أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - شحنة إيمانية زائدة














المزيد.....

شحنة إيمانية زائدة


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رغم اعتراف الأكثرية من منظري ومسوقي أنظمتنا" الملكجمهورية" وأكثرية ممثلي المجتمع المدني في منطقتنا بالأزمة البنيوية التي تعاني منها شعوب المنطقة و تداعياتها الكثيرة و منها انتشار الفكر الظلامي التكفيري التدميري ، ورغم ما قيل وكتب عن هذه الأزمة إلا أن المعالجات المستندة إلى دراسات جادة جريئة مدعومة بإرادة سياسة متنورة وصادقة تظل عند وصفها بلباقة " قاصرة " بل نجدها تدعو إلى الرثاء والى الضحك ولكنه ضحك كالبكاء ، ولما كان للتلفزيون من تاثيركبير في مجتمعاتنا التي تعاني من نسبة أمية اقتربت من سبعين بالمائة بفضل تسلط تلك الانظمة "الملكجمهورية" ومنجزاتها ناهيك عن أنظمة الملوك والمشايخ والسلاطين !. هنا سنرى نموذجا من ندوات التثقيف التلفزيونية ، وكيف اكتشف "العلماء" الداء والدواء
حول طاولة انيقة داخل صالة تلفزيونية مترفة جلس ثلاثة متحاورين ذ وي لحى مخضبة بالحناء الحضرمية يساعدهم ويشاركهم عبر خط هاتفي أحد أهل الحل و العقد و المعرفة بشؤون الدنيا و الآخرة، لمناقشة ومعرفة أسباب أستشراء ظاهرة الارهاب في البلد المحمي من كل مكروه . تشابك النقاش وصارذا شجون، وبعد أخذ ورد واسترشاد بآيات من الذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة وتبحر في احكام التنزيل وفي اصول الشرح والتأويل والناسخ والمنسوخ والفقه ورأي الفرد و الجماعة أكتشفوا طالت اعمارهم أن آفة الارهاب تكمن في "حقن" الشباب المسلم في بلدهم المصون بشحنة إيمانية زائدة !! حيث كان هؤلاء الشباب المساكين يحقنون بالشحنات الزائدة اينما ولوا وجوههم ، في البيت والمدرسة والمسجد والجامع فضلا عن وسائل الاعلام المقرؤءة والمسموعة والمرئية ذات الشحنات الايمانية الخارقة . وبما أن الاعتدال مطلوب "دائما" وهنا ايضا عودة للاسترشاد بسنن السلف الصالح الذي ينبذ "المغالاة "، فلابد من اصلاح هذا الخطأ "البسيط" ، وما على ذوي الشباب والمعلمين وألائمة والخطباء و موجهي وسائل الاعلام إلا إعادة تعيير كمية الشحنة الايمانية المطلوبة قبل وقوع الفأس في الرأس.
بالامس تناخى أصحاب اللحى المخضبة بالحناء والمعطرة بالمسك الضبياني في أروقة المساجد ومن على مئاذنها لحث الشباب المسلم الخليجي أن حي على الجهاد، وحقنهم بالشحنات دون عيار، مباركين لهم جهادهم في طرد المحتل السوفيتي الكافرلافغاستان فاتحين خزائن البترودولار ومقبّلين سلاح" المؤمن" الامريكي مع صرخات الله أكبر الله أكبر إن ينصركم الله فلا غالب لكم
اليوم تتعالى ذات الصرخات من" المجاهدين" ولكن ليس في افغانستان "المحررة" بل في دول ولادة ورضاعة ورعاية المجاهدين الخليجية، ترتفع هذه الصرخات مع تناثر اشلاء المسلمين مع اشلاء الشاب المسلم المحقون بشحنة زائدة
خلاصة ما أفتى به منورونا المشاهدين من على قناتهم المحتشمة أن كبرى الكبائر وهو حرام بين أن يفجر المسلم نفسه ليقتل مسلمين آخرين.. مع ابتسامة رضية للمشاهدين ، لكن شابا مزودا بشحنة زائدة لم يشاهد تلك الندوة، توجه من بلده الخليجي الى العراق عبر دولة مسلمة شقيقة كان يطمح بالجنة ، شابا محبطا كم منى نفسه بحبيبة شقراء ولم يفلح . في الطريق وهو يقود سيارته الملغمة تراءت امنيته قريبة اليه ... ماهي الادقائق وسينعم بأريكة وفيرة في فردوس النعيم تحف به حورية آه..آه لو تكن شقراء . إنفجرت السيارة وقذفت به في الطريق الى الجنة عاليا . رفع جفنيه بعد ان تصاعد مفعول الشحنة الزائدة في دمه، تطلع حوله فرأى ملاكا من ملائكة الرحمة عند رأسه ، إتسعت عيناه شبقا وهو يحدق فيها وأعماقه تصرخ "مذهلة"، سألها بلهفة ... أين أنا في الجنة ؟
أجابته بلهجتها البغدادية : لا عيوني ..بمستشفى الكرخ الجمهوري !!.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة - أصوات - و معطف كوكول و- جاكيت - الحزب الشيوعي
- من ينصف المرأة العراقية حقا ؟
- أفكار و دماء الشيوعيين العراقيين هي المنتصرة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - شحنة إيمانية زائدة