري الذي نتغنى به جذلا؛ بلسم الديمقراطية، سيحٌول في ليلة وضحاها، هلعهم الأمني إلى قرة عين، وضنكهم المعاشي إلى مَنٍ وسلوى. ولكنها الخطوة الأولى التي لابد منها في مسيرة التحرر و الديمقراطية، ودرء تداعيات محنتهم الكارثية بحق.
الفساد الإداري والاقتصادي هو بعض تجليات هذه المحنة؛ فساد أنبت شجرته، النظام الشمولي الدكتاتوري السابق؛ نظام القائد الضرورة و أمير المؤمنين والبطل القومي، نظام القمع والحروب وشراء الذمم والإساءة إلى كل ما هو خير وفاضل في نفسية المواطن العراقي. شجرة الفساد هذه سقتها وشذبتها وقطفت ثمارها فور وبعد السقوط ، قوات الاحتلال وحيتان أثرياء الحرب من العراقيين وغير العراقيين. كما أن الخراب الأخلاقي أضحى مظهرا آخر من مظاهر محنة شعبنا المأساوية، خراب عشش في نفوس أعداد هائلة من المسئولين و الرعية، و وجد فيه ممارسو الفساد الإداري والاقتصادي خير بيئة مناسبة لهم ولإجرامهم. و كان هدية من السماء لحملة العقائد و السيوف الصدئة، وعصابات المخدرات و الجريمة المنظمة و شذاذ الآفاق من الشيشان والأفغان، أصلا وانتسابا.
لقد طفح الكيل مرات ومرات، وعلا صراخ المواطن العراقي وهو يستباح في دمه و لقمة عيشه الشحيحة، و في دواء مريضه المعروض على الأرصفة. تصريحات المسؤولين العراقيين تتوالى واعدة بتحقيق النزاهة، وربما اتخذوا بعض الإجراءات "لاقتلاع" شجرة الفساد الإداري والاقتصادي على حد تعبيرهم، وهذا التوجه، أي توجه محاربة الفساد الإداري والاقتصادي، بحاجة إلى المباركة والإسناد، ولا يتمنى أي مخلص لوطنه أن تثبط عزائم هؤلاء المسئولين في تصديهم لهذه الآفة. ولا ينبغي للحجة القائلة إن الفساد موجود في كل الأنظمة وفي جميع العصور والعراق ليس إستثناء، لان الفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية بلغ مديات قياسية بامتياز.
ولكن كيف للحكومة أن "تقتلع" شجرة الفساد وما هي أدواتها و مستلزمات نجاحها؟.
إن واحدة من أهم مقومات اقتلاع، أو قل محاربة الفساد الإداري والاقتصادي، وهي الممكن أي المحاربة، هي الكف عن ممارسة الفساد السياسي، ثم محاربته واعتباره من المحرمات. لان الفساد السياسي و في ظل إنعدام دولة القانون، هو الحاضنة والمنبع الأساس لأنواع الفساد الأخرى، ولن تجدي نفعا إجراءات قلع للفساد الإداري والاقتصادي هنا أوهناك والفساد السياسي أضحى ممارسة يشهدها المواطن العراقي يوميا عبر سياسة المحاصصة التي تفرعت من المناصب الرسمية العليا لتمتد إلى الوزارات ومن ثم إلى بقية الدوائر والمؤسسات التابعة لها، والحظوة في الغنائم الحرام بسبب استغلال المنصب الوظيفي الذي هو في الاساس إمتياز سياسي، ستكون لمن يدعي الانتساب لذاك الحزب أو تلك من التشكيلات السياسية الفائزة و واجهاتها المعلنة والمخفية، وهي بالتالي عصية على المحاسبة ما دامت هي الخصم والحكم.
أن الشفافية سلاح هام لكشف سارقي أموال الشعب في الخفاء والعلن، وتقديمهم للعدالة، لذا فأن وسائل إعلامنا الحرة وعلى اختلاف أشكالها مدعوة للمساهمة في فضح أوجه الفساد السياسي والإداري والاقتصادي أيا كان سدنته، بفعالية و مواصلة، عبر نشر كل ما أمكن من الحقائق الموثقة للجماهير العراقية، و وضعها أمام أعضاء الجمعية الوطنية للقيام بواجباتهم في مراقبة ومحاسبة المسؤولين، رغم معرفة أن المحاصصة السياسية تكبل الكثير منهم.
ويظل دور المواطن العراقي نفسه في عملية المراقبة والمحاسبة هاما وحاسما، هذا المواطن الذي غدا لا يحسد على شيء ، لكنه يصبر و يصابر على أمل غد أفضل مهما اشتد سواد ليلهِ حلكة، ولن يثنيه قول الشاعر " متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم". لان إرادة البناء لدى أبناء شعبنا أقوى من إرادة الهدم، خصوصا بعد كل معاناتهم في فترة حكم النظام السابق الاسود وما آلت إليه من مصائب.

******************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الديمقراطي العراقي ومسئوليته الراهنة
- القدر والبندقية حالا دون استشهاد صدام
- هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟
- لماذا أحب ويحب الأردنيون صداما؟ إلى توجان فيصل
- جرح العراق النازف…عمق استراتيجي لشعوب الجوار
- حكومة الجعفري ؛ درس مضاف للتيار الديمقراطي العراقي
- هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين
- ولاية طالبان الفقيه في البصرة… هدية أعياد آذار للمرأة العراق ...
- الدستور العراقي الجديد و المرأة العراقية
- هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
- ملثمون إرهابيون ... ملثمون ديمقراطيون
- قناة الجزيرة ومبدأ العضّة! وتورط الأردن
- استنكار شيوعية الحزب الشيوعي و لوغارتم الشكل و المضمون
- شحنة إيمانية زائدة
- ثلاثة - أصوات - و معطف كوكول و- جاكيت - الحزب الشيوعي
- من ينصف المرأة العراقية حقا ؟
- أفكار و دماء الشيوعيين العراقيين هي المنتصرة


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