أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - الإخوان ومستقبل الثورة في مصر















المزيد.....

الإخوان ومستقبل الثورة في مصر


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 22:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد أيام قليلة سيحتفل الجميع في مصر بذكرى مرور عام على ثورة 25 يناير 2011 ، سيحتفل الإخوان المسلمون بالثورة التي أخرجتهم من نفق مظلم إلى النور لأول مرة منذ نشأة الحركة وهم بلا شك أكبر من استفاد من الثورة. وسيحتفل بها المجلس العسكري لنجاحه المنقطع النظير في حماية نفسه والحفاظ على نفوذه وامتيازاته وحماية بقايا نظام مبارك وكانت إستراتيجيته في هذا خلق حالة من الفوضى والضياع والفراغ الأمني وانهيار اقتصادي أدى إلى انتشار حالة من الرعب بين الفقراء الذين لم يشاركوا في الثورة ولكنهم توقعوا أن يستفيدوا منها في التخفيف من معاناتهم اليومية ولكن المحصلة كانت أن الثورة التي لم تكتمل زادتهم فقراً فباتوا يلعنون الثورة والثوار شأنهم شأن فلول نظام مبارك ويطالبون العسكري بالبقاء في الحكم للمحافظة على بقايا وطن في مهب الريح.

لقد نجح العسكري بالفعل في خلق حركة شعبية مناوئة للثورة ومن ثم فلا مانع من الاحتفال بذكرى ثورة فاشلة كادت أن تعصف به ونجح في شل حركتها ووقف تقدمها، ولا غرابة في هذا فجميعنا يحتفل بالتجارب المؤلمة في حياتنا عندما ننجح على نحو غير متوقع في الإفلات من توابعها المعتادة.

أما أبطال الثورة الحقيقيين فإنهم سيحتفلون بذكرى أول ثورة شعبية حقيقية في تاريخ مصر ألهمت كل شعوب الأرض في أيامها الأولى عندما توحدت كافة طوائف الشعب المصري في لحظة نادرة من تاريخ مصر ضد الفساد والاستبداد وضد واحد من أعتى الأنظمة القمعية في العالم ، والأمل يحدو الثوار في أن تتحقق المعجزة وتكتمل ثورتهم بشكل ما، واكتمال الثورة لن يتحقق وفق رؤيتهم إلا بتولي حكومة مدنية منتخبة وسيادة دولة القانون والمساواة والحرية للجميع والقضاء على الظلم والفساد وسيطرة العسكر على مقاليد الأمور في مصر.

الآن وبعد فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية يصبح من حقهم تشكيل أول حكومة منتجة بعد الثورة وهم يعدون بتحقيق مجتمع العدالة والنزاهة والرفاهية....الخ الذي يحلم به الثوار فهل يعني هذا اكتمال الثورة المصرية ؟
المسألة ليست بهذه البساطة بالطبع فأهداف الثورة لن تتحقق بالوعود أو بالتمني وإنما بالأفعال على أرض الواقع. وفي هذا نقول دائماً أنه لا يمكن بناء الدولة المدنية الحديثة التي قامت الثورة من أجلها إلا على أنقاض النظام البائد للطاغية مبارك والشاهد أن حركة الإخوان تحاول الآن أو تعتقد أنه بمقدورها إقامة هذه الدولة الحلم على نفس الأعمدة التي قام وتعايش عليها نظام مبارك طوال الثلاثين سنة الماضية وأهم وأقوى هذه الأعمدة هي المجلس العسكري "وليس الجيش" وجهاز الأمن الداخلي الفاسد الذي يواصل إتباع نفس الأساليب الإجرامية في التعامل مع المواطنين وأي شكل من أشكال المعارضة، كما أن جهازي النيابة العامة والقضاء لا يتمتعان باستقلالية حقيقية والفساد يرتع بحرية داخلهما، أما الإعلام فلا زال ينهج نفس أساليب إعلام مبارك ولا هم لقيادته إلا تشويه الثورة والثوار في أعين البسطاء الذين قامت الثورة من أجلهم ولكنهم أصبحوا من ألد أعدائها والفضل يرجع في هذا إلى التلفزيون الرسمي ونسبة الأمية التي تصل إلى 40% ناهيك عن الأمية السياسية وعدم الوعي السليم والتي تصل إلى ضعف هذه النسبة.

ومن المعطيات السلبية الأخرى التي سترثها حكومة الإخوان، رموز الحكم السابق وعلى رأسهم السفاح مبارك وأسرته وكل زبانية عصره والذين يتمتعون بحماية العسكري وهم مدللون ومنعمون وقد تم تحويل معتقلاتهم إلى منتجعات ترفيهية حيث الطعام الفاخر والخدمات الفندقية والعلاج في أرقى المستشفيات وقد رأينا أثار النعيم على وجوههم بعد استئناف المحاكمات الهزلية منذ أيام. وباختصار فإن ملامح وبصمات نظام مبارك واضحة للعيان في كل مكان.

