أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود يوسف بكير - البكاء على البابا والضحك مع الشيخ حجازي















المزيد.....

البكاء على البابا والضحك مع الشيخ حجازي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مواقف وفكر وردود أفعال بعض رجال الدين حاليا تذكرني دائماً بمقولات وفلسفة ماركس عندما قال "مع بعض الإضافات من جانبي" إن الدين هو قلب عالم بلا قلب، إنه أفيون وعزاء الناس المحبطة التي لا تجد ملاذاً غيره للهروب من الواقع المؤلم، إنه الوهم اللذيذ بأنك تعيش حياة لها معنى عندما لا يكون لوجودك أي معنى أو هدف، إنه الأمل المزيف في حياة أخرى مليئة بالمسرات والإشباع يعدنا بها رجال محتالون يرتدون عباءة النسك والدين كمكافأة على صبرنا عليهم وعلى وعودهم التي يتفننون في إيجاد عشرات المبررات الموثقة في السماء لعدم تحققها.

أيا كان انتماءنا أو تفسيرنا لما يحدث في مصر حالياَ فإن أي بشر ينبض في جسده أي حس إنساني سيحزن على مقتل وإصابة مئات الأشخاص من مؤيدي الرئيس المعتقل في محيط منطقة رابعة العدوية بالقاهرة وغيرها يوم الجمعة 26/ 7 /2013 اثناء اشتباكاتهم مع الجيش والشرطة. والحادث كان موضع استنكار وإدانة من كل دول العالم الحر. ومنظمات وحقوق الإنسان الدولية.
ولذلك استغربت بشدة عندما طالعت رد فعل بابا الأقباط في الصحف المصرية على الانترنت حيث هنأ البابا رجال الجيش والشرطة ووصف أدائهم بالرائع. !!

انا أعرف أن لدى البابا تاوضروس مخاوف مشروعة من رغبة الإخوان الغريبة في تحويل مصر إلى دولة دينية حتى ولو كان الثمن خراب مصر وأنا معه في هذا ودائماَ أقول أن سبب فشل ثورة 25 يناير المجيدة يرجع بشكل أساسي إلى سببين هما عداء المجلس العسكري السافر لهذه الثورة ورغبة الأخوان المسلمين في تغيير شخصية مصر وركوبهم الثورة وتغيير مسارها إلى مسار ديني هو خليط من السلفية الجهادية التصادمية والتطرف وعدم المبالاة بالآخر طالما أنه ليس معهم، ولكن ان يسعد البابا بمقتل وإصابة المئات وبهذا الشكل العلني فهو أمر يدعو للأسى والغم .

إن البابا بهذا يسيء لكل إخواننا الأقباط شركاءنا في هذا الوطن واحسب انه لا يعبر عن غالبيتهم بل انه يسيء لهم، وكان الأولى به أن يعرب عن إدانته لأي عنف أي كان مصدره خاصة عندما يؤدي الى القتل.

لقد ذكرني البابا تاوضروس بموقف البابا شنودة عندما ظل يؤيد الفاسد مبارك إبان ثورة 25 يناير ضد إرادة كل المصريين حتى خلعه وشاركه في هذا الموقف الغريب وقتها شيخ الأزهر الحالي وكتبت حينئذ أدين تصرفه رغم تقديري واحترامي لشخصه ومكانته.
ونحن ككتاب ليبراليين نسعى دائماً وندعو الناس إلى إبعاد الدين عن السياسة في كل الدول العربية حتى لا يكون الدين سبباً للصراع والتصادم والمعاناة وانفراط عقد الوطن.

ولكن بعض رجال الدين ومنهم من لديه ثقل مصممون على اقحام أنفسهم في عالم السياسة ومستغلين الدين بشكل غير مسئول والخطورة هنا تكمن في أن الضرر الذي يحدثونه لا يتوقف عند دائرتهم الشخصية ولكنه يمتد ليشمل الملايين من اتباعهم.

وعلى الجانب الآخر هناك في قيادات الاخوان المسلمين في مصر رجل ذو ابتسامة صفراء يفوق عادل امام في الكوميديا حتى انني اصبحت ابحث عنه في اليوتيوب كلما اصابني نوع من الهم والإرهاق بسبب ضغوط العمل لأنه بحركاته وهلوساته يساعد كثيراَ على تفريغ الهموم.
فمنذ فوز مرسي بالرئاسة والرجل يتصرف وكأنه رئيس موازي ويظهر في أحد الفيديوهات وهو يقول إنه لا ينفي سعي الاخوان إلى " التكويش "على السلطة في مصر حتى يحققوا مشروعهم الاسلامي على حد تعبيره وفي حديث آخر له يقول ان السيطرة على مصر وأسلمتها هو بداية الطريق لتحرير القدس !! وكأن مصر بلد الأزهر لم تكن مسلمة والشيخ حجازي هو الذي سيقودها لتحرير القدس! هذه المواقف بالمناسبة اضرت كثيراَ بالرئيس مرسي وبكل جماعة الإخوان.

وبعد مأساة يوم الجمعة ظهر الرجل على منصة رابعة العدوية وهو يؤكد للناس بأن مرسي سوف يتحدث معهم بعد أقل من 24 ساعة فلما لم يحدث بدأ يبشرهم بحدوث شيء مروع ومذهل ينهي معاناتهم وكالعادة لم يحدث شيء.
ومنذ ايام وأنا اطمئن على الأهل والأصدقاء في مصر قيل لي ان هناك إشاعة قوية يبدو أن الشيخ حجازي أحد مروجيها وتتحدث عن أن النبي موسى وسيدنا الخضر (وفي رواية أخرى جبريل) ظهرا في محيط رابعة العدوية دون أن يراهما أحد سواه وقيل إنه أجتمع بهما بشكل سري ولكنه لم يبلغ أحد بالنتائج التي تمخض عنها هذا الاجتماع.
وسيدنا الخضر هذا لمن لا يتذكر هو الرجل الصالح الذي خرم المركب التي كان يهم أصحابها بركوبها، فلما سأله موسى لماذا فعل هذا غضب بشدة وقرر مفارقته بالرغم من أن كل أسئلة موسى للسيد خضر كانت منطقية للغاية.

ويبدو أن المشكلة هي إما أن يكون الشيخ صفوت حجازي يعاني من هلوسات شديدة يشاهدها اثناء النوم ويتصور انها حقيقة فينقلها للناس على أنها واقع وهنا يكون عليه أن يفكر بجدية في تغيير الصنف.
وإما ان الرجل يستهين بمعاناة الناس في رابعة ويتعمد استغفالهم حتى يبقوا لأطول مدة خدمة لأغراضه السياسية التي ليس لها علاقة بالدين ولو أن الشيخ حجازي يشعر بمعاناة من ينامون في الشارع وهم صيام وفي ظروف صعبة وجو حار لما تمادى في تهريجه وتصرف كسياسي محترف ليحقق مطالبهم.
أود هنا أن أذكر الأخ حجازي الذي يسمي نفسه بالداعية الإسلامي بما قاله الأمام محمد عبده في محاولاته القيمة لتقديم نوع من الاصلاح الديني على غرار ما حدث في أوروبا، حيث رأي الإمام -الذي لم يسع للسلطة في حياته أبدا- أنه لا ينبغي إقحام الدين في لعبة السياسة بكل اكاذيبها وألاعيبها وإنما يكون دور الدين هو الحارس للقيم في المجتمع بحيث يمثل نوعاً من السلطة الأخلاقية التي تراقب الدولة والحاكم لمنعه من الاستبداد والتسلط على العباد أو استغلال نفوذه لتحقيق منافع شخصية له ولمن حوله.

ترى هل ينام الشيخ حجازي هو وأبنائه وزوجته في الشارع مع هؤلاء المعتصمين المساكين؟ وهل استشعر يوماً لوعة موت أحد من ابنائه برصاص ضباط شرطة أو جيش تجردا من كل مشاعر الإنسانية والرحمة؟

والخلاصة ان الإسلام السياسي يتقدم ببطء لسحق كل آمال وأحلام الربيع العربي مدعوما بالملايين من المهمشين والمعدمين فكريا وماديا في كل انحاء ما يسمى بالعالم العربي.
فلنستمتع بالسيء الان قبل قدوم الأسوأ.

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة مرسي
- حتمية استمرار الصراع في مصر
- حول اسباب فشل الدول ( النموذج المصري )
- الاستعدادات الأخيرة لمعركة خراب مصر
- البحث عن نتينياهو عربي
- تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية
- أسرع طريقة لإفقار أي بلد
- رؤية لنظام حكم يصلح للعالم الإسلامي
- حوار متمدن وعلمي وديمقراطي
- المنهج التبجيلي واستحالة تأصيل الفكر الديني
- مستقبل الرأسمالية - قراءة نقدية لكتاب جديد-
- الإله والإنسان
- من المسيء للإسلام؟
- الإسلام والربيع العربي
- كيف تحكم مصر الآن
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة - الجزء الثاني
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة- الجزء الأول
- عادل إمام مبدع الزمن الرديء
- تأملات فلسفية في أحوالنا العربية
- إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود يوسف بكير - البكاء على البابا والضحك مع الشيخ حجازي