أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - حتمية استمرار الصراع في مصر















المزيد.....

حتمية استمرار الصراع في مصر


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية فإن هذا التحليل نابع عن قناعة شخصية وليس ايدلوجية بأي حال . ولأنني من المؤمنين بأن عملية المعرفة في حد ذاتها تتكون من جزئين اساسيين هما الحقيقة العلمية المجردة وهو عادة جزء بسيط في فعل المعرفة وجزء كبير هو الاعتقاد ، والاعتقاد لا يمثل الحقيقة بشكل ضروري لأنه مزيج من تأثير البيئة والثقافة والاستعداد الشخصي وطبيعة التعليم وطريقة النشأة وعوامل اخرى كثيرة ، وعادة ما تطغى هذه العوامل في فعل المعرفة على الحقيقة الموضوعية دون قصد واحياناً بقصد وتكون النتيجة ان يحول الاعتقاد دون بلوغ الحقيقة أو أن يطمسها.
وقد قصدت من وراء هذه المقدمة القصيرة ان اقول أن رأيي يحتمل الصواب والخطأ ولكنه يمثل ما أراه، وما أراه ينطبق عليه ما ذكرته سابقا ولك ان تختلف معي ولك ان تناقشني دون تجريح وأعدك بقراءة رأيك والتفكر فيه وقد يدفعني هذا الى تغيير رأيي وليس عندي مشكلة في هذا فغايتي هي الحق والحقيقة .

أقول ان ثورة الشعب المصري في 25 يناير على حكم الطاغية مبارك وأسرته ونظامه كانت بحق ملهمة لكل العالم الحر في الشرق والغرب وباعتباري أعيش خارج مصر منذ زمن فقد لمست هذا بشكل واضح مما جعلني افخر بانتمائي المصري بشكل لم أعهده في حياتي ، وعندما يجمع معظم البشر في شتى انحاء العالم على عظمة هذه الثورة فلا بد ان يكون هذا نوع من الحقيقة ، اقول هذا للمشككين في هذه الثورة العظيمة والذين يدعون دائماً أنها كانت السبب في خراب مصر وانقسامها الحالي .

ولكن ما حدث بعد هذا عندما تولى المجلس العسكري مقاليد الحكم في مصر كان مأساة بكل المعايير هذا بالرغم من الادعاء الذي يردده البعض بأن هذا المجلس هو الذي حمى الثورة وأجبر مبارك على الرحيل ، ولو ان الادعاء بأن العسكري كان مؤيدا للثورة صحيح لنجحت الثورة المصرية وكان مصير مبارك وعصابته السجن وليس منتجعاَ طبياً لا يحلم بالإقامة به أي مصري.

ومرة أخرى فإنني لا أعتقد ان هناك من يستطيع أن يجادل كثيراً في مسألة أن المجلس العسكري تحت قيادة الطنطاوي وعنان وقف سداً منيعاً أمام تدفق تيار الثورة وقد نجح في هذا الى حد بعيد وعندما اضطر الى الرحيل اراد ان يسلم دفة الحكم للجنرال الهارب والذي كان يفاخر بالقول نهاراً وجهاراً انه تلميذ مبارك فهل يعقل ان يكون هذا التصرف نوع من التأييد والحماية لثورة 25 يناير ؟

وحتى عندما فشل العسكري في فرض إرادته سلم الدولة للتيارات الدينية دون اي ضمانات او ترتيبات تحمي الدولة من الخضوع للحكم الديني بكل ما يحمله من مخاطر ذاقت مرارتها كل الدول التي خاضت هذه التجربة من قبل .

لا أحد يستطيع أن يلوم الرئيس المعزول محمد مرسي على محاولاته طوال العام المنصرم الزج بأتباعه من جماعة الاخوان في كافة مؤسسات الدولة المصرية ومراكز صنع القرار لأنه كان معلوماً من البداية أن الرجل جزءا من هذا التنظيم وأنه سيخضع بالضرورة لأوامر المرشد العام لهذه الجماعة ومن ثم لم يكن هناك من مفاجآة لأحد. ومع معاداة كل أجهزة الدولة لهذا الرئيس المغلوب على أمره منذ اليوم الأول لحكمه واجتراء الجميع عليه بما فيهم الجيش وأجهزة الأمن والقضاء والأعلام والأزهر والكنيسة وقوى دولة مبارك العميقة في تحالف جهنمي لم يسعى بجدية لتقديم أي دعم حقيقي له أومساعدته للتحرر من المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد الذين كانوا يمعنون في إبراز نفوذهم على حساب الرئيس دون أدنى حد من اللياقة أو الحذر، ولذلك فهم أول من أضر بمكانة الرئيس.

إزاء هذا المعطيات الصعبة لم يعد للرجل من مخرج إلا الالتصاق اكثر وأكثر بجماعته بعد ان ترك وحيدا مما زاد من تخبطه وضعفه امام الجميع بما فيهم جماعته ، وكان من الطبيعي ان تخرج الملايين في ثورة 30 يونيو مطالبة الرئيس بالرحيل بعد فشله في تحسين أمورهم المعيشية بشكل زريع وفشله في الظهور كرئيس لكل المصريين والاستقلال بقراره والبعد عن سياسة أهل الثقة والعشيرة.
والمؤسف أن الرئيس لم يدرك أنه إزاء معطيات وصراعات لا يمكن لأي رئيس في العالم أن يتعايش معها طويلاً ولو انني مكانه لطالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة للاستفتاء على شعبيتي والحصول على تفويض جديد من المصريين بما لا يدع مجالاً للتشكيك في شرعيتي .

