أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي















المزيد.....

مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 22:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما قام العسكر بانقلاب عام 1952 خرجوا بوعود قوية وقتها بأنهم جادون في تسليم مقاليد الحكم لحكومة مدنية في أسرع وقت، هذا الوقت السريع أمتد إلى 60 عاماً ولم ينتهي حتى الآن. وعندما قامت أول ثورة شعبية حقيقية في تاريخ مصر في 25 يناير المنصرم ركبها العسكري وفق سيناريو تم الإعداد له بعناية داخل المؤسسة العسكرية بحيث يتم تقليص حصاد الثورة إلى مجرد تغيير في الوجوه ولكن يبقى الحكم والنفوذ داخل هذه المؤسسة.

من المعروف أن المؤسسة العسكرية في مصر تتمتع بمزايا هائلة من استثمارات ضخمة وممتلكات داخل وخارج مصر ومرتبات ومزايا لكبار الضباط لا يتمتع بها عامة الشعب، وهي مؤسسة مستقلة تماماً عن الدولة المصرية فلا أحد يعرف ميزانيتها ولا ممتلكاتها وهي تتمتع بقوانين ومحاكم خاصة بها .....الخ.
ولذلك فمن البديهي أن ينبري المجلس العسكري للدفاع عن كل هذه المزايا والاستقلالية التي يتمتع بها لأكثر من نصف قرن ولكن المشكلة الكبيرة التي تواجه مصر هي أن هذه المؤسسة تتحكم أيضاً في كل مفاصل الدولة المصرية من خلال مؤسسة الرئاسة التي يسيطر عليها رئيس من العسكر منذ ستين عاما وحتى الآن. وكما هو معروف فإن العقلية العسكرية لا تؤمن بمبادئ بالديمقراطية وحرية النقد والتعبير والشفافية ولا حتى بالمحاكم المدنية، فالرئيس ذو التربية العسكرية لا يتوقع أن يسمع سوى "تمام يافندم" إزاء أي أمر يصدره.
وكلنا يعرف كيف حول عبد الناصر الدولة المصرية إلى دولة الحزب الواحد حيث الرئيس مطلق الصلاحية وهو رئيس حتى الموت، وحولها إلى دولة الإعلام الحكومي وبرلمان ختم النسر والقضاء التابع للدولة ...الخ بعد أن كانت دولة ديمقراطية برلمانية ودولة مؤسسات وإعلام حر بالرغم مما كان في الملكية من فساد.

وانتهى حكم عبد الناصر ومؤسسته العسكرية بكارثة سميت بنكسة يونيو 1967 وتولى من بعده السادات محرر سيناء ولكن طبيعته العسكرية ورفضه لأي شكل من أشكال المعارضة لحكمه دفعته لاعتقال كل رموز المعارضة المصرية في يوم واحد تقريباً في مشهد نادر في تاريخ مصر فكانت نهايته المأساوية، ومن بعده تولى مقاليد الحكم رئيس لن يذكره التاريخ إلا كرئيس الفساد والمفسدين حيث تجاوز الفساد في عهده كل حدود الحياء حتى أصبحت مصر موضع تندر للعالم كله.

وعبر ال60 عاماً الماضية وما شهدته من أشكال متنوعة للفساد والاستبداد كانت المؤسسة العسكرية أحد الركائز الهامة لاستقرار هذا النظام ولم تبدر أي بادرة منها تدل على التبرم والاستياء من استفحال الفساد في كل مكان وحتى عندما قامت ثورة 25 يناير التزم المجلس العسكري جانب الحياد السلبي وكلنا يذكر ما حدث في موقعة الجمل من هجوم على المتظاهرين المسالمين واكتفاء الجيش بالفرجة عليهم وهم يضربون ويقتلون.

وعندما اندلعت المظاهرات في كل المدن الرئيسية في مصر وخرجت الملايين تطالب برحيل مبارك وتعاطف معها العالم كله لم يعد أمام العسكري سوى خيار واحد وهو إقناع مبارك بالرحيل مقابل حمايته حفاظاً على المؤسسة العسكرية نفسها من التصدع ،وسوف يكشف التاريخ يوماً ما عما حدث بالفعل وأن المجلس العسكري تدخل لحماية نفسه وليس لحماية الثورة كما يدعي. وأسلوب إدارة العسكري لمصر الآن يشهد على هذا، فكل من ينتقد المجلس العسكري يحال إلى القضاء العسكري بينما يحاكم قتلة المتظاهرين وزبانية الفساد والتعذيب إبان فترة حكم مبارك أمام القضاء المدني! وها هم فلول نظام مبارك يعودون ولكن في حلل جديدة بل أن أكبر لص في مصر أحمد شفيق الذي سهل تهريب المليارات والكثير من ثروات مصر إبان فترة الأشهر الأولى للثورة وهو رئيس للحكومة ينتوي الترشح لمنصب الرئاسة بمباركة من العسكري.

و أفضح مثال على أن العسكري يستغفل الشعب المصري هو ما يسمى بوثيقة المبادئ الدستورية التي يسعى العسكري لفرضها على الشعب بقوة الأمر الواقع وهي وثيقة تضع العسكري فوق المساءلة وفوق الشعب بحيث يمنع مجلس الشعب من الإطلاع على ميزانية الجيش وهذا شيء مثير للحيرة والعجب فميزانية الجيش الأمريكي منشورة على الانترنت والسؤال ما الذي يسعى المشير لإخفائه عن الشعب؟
نتمنى على سيادته أن يعي أن أي شرعية تفرض بالسلاح ولا تستمد من الشعب هي شرعية باطلة.

إن أخطر ما تواجهه مصر الآن هو شبح الانهيار الاقتصادي بسبب الإدارة السيئة للعسكري لكل شؤون الحكم في مصر فطوال الأشهر التسع الماضية من عمر الثورة وكل المؤشرات الاقتصادية والمالية في انهيار والعسكري لا يزال يرسل كل أنواع الإشارات الخاطئة للداخل والخارج وهي إشارات لا تبشر بأي نوع من الاستقرار أو العودة للحكم المدني وإقرار دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية وحرية التعبير والشفافية والمساواة. وقد نشرت منذ أسابيع قليلة مقال به ملخص للوضع الاقتصادي في مصر تحت عنوان"العسكري يقود مصر إلى الإفلاس" وهو متوفر على الانترنت لمن يرغب في معرفة الوضع الذي قادنا إليه العسكري.

بعد كل هذا نجد من يطالب بترشيح المشير طنطاوي لرئاسة مصر!! وهؤلاء إما أنهم من فلول النظام السابق الذين يريدون العودة إلى الساحة من جديد تحت حكم العسكر وهذا ليس بمستغرب ولكن المستغرب حقاً هو أن هناك الكثيرون من المواطنين العاديين المؤيدين للثورة يطالبون برئيس من المؤسسة العسكرية وحجة هؤلاء أن الرئيس العسكري هو الوحيد القادر على بث الأمان والاستقرار والدفاع عن مصر ضد الأعداء!!

وهؤلاء ربما بحسن نية أو لغياب الوعي لا يدركون ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية من سوء تحت إدارة العسكر خاصة في الربع قرن المنصرم، هؤلاء لا يأبهون كثيراً أن تصبح مصر منارة للحرية والديمقراطية والكرامة وحقوق الإنسان كما أرادها الثوار عندما خرجوا بالملايين في 25 يناير، هؤلاء لا يدركون أن العسكري لا يمتلك أي رؤية إستراتيجية لمصر المستقبل كما كان مبارك الذي كان يفاخر بأنه لم يقرأ كتاباً في حياته وكان يحكم مصر بالفهلوة وسياسة يد الأمن الثقيلة وحولها إلى إقطاعية لأولاده وحاشيته.

ولهؤلاء أقول إذا كنتم تريدون استمرار سيطرة العسكري المستبد على الحكم فلماذا إذا قامت الثورة التي ضحى الشعب المصري فيها بالآلاف من شبابه ما بين قتيل وجريح؟

إن من ينشد الأمن والاستقرار على الكرامة والحرية لا يستحق أي منهما ولا يستحق حتى حق الحياة فالعسكري لا يحكم إلا اللصوص والعبيد.



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسكري يقود مصر إلى الخراب
- أردوغان يفجع الأحزاب الإسلامية في العالم العربي
- من مفارقات الرؤساء العرب
- ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي
- رسالة قصيرة إلى الأغبياء الثلاثة
- مبروك يا أسد
- ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟
- من أخطر ما يهدد الثورة
- هل تتحول مصر إلى دولة دينية؟
- نصيحة هامة ومخلصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر
- عندما يهرج الأسد
- الشيخ القرضاوي والشيعة
- كيف نضمن نجاح ثورات الشعوب العربية
- أنا حر إذاً أنا موجود
- قم يا مصري من أجل كل عربي
- ماذا يريد البابا شنودة؟
- لن ننسى أيها الطغاة
- الدين والاستبداد والثورة
- الثورة التونسية وانعكاساتها المستقبلية
- أن تكون متديناَ


المزيد.....




- مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
- مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو ...
- الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست ...
- Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر ...
- الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب ...
- الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس ...
- واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء ...
- -إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو ...
- إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي