أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - محاولة لفهم كيف يفكر السيسي















المزيد.....

محاولة لفهم كيف يفكر السيسي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس أو الفريق السيسي في حيرة حقيقية بما يتعين عليه فعله وهل يرضخ لرغبة مريديه في تولي منصب رئاسة مصر بشكل رسمي أم يستمر في لعب هذا الدور من وراء أستار وزارة الدفاع.
وسر تردد السيسي في قبول الترشح لهذا المنصب الرفيع حتى الان ليس نابعاً من خوفه من عدم الفوز بانتخابات الرئاسة لأن هذا شيء مضمون ولكن التردد يرجع أولا إلى أن الرجل يعلم جيداً أن هذا المنصب لم يعد رفيعاً كما كان الحال أيام عبد الناصر والسادات ومبارك ، إذ أصبح منصب وزير الدفاع أعلى وأكثر حصانة من منصب الرئيس وفقاَ لمسودة الدستور الجديد ، وثانيا إدراكه أن الجيش أصبح لاعبا مباشرا بل واللاعب الأول والأقوى من بين كل مؤسسات الدولة في حلبة السياسة بمصر وبمقدور وزير الدفاع أن يقلب أي رئيس قادم في حال عدم رضى المؤسسة العسكرية عن أداءه في أي لحظة وبسهولة وذلك من خلال الحشد الإعلامي والجماهيري ضده وتعقيد مهمته وإفشاله بالتعاون مع الأمن والقضاء بينما لا يستطيع الرئيس القادم الاقتراب من باب وزارة الدفاع دون إذن. كما لا ينبغي أن ننسى أن الرئيس محمي بقوات الحرس الجمهوري التابعة لوزير الدفاع من الناحية العملية. ومن ثم فإن الرئيس القادم ضعيف بالتعريف ولا قبل له بأي مواجهة مع وزير الدفاع.

أضف إلى ما سبق أن السيسي رجل ذكي ويعرف أنه حالياً بطل في أعين مريديه ولكنه يدرك أيضاً أن سقف توقعات هؤلاء المريدين وهم بالملايين سوف يرتفع إلى عنان السماء بمجرد خلعه للبدلة الكاكي وارتدائه للملابس المدنية وانتقاله إلى قصر الرئاسة. ويتعدى الأمر ملايين المريدين إلى باقي ملايين المصريين الذين ينتظرون منه أن يحل كل مشاكل مصر العويصة والمتفاقمة بمجرد جلوسه على مقعد الرئيس.

وبالطبع فإن في هذا ظلم كبير للرجل الذي لا يتحمل مسؤولية كل هذه المشاكل كما أنه لا يملك عصى موسى ولكن ألم يكن هذا حال من كان قبله والذي لم تصبر الجماهير عليه أكثر من عام واحد؟
بالطبع هناك فارق بين الحالتين حيث سيتمتع السيسي بدعم وزير الدفاع الجديد والمجلس العسكري ولكنه لا يضمن أن يستمر هذا الدعم إلى ما لا نهاية خاصة في حال توالى إخفاقاته نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي لمصر وعدم درايته بأمور السياسة المالية والنقدية المعقدة فيها وهي مشاكل لا تحل بالبندقية مثل غيرها من المشاكل التي يجري التعامل معها الآن بالقوة الغاشمة.
مبارك مثلاً كان جاهلاً تماماً بهذه الأمور وكان يتجنب التحدث فيها وبدلاً من هذا تركها لأبنه وشلة لجنة السياسات التي كانت تضم خيرة أبناء مصر من رجال الأعمال الأفاقين والمحتالين. وبالطبع فإن السيسي لن يسلك هذا النهج.

في الخارج يكون الرئيس ملماً عادة بشكل جيد بمعطيات السياسة المالية والنقدية في بلده ومن تابع الثلاث مناظرات التي جرت بين أوباما وبين منافسه الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة الامريكية الأخيرة لابد أنه لاحظ الأداء الرائع لكل منهما وهما يتحدثان ويتناظران في الأمور الاقتصادية المعقدة في أمريكا.
السيسي يدرك كل هذا ويدرك أن دعم الجيش له سوف ينحسر بسرعة في حال عدم تحسن الأمور المعيشية في ظل رئاسته فالمجلس العسكري غير مستعد لتحمل مسئولية مواجهة إضرابات ومظاهرات الناس وقتها وسوف تتم عملية التضحية بالسيسي دون تردد كما جرت التضحية بمبارك من قبل في ذات السياق.

والسيسي يعلم أن أعضاء المجلس العسكري الذين يدفعونه لقبول منصب الرئاسة إنما يفعلون هذا خدمة لأجندات أخرى تخصهم، ولذلك فإنه حريص على عدم إعطاء أي إيحاءات تبين خططه المستقبلية رغم كل الضغوط التي تمارس عليه من جماعة "كمل جميلك" والقوى السياسية والعسكرية والأمنية الأخرى ولسان حاله يقول إنه إذا كان إكمالي للجميل يعني ضياعي فلتذهبوا جميعاً إلى الجحيم وسأظل أنا في مبنى وزارة الدفاع حتى يقضي الله أمراً ما.

أما هذا الأمر فهو أن السيسي ربما يفكر في الأيام القادمة في إيجاد مخرج من هذه الأزمة يتمثل في الدفع باتجاه توليه منصب الرئاسة ووزارة الدفاع معاً على طريقة وضع إحدى ساقيه في مركب الرئاسة والساق الأخرى في مركب وزارة الدفاع بحيث إذا تعرضت مركب الرئاسة للغرق لأي سبب فكل ما يتعين عليه فعله هو القفز إلى مركب الجيش دون خسائر تذكر.

بالطبع فإن مسألة الجمع بين المنصبين مسالة شاذة ولن تلقى تأييد بعض أقطاب المجلس العسكري الطامحين للترقي ولكن الحجة التي يمكن على أساسها ترويج هذا السيناريو ستكون كالعتاد ضمان الاستقرار في مؤسسات الدولة وأنها عملية "مؤقتة" تمليها الظروف كما أن هذا السيناريو أي الجمع بين المنصبين ليس بدعة مصرية فقد جرى من قبل في بعض الدول المتخلفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وبمقدور بعض المحيطين بالسيسي من المتنفذين الترويج لهذه الخطة عن طريق أصدقائهم في الإعلام المصري الذي ثبت أن له مفعول السحر في التلاعب بعقول المصريين البسطاء وما أكثرهم.
ولا يستدعي الأمر أكثر من تنظيم مليونيات على غرار مليونيات 30 يونيو للمطالبة بالسيسي رئيساً ووزيراً للدفاع وينتهي الأمر بالمقولة المشهورة " أنه نزولاً على رغبة الجماهير التي وصل عددها إلى 30 مليون أو يزيد فقد قبل الفريق السيسي أن يترشح لمنصب رئاسة مصر مع استمراره في تولي مسئولية حقيبة الدفاع"

وحسبما أرى فإنه ليس هناك مخرج آخر أمام السيسي لإكمال جميله والتنازل بقبول منصب الرئيس غير هذا المخرج وأعتقد أنه يفكر بالفعل في هذا الاتجاه ولكنه لا يعرف كيف يضعه حيز التنفيذ.
وفي حال الفشل في إيجاد مخرج مشابه لما سبق فإنني أعتقد أن السيسي سوف يفضل البقاء رئيساً لدولة المجلس العسكري ولعب دور الرقيب على رئيس الدولة الأخرى المسماة مصر.

والسؤال الأهم من كل ما سبق هو هل يمثل استقرار مصر أي حيز في عقل السيسي؟ أم أن جل همه هو حماية دولة ومصالح وامتيازات العسكر السابقين والحاليين؟ أعتقد أن الإجابة لا تحتاج إلى فراسة كبيرة حيث توضح حالة التوحش المسيطرة على قوات الأمن والإعلام المصري ضد كل الأصوات المعارضة أو المختلفة مع توجهات الحكومة الحالية المدعومة من العسكر أن السيسي راض عما يحدث ولا يبالي كثيرا بحالة الاحتقان المتزايدة والتي لا تؤدي إلى أي نوع من الاستقرار.

لن يغفر التاريخ لمرسي وجماعته أنهم السبب الرئيس في مأساة مصر الحالية باتفاقهم مع العسكر وخيانتهم لثورة 25 يناير وإعادتها إلى الحكم العسكري مرة آخرى وضياع حلم أن نبني وطناً حديثاً يقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ودولة القانون والمساواة والعدل.
متى تعود مصر إلينا؟ وهل كتب علينا أن نعيش أبداً مواطنين بلا وطن؟
يا إلهي أعيتنا الحيل ولا ندري ما العمل، يا إلهي أنقذ هذه الشعوب المسكينة في مصر وسوريا واليمن التي لم تعرف إلا القهر والفقر من جبروت العسكر وظلم الجهاديين والمتأسلمين.



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس باللحى وحدها تبنى الأمم
- رحلة إلى السماء .....تأملات فلسفية
- التاريخ المختصر لرئاسة مصر ومعضلة الرئيس القادم
- الشرعية للبندقية
- آخر التطورات الاقتصادية العالمية وانعكاساتها علينا
- البكاء على البابا والضحك مع الشيخ حجازي
- عودة مرسي
- حتمية استمرار الصراع في مصر
- حول اسباب فشل الدول ( النموذج المصري )
- الاستعدادات الأخيرة لمعركة خراب مصر
- البحث عن نتينياهو عربي
- تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية
- أسرع طريقة لإفقار أي بلد
- رؤية لنظام حكم يصلح للعالم الإسلامي
- حوار متمدن وعلمي وديمقراطي
- المنهج التبجيلي واستحالة تأصيل الفكر الديني
- مستقبل الرأسمالية - قراءة نقدية لكتاب جديد-
- الإله والإنسان
- من المسيء للإسلام؟
- الإسلام والربيع العربي


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - محاولة لفهم كيف يفكر السيسي