هذه المعطيات تجعل مهمة الأخوان المسلمين في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة مهمة عسيرة وشبه مستحيلة ولا يلومون في هذا إلا أنفسهم بعد تخليهم عن شباب الثورة وتركهم ميدان التحرير الذي منحهم السلطة والشرعية. وبكل أمانة نعتقد أن الإخوان ضيعوا على مصر وعلى أنفسهم فرصة تاريخية نادرة بتسرعهم للوصول إلى السلطة وسط هذه الأجواء غير المواتية في وقت كان بمقدورهم استكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها وهدم قواعد النظام القديم لو أنهم تحلوا ببعض الصبر واستكملوا مسيرة ميدان التحرير مع شباب الثورة.

هناك اتهام قديم لحركة الإخوان المسلمين بأنها حركة سياسية انتهازية وإنها نجحت في اختطاف الثورة بشكل بارع من خلال إبرام تفاهمات سرية مع العسكري بما يضمن لهم الشرعية لأول مرة في تاريخهم والمشاركة السياسية عن طريق السيطرة على البرلمان والحكومة القادمة مقابل استمرار تمتع المجلس العسكري بكل امتيازاته واستقلاليته عن الدولة المصرية وتمتع أعضاءه بالحصانة وعدم المساءلة أو الملاحقة القانونية وكذلك عدم الإلحاح على محاكمة مبارك وأعوانه بشكل جاد أو محاكمة زوجته التي هي أساس كل الخراب الذي لحق بمصر ولازالت تمارس هذا الدور في ظل حماية مباشرة من العسكري.

الإخوان بالطبع ينفون كل هذا. وآيا كان الأمر فإن الإخوان يحملون الآن مسئولية كبيرة في أعناقهم حيث منحتهم الغالبية الفقيرة أصواتهم لا لشئ إلا لإنقاذهم من الفقر والفساد والاستبداد وكل آفات نظام مبارك وظلم وامتهان أتباعه لهم، وقد سبق لي أن دعوت إلى وجوب احترام رأي الأغلبية أيا كان وأهمية مساندة حكومة الإخوان القادمة حتى وإن لم تكن لدينا قناعة بأساليبهم أملاً في أن تنجح في تحقيق حلم كل المصريين في دولة مدنية حرة ونظيفة تعيد احترام العالم لمصر وللمصريين بعد أن حولها مبارك إلى عزبة يتوارثها أبناءه من بعده.

بمقدور الإخوان خاصة وهم يتمتعون بكل هذا التأييد الشعبي أن يقوضوا أركان النظام البائد وأن يساهموا في نجاح الثورة التي منحتهم ما لم يرد على خواطرهم وهم الذين لم يشاركوا في بداياتها وتوقعوا لها الفشل بل إن قيادات الحركة السلفية التي حصلت على المركز الثاني في الانتخابات أدانوا الثورة بشكل صريح بدعوى أن الإسلام لا يقر الخروج على الحاكم حتى ولو كان ظالماً اتقاءا للفتنة !!

نقول أنه بإمكان الإخوان المسلمون أن ينفضوا تهمة التآمر عنهم والبدء في بناء مصر الحديثة من خلال إخضاع المؤسسة العسكرية للمساءلة الحكومة الجديدة كما هو الحال في كل الدول المحترمة سواء شرقاً أم غرباً وغالبية المصريين معهم في هذا المطلب الجوهري الذي يعني تحقيقه إنجاح الثورة المصرية وتحقيق كل أهدافها بشكل تلقائي سواء من ناحية القضاء على الفساد والمحاكمات الجادة لكل رموز الفساد في عهد مبارك والتخلص من كل أتباعه المنتشرين في كل المواقع الحساسة في مصر واسترداد الأموال المنهوبة في الخارج وتنقية الأجهزة الأمنية والإعلامية والقضائية وتأسيس دولة القانون والعدالة والحرية والمساواة للجميع.

وقتها سنقول أن الثورة المصرية نجحت وأن الفضل يرجع لحركة الإخوان المسلمين. إن كل شرور العالم تحدث عندما يلتزم الرجال الطيبون بالصمت.

هل يفعلها الإخوان أم أننا نحلم؟؟

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرخص إنسان على وجه الأرض
- الثورة المصرية والرقص على السلم
- مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي
- العسكري يقود مصر إلى الخراب
- أردوغان يفجع الأحزاب الإسلامية في العالم العربي
- من مفارقات الرؤساء العرب
- ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي
- رسالة قصيرة إلى الأغبياء الثلاثة
- مبروك يا أسد
- ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟
- من أخطر ما يهدد الثورة
- هل تتحول مصر إلى دولة دينية؟
- نصيحة هامة ومخلصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر
- عندما يهرج الأسد
- الشيخ القرضاوي والشيعة
- كيف نضمن نجاح ثورات الشعوب العربية
- أنا حر إذاً أنا موجود
- قم يا مصري من أجل كل عربي
- ماذا يريد البابا شنودة؟
- لن ننسى أيها الطغاة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - الإخوان ومستقبل الثورة في مصر