أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - صوت الضمير واسوار الصمت الشاهقة2














المزيد.....

صوت الضمير واسوار الصمت الشاهقة2


سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 20:40
المحور: المجتمع المدني
    


كَبرتُ في منزلٍ كنا نغطي ثقوب جدرانه ببعض الخرق البالية خوفاً من ان تتسلل منها العقارب والآفاعي واتذكر جيداً حين كنت ابن الثامنة عشر اتذكر هول المفاجأة حين شاهدت افعى تتسلق حائط منزلنا بأتجاه منزل جارنا الثمل السكير حمود,لا احد يعرف عنه شئ سوى انه وحيد ضائع يبدو عليه ألم الشعور بالافتقاد الذي لم يعوضه أحد! اهم سماته انه طيب القلب ,لا يُهرّج ولا يُؤذي او يتعرض لآحد بسوء كباقي السكارى وكان لا يصحو ابداً... ومع ذلك كان يتعرض لصفعات قوية ومؤلمة وكثيرة دونما سبب ولا لشئ ألا لكونه سكران! والذي زاد الطين بله انه لا يدافع عن نفسه سوى الآحتماء بيديه على الاماكن الحساسه من وجهه والغريب انني رغم تعاطفي الداخلي معه كونه (مريض بالآدمان) لكنني كنت اوجه له اشد الصفعات,واتذكر جيداً كم كنا نتفنن في توجيه الصفعات الجماعية له وكأننا نؤدي نوع من الطقوس العبادية الجماعية والتي هي في حقيقتها نوع من التزلف والنفاق الاجتماعي المزخرف في مجتمع مُحبط يعاني من غياب الضمير ومن ازمة انسانية حادة...,
ما اردت ان اصل اليه ان المجتمع في ذلك الوقت تهالكت وتصدّعت به الآنسانية وﻣ-;-ﻨ-;-ﻈ-;-ﻮ-;-ﻣ-;-ﺔ-;- اﻟ-;-ﻘ-;-ﻴ-;-ﻢ-;- اﻻ-;-ﺟ-;-ﺘ-;-ﻤ-;-ﺎ-;-ﻋ-;-ﻴ-;-ﺔ-;- واﻷ-;-ﺧ-;-ﻼ-;-ﻗ-;-ﻴ-;-ﺔ-;- وكثرت على جدران نسيجه الاجتماعي الثقوب مما دعا الافاعي وخفافيش الظلام ان تخرج من جحورها و سراديبها وتتسلل من تلك الثقوب لتدمر اعظم واكبر اعمدة القيم في المجتمع وهو الضمير فأفرغت سمومها فيه وشلت حركته...فحدث ما حدث من كوارث وما زال يحدث !!
إن المتأمل لواقع المجتمعات الدولية عامة و المجتمع العراقي خاصة يجد أن المشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا ناتجة أساساً عن تراجع الأخلاق وغياب الضمير والحس الإنساني في نفوس الأفراد, لن اغوص كثيرا في مشاكل الواقع ولكن على سبيل المثال وليس الحصر,رجل أمن حامل شهادة جامعية قد أنيطت به مهمة الحفاظ على ارواح العباد وأمن البلاد ، نجده متواطئ مع الآرهابيين والمفسدين والقتلة ومن اجل ان يستحصل منهم حفنة دولارات ليسمح لهم بمزاولة جرائمهم الشنيعة في تفجير مفخخاتهم و قتل الآبرياء من ابناء جلدته وتدمير الآبنية والمحلات..واخر يؤتمن على خزائن البلاد فيسرقها ويهرب.. واخر يؤتمن على القتلة في السجون فيفتح لهم ابوابها ويخرجوا ليعيثوا في الارض فساداً...
يا له من سقوط وانحدار بالتربية و يا له من مستوى دنيء وحقير!!
وخير دليل لآزمة الآخلاق والقيم والضمير ما يجري في الساحة السياسية من مساومات وخيانة الآمانات من أجل مصالح حزبية ومنافع شخصية لآناس اؤتمنوا على مصائر البشر في مواجهة ذباحيهم
واؤتمنوا على مصالح البلاد, ان سنوات الدكتاتورية العتيدة التي مارسها الطاغية صدام حسين بكل بنودها ووسائلها وغاياتها , والديمقراطية التي لم تجد السبل لتطبيقها بعد او طُبقت بالمقلوب !انتجت نوع من المواطنين عديمي الضمير وغير مسلحين بالقيم الآخلاقية والآنسانية التي تحفظ الضمير بداخلهم وتصون الآمانة !!
السياسة في حقيقتها هي فن قيادة الرعية وتنظيم شؤونها وتحقيق مجتمع العدالة والكرامة والأمان للجميع وليست السياسة في فن التسلط والمكر والآنتهازية والتلاعب بمصالح ومصائر الغير وتحقيق المصالح الشخصية والحزبية,
كفانا من تركات البعث من الأنانية و احتقار الغير والنظر اليه والى عقيدته او مذهبه او دينه او طائفته بنظرة دونية وكفى تطاحن فيما بيننا لتعلو فئة على اخرى !لآن هذا التطاحن ربحه خسارة وخسارته خسارة! ولكي نرقى بأنفسنا إلى مستوى حضاري وأخلاقي وانساني عال علينا ان نتسامح فيما بيننا. تجارب الشعوب وعبر التاريخ فيها خير دليل على ان الشعوب المتسامحة تطورت بشكل ملحوظ وان الشعوب المتطاحنة دُمرت وانقرضت عن بكرة أبيها،
. ولن نرقى ألا اذا امتلئنا حناناً ومحبةً وتسامحاً وإخلاصاً وصِدقا!!!



#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت الضمير واسوار الصمت الشاهقة١-;-
- -من بُستان محبة الزعيم-
- يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ
- قرده ومتسلقوون!!
- -فتاوى الفتن الوهابية القذره!!-
- “أنوثةٌ تبكي،وطفولةٌ تُغتَصبْ،وتاريخٌ يُعاتب العربْ! ”
- أما آن الآوان ان تخرج من بيننا*جان دارك* عراقية لتنقذ البلاد ...
- «من استرعى الذئب فقد ظلم»
- رفقاً بما تبقى من أمل..!
- صرخة في وادي الظلام
- بطاقة حب لمن في مآقيهم دموع الآلم والأمل
- مذكرات ضمير أبله
- يا صاحبي..ليس ثمة شئ أسوء من الخيانة والغدرْ!
- ما نشره الزميل أزهر جرجيس في مقاله الموسوم (بس تعالوا)
- لماذا ندع الآفاعي تخترق نسيجنا الوطني؟
- شيخ الشهداء.. وشيخ الجبناء
- ألا ساء ما يفعلون بنا!
- عقوق الوطن وحقوق المواطن
- فقاعات من الزمن المنسي
- وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - صوت الضمير واسوار الصمت الشاهقة2