مطبات الحياة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 13:42
المحور: القضية الفلسطينية
    

لقد أصبحت الحياة في الأونة الأخيرة صعبة للغاية، وتمتاز بأمور تشد من غلاظتها وتعمل على تضيق الخناق على سكانها، الأمر الذي جعلهم لا يقوون على مواجهة أمورها وقضاياها، والتي أصبحت أعتى وأشرس من التي كانت تواجه آباؤنا وأجدادنا، وكأن الحياة تشبه الى حد بعيد "المُحكان" المستخدم في تعبئة السوائل، تبدأ واسعة ومن ثم تبدأ بالإنحسار رويدا رويدا، والغريب أن هذا يحدث مع كل شخص على حدا، فالأغلب من الناس يفضل يوم الذي مر على يومه الحالي، وهنا لا بد من بحث الأمر ومناقشته بدايتاً بين الشخص ونفسه ومن ثم مع المحيط فالمجتمع، خاصةً وأن الظروف الحالية أصبحت أقسى ولا مفر من مواجهتها.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل تعد ذلك بإنتشار الظواهر الاجتماعية السلبية، التي أخذت بالإرتفاع والإزدياد مؤخراً، فكثرت الظواهر المنبوذة المحرم التعامل بها، والمرفوضه أيضا عرفا وتقليدا. فأصحبنا نرى ونسمع عن السرقات التي تحدث هنا وهناك، وكذلك عمليات القتل التي أصبحت تحدث نتيجة مشكلة بسيطة ذات أسباب تافه، بالإضافة لظاهرة المخدرات وما شابه، والتي أصبح اللجوء إليها كبير من قبل الشباب، سواء كان عن طيش وعدم وعي، أو كما يدعي البعض هروبا من واقع أليم يعيشه. إلا أنه وبالرغم من مصاعب الحياه وهمومها لا يعتبر ذلك مبرراً للإقدام على مثل هذا السلوك، بل يجب على الجميع التحلي بنُبل الخلق وأدب المعاملة، واللذان هما أساس معتقداتنا الدينية فـ "الدين معاملة".

وبالطبع، وبالرجوع والبحث الى الأسباب التي أدت وتؤدي لمثل هذه الحوادث والظواهر، نجد أنها كثيرة ومتنوعة، فمنها الديني، الإقتصادي، السياسي والإجتماعي...الخ، ونحن هنا لسنا بصدد البحث في كل سبب ومجاله، لأن هذا بحد ذاته يحتاج للكثير من الدراسة والتعمق بالبحث من خلال الرجوع أكثر الى الناس وأحوالهم، وإنما ما يهمنا هو التأكيد وبشكل عام على وجود مشاكل حقيقية تواجهنا بحياتنا، وكيف لنا التخلص منها أو على الأقل تداركها بحيث لا تأثر علينا سلبا، وهذا متروك لكل شخص فينا ليعيد حساباته ويراجعها مراجعة حقيقية، عله يهتدي الى المفصل الرئيس بحياته ويعمل على إصلاحه ومعالجته. لأنه إن أردنا بحق إصلاح المجتمع يجب في البداية أن يعمد كل واحد فينا لإصلاح أمره، والذي به يصلح المجتمع.

#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل