رفقاً بما تبقى من أمل..!

سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 16:56
المحور: المجتمع المدني
    

في فنلندا مدينةُ السلام وعلى مقربة من المنطقة التي اسكن فيها، منذٌ ايام قليلة قَدمت على الانتحار فتاة شقراء جميلة في ربيع العمر الثالث 24 سنة اي في قوة الشباب وَفُتُوّتُهُ،المؤلم والملفت للآنتباه ان طريقتها في الأنتحار كانت بشعة جداً حيث تفننت وبأسلوب حرفيّ بألقاء نفسها تحت عجلات شاحنة نقل كبيرة بحيث اداستها العجلات بشكل كامل فالتصقت على الأسفلت كقطعة قماش مهترئ !،في البداية لم يتعرف عليها احد،أرجل كان أم أمرأة؟،أبنت كانت أم ولد؟
وعلى الرغم ان حالة الآنتحار هذه حالة شاذة في دولة ومجتمع تتوفر فيهما كل فرص ومتطلبات ومستلزمات الحياة الحرة الكريمة ألا انها حالة جديرة بالتأمل والتسائل,ما الذي يدفع الآنسان لأنهاء حياته بنفسه؟هل ان اليأس بلغ حداً لايطاق فأمات الآمل وتسللت الى النفس رائحة الآحباط النتنة فخارت قوى الآنسان وانهزمت دفاعاته العقلية والنفسية وحانت الساعة التي ألقى بها نفسه في قبضة شبحه الذي القاه في البحيرة! ؟ ام ان هناك اسباب او ظروف او أزمات حياتية سيئة أدت للوصول الى طريق مسدود او عدم الجدوى والى فشل اليات الآنسان وقابلياته وعزائمه في التغلب على أزمات الحياة وكذلك ضعف الميكانزيمات الدفاعية السيكولوجية في إخراج النفس من مأزقها القاتل, او بلوغ نقطة اللا عودة الى الحياة او الى نقطة هي اقصى درجات التقهقر والخذلان والآستسلام بأنه ليس ثمة حلاً جذرياً غير اللجوء للآنتحار.ولكن مهما كانت الآسباب والدواعي من الشدة والضراوة لا تصل الآمور لهذا الحد لولا على الآغلب وجود الآضطربات العقلية والنفسية والفكرية والعاطفية,...وما يحدث في العمليات الآنتحارية للدواب البشرية في العراق فيه الدليل الكافي على ما ورد فأكثر الآنظمة او الحكومات التي جارت وتسلطت وأوصدت الآقفال على شعوبها,شعوبها هم اكثر الشعوب تأزماً واحباطاً وأخفاقاً ومعتوهية وحكوماتهم اكبر مصدر في العالم للآنتحاريين والفكر المعتوه المتأزم..فيا ايها المثقفيين والكتاب رفقاً بأنسانية شعبكم وشعوب العالم من بلاوي الفتاوى التي ما انزل الله بها من سلطان!

#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات