أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحجاج - بطاقة حب لمن في مآقيهم دموع الآلم والأمل















المزيد.....

بطاقة حب لمن في مآقيهم دموع الآلم والأمل


سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مدينة اولويارفي في فنلندا كُنت ذات يوم ذاهباً الى الصيدلية فرأيت على مقربة منها رجل بدين خمسيني قد افترش الآرض نائماً ...على ما يبدو انه قد افرط في شرب الخمور فأصبح ثملاً.. وعلى الرغم ان هذه الحالة ليست مشهد مألوف في حياة الفنلنديين ولطالما ان هذا الشخص لا يشكل مصدر أزعاج او أذى للآخرين فأن الناس تحترم حريته الشخصية ولا تنظر اليه باشمئزاز او تسخر منه او تزدريه او يتحادثون فيما بينهم بما يوحي بعضهم للآخر بأنه الآفضل وبأنه على المسار الصحيح كما يحدث في مجتمعاتنا اضافة الى ذلك الناس هنا يتعاملون فيما بينهم باحترام ومحبة و تسامح قل نظيرها حتى في المجتمعات الآوروبية , الجدير بالذكر ان اغلب الفنلنديين يستمتعون بأجازات العمل في فصل الصيف ويشربون الخمور بكمية اكثر من الطبيعي رغم دعوات مثقفيهم بأضرار الكحول .. وفصل الصيف هنا ساحر وخلاب يطيب فيه الهواء وتشرق فيه شمس الهناء بعدما خلعت الأرض ثوب الشتاء الأبيض لترتدي ثوب اخضر جميل تفترشه الشقروات على شواطئ البحيرات الكثيرة المترامية و الفاتنة الجمال...
أعود إلى ما ابتدأت به, في الصيدلية استلام الدواء لم يستغرق مني وقتاً طويلاً ولدى خروجي منها وجدت سيارة شرطة مركونة قرب هذا الرجل ووقف اثنين من الشرطة يوقظوه ويسألوه...وقد دفعني الفضول ان اقف على مقربة من الشرطة واسمع بوضوح ماذا يسألون.،سألوه هل لديك سكن؟ فأجابهم بنعم,ثم سألوه اين تسكن؟فأجابهم عن المدينة والشارع والعمارة التي يسكن فيها،ثم سألوه هل لديك ما تأكل؟! فأجابهم بنعم،ثم سألوه هل تحتاج ان نوصلك بسيارتنا الى منزلك؟! فأجابهم بأنه لا يحتاج...انصرفوا الى عملهم وتركوه يرقد بسلام..!
في حقيقة الآمر ان الشرطة لم تكن تحقق مع هذا الرجل الثمل لثمالته بل تتحقق في تطبيق القوانيين على ارض الواقع وعلى كل افراد المجتمع وهذا الرجل جزء منه,يحققون فيما ان كان هناك عائق معين حال دون حصوله على سكن فاضطر ان ينام على الآرض!!!هذه الحالة التي استفزت الشرطة وربما تهتز لها الحكومة لو عرفت هناك سبب حقيقي يضطر شخص ما ان ينام في العراء,هذه هي ديمقراطية الغرب الكافر! اما ديمقراطية الشرق المؤمن !وبالتحديد ديمقراطيتنا في العراق التي صدعوا بها رؤوسنا لا لشئ بل للوصول الى السلطة والآستحواذ عليها دونما الحاجة الى قوة عسكرية بل بقوة المكر والخداع والوعود والعهود المعسولة...منذ عقد ونيف من الزمن اعيش كلاجئ في فنلندا وقد سافرت لآغلب دول أوروبا كنت اسأل العراقيين هناك فيما اذا تفقدّهم مسؤول او قدّم لهم شئ ولو بسيط من الرعاية المادية او المعنوية كان دائما يأتيني الجواب بالنفي واحيانا بابتسامة ساخرة..,لقد تجاوز اعداد اللاجئيين العراقيين في دول اللجوء الآربع ملايين اي ما يقارب عدد نفوس فنلندا ولم أرى احدا منهم حصل على معونة من اي نوع كان!!!السؤال الآهم هؤلاء الآربع ملايين لا يعادلون في كفة ميزان الديمقراطية مدمن كحول واحد في فنلندا؟؟؟! مع احترامي الشديد لمتعاطي الكحول
ناهيك في العراق عن مئات الاطفال المتسكعين وصباغي الآحذية ..لم نرى مسؤول في الدولة امسك بيد طفل من هؤلاء وأخذ به الى جادة الصواب او اعاده الى مدرستة ووفر له الرعاية اللازمة...
ثم لماذا لا يكون التعليم الزامياً كباقي دول العالم المتحضر؟
وهؤلاء الآعداد الكبيرة من الشيوخ والعجائز والآرامل الباعة في الطرقات والآسواق والمتسوليين الذين يفترشون الآرض ويلتحفون السماء وهم على مرمى عصا من مقرات الحكومة الموقرة!... .
الى كل عراقي شعر باليأس والبؤس والحرمان على ايدي من انتخبهم وتوقع منهم العدل والخير والمساواة لكنهم خيبوا اماله ولم يكتفوا بهذه الخيبة بل جعلوه يعاني منهم اكثر مما عاناه على ايدي جلاوزة البعث في السجون والمعتقلات..
الى كل طفل قتل الآرهاب عائلته واغتصب المفسدين باسم الدين حقوقه ورعايته وطفولته وبرائته وملائكيته وادخلوه عنوة الى معركة الحياة ليكون احد صباغي الآحذية او ليبيع السكائر والمناديل في محطات الوقود والمقاهي وعلى ارصفة الطرقات.. والى كل شيخ وعجوز هجروهم ابنائهم ولم ترعاهم الدولة واضطروا ان يتسولون و يبحثون عن الغذاء والدواء وفي بعض الآحيان لم يجدوه..
الى كل أرملة اضطرتها قساوة الظروف المعيشية ان تعمل مع عمال البناء (وهذا النوع من العمل ربما لا يطيقه حتى بعض الرجال الآقوياء) لتوفر لقمة العيش لآبنائها..
الى كل من اضطهدوه و طاردوه البعثييوون القدماء والبعثييوون الجدد في ظل غياب الآمن والعدل والمساواة والخدمات فا ضطر الى ترك عائلته وجازف بحياته في رحلة خطيرة الى بلدان اللجوء!
اقول لكل هؤلاء استبشروا خيراً فأن قادم الآيام يحمل لكم في جنباته الفرح والسرور والآمان ...
ان ما يحدث هذه الآيام هو انحسار حقيقي للآرهاب وبداية لهزيمة نكراء للمتطرفين,ما حدث في قطر,وما حدث من تغيير لموقف الحكومة السعودية للجنوح نحو الحلّ السلمي لما يحدث في سوريا,وما حدث من زلزال كبير للمتطرفين في مصر وانعكاساته على جميع الدول العربية ,وتصدع مواقف الدول الراعية للآرهاب واعادة الآرهابي الكبيرالمطلوب للعدالة ابو قتادة الى بلاده واحداث اخرى كثيرة ,كل هذه مؤشرات تدعوني للتفاؤل في عودة السلام لمدينة السلام بغداد الحبيبة واتمنى ان لا يكون ذلك من باب الافراط في التفاؤل اذا ما قلت ربما في اقل من سنه سيحل السلام في العراق وبات يوم الحساب لقريب...حساب الخونة والسراق والمفسدين بين صفوف الشعب والحكومة ممن مارس الآرهاب ومن أوى الآرهاب واحتضنه وقدم له كل ما يحتاج من الدعم المادي والمعنوي واللوجستي وممن نهب ثروات الشعب وأذله وحرمه من ابسط انواع الحقوق و الخدمات التي ينعم بها مواطن معدم في افقر دولة في افريقيا...!
في هذه الآيام الصادق المخلص والوفي الآمين نيلسون مانديلا يعاني من سكرات الموت اتمنى له الشفاء من اعماق القلب هذا الذي ترك ذكراه الطيبة في نفوس المخلصيين الشرفاء في كل العالم ..ان رحم المعاناة في جنوب افريقيا اوجدت هذا الرجل النبيل كما ان معاناة العراقيين كفيلة بأن تولد لهم رجل كهذا وربما قد يكون ولد لكن لم تسمح له الظروف ان يخرج من عنق الزجاجة...لكنه سيخرج ذات يوم وفي النهاية لا يصح ألا الصحيح مهما طال الظلم والجور والبهتان..



#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات ضمير أبله
- يا صاحبي..ليس ثمة شئ أسوء من الخيانة والغدرْ!
- ما نشره الزميل أزهر جرجيس في مقاله الموسوم (بس تعالوا)
- لماذا ندع الآفاعي تخترق نسيجنا الوطني؟
- شيخ الشهداء.. وشيخ الجبناء
- ألا ساء ما يفعلون بنا!
- عقوق الوطن وحقوق المواطن
- فقاعات من الزمن المنسي
- وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..
- المزيد المزيد من امطار الصيف على اصنام الكذب والزيف
- خيانة دم الشهداء جريمة عظمى لا تغتفر
- أداء الواجب بأتقان أعظم مكافأة لمن أراد ان يربح نفسه
- الطيبة والسذاجة بين الخيط الاسود والابيض
- سر جمالية الغميزة او الرصعة على الخد
- الصراط غير المستقيم في تعاقب الزمن اللئيم
- خارج حدود جاذبية التبجح !مذكرات غير صالحة للنشر
- عضة الحشر ولا عضة البشر!!!
- ماذا تفعل قبل خمس دقائق من بدء يوم القيامة؟؟؟
- (هنا شرارة حرب وهناك شرارة اخرى )
- وقريباً سنرى هزيمة الأرهاب... تمشي على قدمين!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحجاج - بطاقة حب لمن في مآقيهم دموع الآلم والأمل