أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - فضيحة في ساحة القضاء المصري














المزيد.....

فضيحة في ساحة القضاء المصري


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 23:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في إطار سعيه المجنون للبقاء في السلطة بأي ثمن حتى ولو كان سمعة القضاء المصري افتعل المجلس العسكري الحاكم في مصر مشكلة ساذجة إلى حد العبط مع منظمات المجتمع المدني التي تتلقى بعض الدعم المالي من أمريكا وبعض الدول الأوربية للقيام بأنشطتها في مصر وذلك لصعوبة وربما استحالة تلقيها أي دعم من الحكومة المصرية نفسها حيث أن هدف هذه المنظمات هو بالأساس إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية ومراقبة نزاهة الانتخابات وغيرها، وهذه الأهداف لا تروق للمجلس العسكري الحاكم و المهيمن على مصر الآن لأن هذه المنظمات تقف كما نقول في مصر مثل العقلة في زور العسكري. ومن ثم كان سعيه الدائمً لتخريب وإغلاق أبواب هذه المنظمات من خلال كيل الاتهامات لها بالعمالة والخيانة كخطوة على طريق خنق الثورة. والمشير طنطاوي لا يخفي نواياه ولا سعيه الهمام مع جنرالاته للقضاء على ثورة 25 يناير 2011 والعودة بمصر تدريجياً إلى عصر مبارك مع تغيير بسيط هو إحلال بدلة مبارك ببلوفر الفريق شفشق.

ولكن تقتضي الحقيقة أن نذكر أيضا أن الكثير من منظمات المجتمع المدني في مصر مشهورة بالفساد المالي والحسابات الختامية المضروبة وبعضها لا يقوم بأي أنشطة ملموسة سوى تقاضي المرتبات العالية وهذا لا يعني أن هذا هو حال كل المنظمات فبعضها يقوم بنشاط حقيقي في الشارع المصري ولديه مجموعة من الشباب الممتاز ذوي القدرة الرفيعة على التحليل السياسي والظهور الإعلامي القوي والمؤثر وهؤلاء هم الذين يصيبون المجلس العسكري بصداع دائم.

ومن ثم كان الاتهام الخائب والمفبرك الذي خرج علينا به العسكري من أن هذه المنظمات تسعى لتخريب مصر وتقسيمها إلى خمسة دويلات مرة واحدة!

وقد تصادف أنني كنت في زيارة لمصر وقت توجيه هذا الاتهام المضحك لهذه المنظمات وكان واضحاً للجميع أن الاتهام لا يزيد عن نكتة لأن عدد أفراد معظم هذه المنظمات لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة في كل منظمة فهل يعقل أن تقوم أو حتى أن تسعى هذه المنظمات الصغيرة بأي محاولة لتقسيم مصر إلى خمس دويلات؟

وبالطبع فإن كل دولة من هذه الدويلات سوف يلزمها حدود وجيش للدفاع عن هذه الحدود وأمن داخلي ومقومات أي دولة مثل الموازنة العامة والموارد الاقتصادية .....الخ وقبل كل هذا موافقة سياسية من شعوب كل دولة من هذه الدول على الانتماء إلى الدولة الجديدة لأن هذه الدول لن تقوم لها قائمة رغم إرادتهم بافتراض أنهم مواطنون وليسوا عبيدا. فهل كان بمقدور هذه المنظمات الصغيرة أن تفعل كل هذه؟
أم أن المسألة تهريج رخيص من المشير وأتباعه في محاولاته البائسة لغسيل شخصيته وادعاء الوطنية والاستمرار في استغفال المصريين.

ولكن دعونا نفترض أن الاتهام رغم عدم منطقيته كان في محله وأن هذه المنظمات كان بمقدورها تخريب وتقسيم مصر من خلال دعم أمريكا وإسرائيل لها. هنا تكون الحكومة المصرية والمجلس العسكري على صواب في إحالة القضية للقضاء المصري.

ولكن ما حدث بعد هذا كان فضيحة دولية وامتهان لسمعة القضاء المصري على مرأى من العالم أجمع وذلك عندما تدخل العسكري في مسار القضية وتم تنحية المستشار المناط به التحقيق وتكليف غيره بها وهذا الأخير واضح أنه قاضي تم تفصيله على المقاس المناسب لرغبات العسكري وبمباركة الإخوان المسلمين لأنه سرعان ما صدر قرار بالسماح للمتهمين بمغادرة مصر على أن يستمر النظر في القضية في غيابهم !!

وحتى تستكمل أركان المهزلة فإن السيدة هيلاري كلينتون وقد شاهدتها بنفسي على شبكة ال CNN وهي تصرح قبل صدور أي قرار في مصر بأن القضية في سبيلها للحل قريباً. وسمعنا بعدها أن الطائرة الأمريكية التي أخذت المتهمين من مصر وصلت إليها قبل الإعلان عن إلغاء قرار منع سفر المتهمين. ومن البديهي أنه لا يمكن تصور أن يحدث كل هذا دون علم وموافقة المجلس العسكري وقيادات الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على مجلسي الشعب والشورى والحكومة.

إننا أمام مسرحية هزلية سيئة الإخراج كالعادة، إنها فضيحة جديدة من فضائح العسكري ولكن كان ضحيتها هذه المرة ليس جماهير النادي الأهلي ولا ثوار مصر الشرفاء ولا فتياتنا الشريفات والقائمة تطول ولكنها أهم سلطة في مصر، إن الضحية هذه المرة قضاء مصر وسمعتها الدولية.

هذا هو المجلس العسكري الذي أمطره رئيس مجلس الشورى الجديد بوابل من المدح والثناء والنفاق في أول جلسة لهذا المجلس العقيم حيث توجه له بكل آيات الشكر والتقدير على دوره العظيم وحكمته في قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها ودوره التاريخي في الانحياز للثورة واستكمال مسيرتها!

لقد كتبت مقالاً منذ عدة سنوات تحت عنوان "هل القضاء المصري مستقل حقاً" وهالني حجم الشتائم الذي طالني على بريدي الإلكتروني ولكن بعد هذه المهزلة هل لدى أحد من شك في أن القضاء المصري بتاريخه العظيم وريادته للعالم العربي أصبح قضاءاً مخترقاً منذ عهد مبارك وحتى عهد طنطاوي؟
المشكلة هي أن قلة من القضاة منعدمي الضمير باعوا أنفسهم للسلطة وللعسكري فضيعوا سمعة كل زملاءهم الشرفاء وأهالوا الوحل على سمعة مصر.

وانتظروا الفضيحة القادمة مع قاضي مبارك.

آه يا بلد.

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الحكاية عسكر وحرامية
- الإخوان ومستقبل الثورة في مصر
- أرخص إنسان على وجه الأرض
- الثورة المصرية والرقص على السلم
- مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي
- العسكري يقود مصر إلى الخراب
- أردوغان يفجع الأحزاب الإسلامية في العالم العربي
- من مفارقات الرؤساء العرب
- ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي
- رسالة قصيرة إلى الأغبياء الثلاثة
- مبروك يا أسد
- ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟
- من أخطر ما يهدد الثورة
- هل تتحول مصر إلى دولة دينية؟
- نصيحة هامة ومخلصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر
- عندما يهرج الأسد
- الشيخ القرضاوي والشيعة
- كيف نضمن نجاح ثورات الشعوب العربية
- أنا حر إذاً أنا موجود
- قم يا مصري من أجل كل عربي


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - فضيحة في ساحة القضاء المصري