ولكن شاء الرئيس وبتشجيع من جماعته إلا أن يكون معانداً لهذه الثورة العارمة ضده رغم إقراره بما وقع فيه من أخطاء وتقدمه بمبادرة في آخر لحظة اشتملت على معظم ما اشتملت عليه خطة الجيش والأطراف الاخرى ما عدا موافقته على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو المطلب الاساسي لثورة يونيو واعتقد ان الرئيس مرسي أخطأ في هذا مما أعطى ذريعة للمجلس العسكري لعزله .

وفي هذا فإنني أعتقد أن ما تمر به مصر من صراع خطير هذه الايام بين جماعة الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية الاخرى المؤيدة لبقاء الرئيس في الحكم ضد باقي التيارات المعارضة لبقائه ، هذا الصراع كان نتيجة مباشرة للطريقة المهينة التي تم بها عزل الرئيس والتحفظ عليه وعلى قيادات أخرى من جماعته بالاضافة إلى أمعان العسكري في إهانة كل التيارات الإسلامية المؤيدة للرئيس من خلال لجوئه الى غلق كل محطاتها التليفزيونية دون مبرر وإظهار انحيازه المطلق لطرف دون الآخر بعد ان اعلن اكثر من مرة انه طرف محايد ولا هم له إلا مصلحة الشعب المصري كله وأنه ظهير للديمقراطية!

وفي هذا فإن المرء يقف حائراَ أمام أسئلة كثيرة وملحة ولكن وقبل أن اطرح هذه الأسئلة ينبغي أن أقر بأنني شخص ليبرالي مستقل ولا أنتمي إلا لحزب الحق والعقل والمنطق. وتساؤلاتي البسيطة هي :

ـ لماذا صبر العسكري على مبارك ثلاثين عاماً من النهب والاستبداد والفساد ولم يصبر على مرسي أكثر من عام ؟
ـ لماذا تعاطف العسكري مع ثورة 30 يونيو ووقف سداً منيعاَ ضد ثورة 25 يناير ؟

ـ لماذا تعمد العسكري إمتهان مرسي بهذا الشكل والتحفظ عليه في ثكناته بينما قام بتكريم مبارك ونقله الى احد القصور في منتجع شرم الشيخ وحمايته حتى آخر لحظة ؟

ـ لماذا يتعمد المجلس العسكري اتهام كل من ينتقد قراراته السياسية بأنه ينتقد الجيش ككل ؟ وكيف يتوقع هذا المجلس أن يرتضي لنفسه أن يدخل دهاليز لعبة السياسة ولا يرغب في ذات الوقت أن ينتقده أحد ويعتبر نفسه خطاً أحمراَ ؟

والخلاصة انني اعتقد أنه كان بالإمكان إقناع الرئيس بشكل كريم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد ثورة 30 يونيو من خلال ممارسة المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية عليه كما حدث مع مبارك إبان ثورة 25 يناير التي لم يتدخل الجيش فيها إلا بعد مرور 18 يوماً كاملاً عليها بينما سارع بالتدخل بعد مرور يوم واحد فقط على ثورة 30 يونيو.

والخلاصة ان تحالف العسكر مع الاسلام السياسي أدى الى انتكاسة ثورة 25 يناير، وخصامهما الآن يقود مصر إلى الانقسام والخراب لأول مرة في تاريخها . وطالما بقي المجلس العسكري دولة مستقلة تعلو على الشعب والدولة المدنية وطالما استمرت محاولات تيار الإسلام السياسي السيطرة على مصر فإننا لن ننعم بأي ديمقراطية حقيقية ولا استقرار ولإنه ليس من المتوقع أن يرحل أي من هذين الخصمين في المدي المنظور فإن الصراع سيستمر إلى مدى لا يعلمه إلا الله.

أدعو الله أن أكون مخطئاَ وأن يحفظ مصر وشعبها الطيب بكل طوائفه .

ستظل مشكلتنا دائماً هي رفض إعمال العقل والمنطق في فهم ما يدور حولنا



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اسباب فشل الدول ( النموذج المصري )
- الاستعدادات الأخيرة لمعركة خراب مصر
- البحث عن نتينياهو عربي
- تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية
- أسرع طريقة لإفقار أي بلد
- رؤية لنظام حكم يصلح للعالم الإسلامي
- حوار متمدن وعلمي وديمقراطي
- المنهج التبجيلي واستحالة تأصيل الفكر الديني
- مستقبل الرأسمالية - قراءة نقدية لكتاب جديد-
- الإله والإنسان
- من المسيء للإسلام؟
- الإسلام والربيع العربي
- كيف تحكم مصر الآن
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة - الجزء الثاني
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة- الجزء الأول
- عادل إمام مبدع الزمن الرديء
- تأملات فلسفية في أحوالنا العربية
- إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد
- فضيحة في ساحة القضاء المصري
- أصل الحكاية عسكر وحرامية


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - حتمية استمرار الصراع في مصر