أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - عودة مرسي














المزيد.....

عودة مرسي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال سابق لنا أكدنا على حقيقة موضوعية وهي أنه بالرغم من المظاهرات العارمة التي شهدتها مصر يوم 30 يونيو مطالبة بعزل مرسي فإنه لم يكن ينبغي للمجلس العسكري أن يعزله بهذا الشكل المهين له وللملايين من المؤيدين له وقلنا أنه كان بالإمكان ممارسة المزيد من الضغوط عليه لإقناعه بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لتأكد شرعيته وهو إجراء يلجأ إليه الكثير من رؤساء الحكومات في الدول المتحضرة طواعية عندما يستشعرون تدني شعبيتهم وتزايد المعارضة لهم والأهم من هذا أن التفويض الجديد كان سيمنح مرسي صلاحيات أكبر لاتخاذ قرارات حاسمة للنهوض بالاقتصاد وإصلاح الأحوال المعيشية للمصريين وهو المطلب الاساسي للملايين في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو .

ولكن كالعادة ارتكب العسكري خطأَ جسيماَ باستخدام الجيش كأداة لخلع رئيس منتخب وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه في المستقبل لتدخل الجيش في الشئون المدنية للدولة وخلع أي رئيس لا يروق لهم استجابة لضغوط أي معارضين له. وبما أن للإخوان الملايين من المؤيدين فسيكون بمقدورهم السير على هذا الدرب مستقبلاً وخلع أي رئيس لا يروق لهم بالتعاون مع الجيش كما فعلت جبهة الإنقاذ والفلول في خطة عزل مرسي .
وعلى ما يبدو فإن العسكري استعجل الامر حتى يستمتع بمسلسلات رمضان دون عكننة من الإخوان وتصور انه بعزل الرئيس واعتقال بعض قيادات الإخوان وغلق محطاتهم التليفزيونية سوف يقضي عليهم ويستأصل شأفتهم من السياسة المصرية نهائياً ولكنه في هذا أرتكب خطأً جسيماً لأن ما قام به من إجراءات بوليسية -واضح انها من تصميم رجال أمن مبارك وتلاميذ عمر سليمان- لم تؤدي إلا إلى المزيد من التأييد والتعاطف مع الإخوان ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الدولي أيضاً.
ولو أن العسكري محترف في السياسة لترك مرسي للشارع كي يقرر مصيره والوقت بالفعل لم يكن في صالح مرسي والنتيجة ان العسكري تعجل بطعن رجل كان يحتضر سياسياً بالفعل.

ولكن دعونا نفترض جدلاَ أن الفريق السيسي وهو الحاكم الفعلي الآن لمصر بقوة السلاح قد وافق على عودة مرسي إلى سدة الحكم استجابة لضغوط الاخوان في الشارع، عندها سوف نكون أمام ملهاة لم تشهدها مصر في تاريخها منذ أيام الفراعنة. وإليكم السيناريو المتوقع ، سيستقبل الاخوان القرار بالتهليل والتكبير والدعاء للسيسي ومجلسه على حكمته وحنكته ـ هذا بالرغم من انهم يلعنونه الآن ليل نهار ـ ولكن في المقابل ستخرج الملايين من المعارضين لمرسي الى الشارع من جديد مطالبة بعزله وبالطبع سوف تنضم كل مؤسسات الدولة وأجهزتها التي ساهمت في فشل مرسي ومن ضمنها الجيش والشرطة والمخابرات والإعلام والقضاء وكل مؤيدي نظام المخلوع مبارك ودول الخليج وعلى رأسها السعودية في تحالف جهنمي لعزل وإسقاط مرسي مرة أخرى وبهذا سوف نصبح أضحوكة العالم، والاكثر من هذا فإن اقتصادنا المريض لن يحتمل هذا العبث خاصة وأن مصر بالفعل أصبحت دولة مفلسة من الناحية الفنية وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية إلا من خلال المنح والقروض الأجنبية وهذا وضع مشين لم تشهده مصر منبع الحضارات عبر تاريخها الطويل .
والخلاصة ان مرسي لن يعود إلا على أشلاء مصر فهل هذا مايريده الإخوان المسلمون ؟

أعتقد أن قيادات الإخوان يدركون التبعات الكارثية لعودة مرسي إلى الحكم ضد إرادة العسكري مع إقرارنا مرة أخرى إننا ضد عزله بهذه الطريقة المهينة وتحميله وحده أخطاء ثلاثين عاماً من الفساد والاستبداد والنهب والسلب التي مارسها مبارك دون أدنى اعتراض من الجنرالات المبجلين بالمجلس العسكري ولو أن مبارك مكث في الحكم ثلاثين عاماُ أخرى لما فتح أحدهم فاه.
وفي هذا فإننا نستغرب هذا التناقض العجيب في قدرة العسكري على التعايش برضى وسلام مع مصر مبارك لمدة ثلاثين عاما وعدم صبرهم على مرسي لأكثر من عام واحد ولكن هذا الكلام لن يجدي نفعا الآن.

والخلاصة أن قيادات الاخوان يعون تماما استحالة عودة مرسى إلى الحكم وأعتقد ان تظاهراتهم وحشودهم الحالية غرضها الأساسي هو إثبات وجودهم وشعبيتهم ورفض عزلهم وأقصائهم من الشارع السياسي المصري - وهم محقون في هذا- بالإضافي إلى جذب تعاطف قطاع واسع من المصريين المترددين والحصول على تأييد قوي من الخارج يمكنهم من خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة بقوة والعودة إلى مسرح السياسة من جديد ولكن بوجوه جديدة بعد أن تعلموا الكثير خلال سنة واحدة في الحكم، ولعل أهم ما تعلموه هو نسيان تحويل مصر إلى دولة دينية ولو إلى حين.

أعتقد أن هناك سجالات ومفاوضات سرية جارية الآن تحت رعاية أمريكية خليجية لتأمين دور للإخوان وإعطاءهم فرصة آخرى للعودة الى المسرح السياسي ولكن بشروط أهمها فض المظاهرات الجارية الآن ولعب السياسة دون خلطها بالدين . وليس هناك على ما أرى من حل سياسي آخر لما نحن فيه غير هذا وهو حل جيداً وواقعي إذ لا يصح التربح سياسيا أوماليا من خلال إمتطاء الدين واستغلال البسطاء.

هذه توقعات وتمنيات ربما يستغرق إخراجها بعض الوقت نرجو ألا يطول حتى نجنب سفينة مصر الغرق أو الإبحار نحو عالم مجهول ومخيف ننقاد إليه بكل ما تبقى من قوة في جسدنا الناحل دون تدبر للعواقب .

إذاً مرسي لن يعود أما الإخوان فعائدون ولكن بوجوه آخرى وأجندات جديدة .

هذا عن الحل السياسي ولكن هل هناك حل لمشاكلنا الاقتصادية والمالية المستعصية أما ان مصر قد تأخرت كثيراً؟

وللحديث بقية .

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية استمرار الصراع في مصر
- حول اسباب فشل الدول ( النموذج المصري )
- الاستعدادات الأخيرة لمعركة خراب مصر
- البحث عن نتينياهو عربي
- تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية
- أسرع طريقة لإفقار أي بلد
- رؤية لنظام حكم يصلح للعالم الإسلامي
- حوار متمدن وعلمي وديمقراطي
- المنهج التبجيلي واستحالة تأصيل الفكر الديني
- مستقبل الرأسمالية - قراءة نقدية لكتاب جديد-
- الإله والإنسان
- من المسيء للإسلام؟
- الإسلام والربيع العربي
- كيف تحكم مصر الآن
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة - الجزء الثاني
- عندما تتحول الثورة إلى مهزلة- الجزء الأول
- عادل إمام مبدع الزمن الرديء
- تأملات فلسفية في أحوالنا العربية
- إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد
- فضيحة في ساحة القضاء المصري


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - عودة مرسي