أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف عودة - حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي















المزيد.....



حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر النظام السياسي في إسرائيل نظام ديمقراطي برلماني، هذا وتعتبر الأحزاب والحركات السياسية في هذا النظام بمثابة القاعدة الأساسية لرسم السياسة الإسرائيلية العامة،وذلك على الصعيدين الداخلي والخارجي، وحركة شاس والتي تعني ( أتحاد السفارديم حراس التوراة )، ما هي الا واحدة من هذه الحركات السياسية الناشئة في الكيان الصهيوني، والتي لها دور مؤثر في صنع القرار السياسي في إسرائيل، سواء على الصعيد الحكومي أو الصعيد الشعبي.
وأما بالنسبة لحركة شاس فقد استطاعت الحركة إيجاد مكان هام لها على الساحة الحزبية والسياسية في إسرائيل، وذلك لا يعود لجمعها بين الدين والدولة فقط، وأنما لأنها طرحت نفسها كممثل لليهود الشرقيين، وبهذا تكون الحركة قد أعطت لنفسها حق الأقتراب من مركز صنع القرار في إسرائيل، وبناء عليه فقد عملنا على دراسة هذه الحركة من أجل التعرف على تنظيمها وسياستها ونظرتها للقضايا والأمور الداخلية والسياسية.

بنية شاس

أي حزب أو حركة من الحركات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية….الخ، لا بد عند نشوئها من توفر عدة عوامل تؤدي بها إلى الظهور ، سواء أكانت هذه العوامل التي أدت إلى ظهورها عوامل سياسية، اقتصادية، اجتماعية، دينية او ثقافية…الخ، وهنا في حركة شاس لا بد من وجود عدة عوامل أدت إلى نشوئها وظهورها على الساحة الإسرائيلية، كما سنبين لاحقا:

النشأة والتطور
بدايتا، يتوجب الإشارة إلى لفظ ( شاس ) فهي عبارة عن أختصار لاسم الحزب ( أتحاد السفارديم حراس التوراة )، وهذه التسمية يطلقها اليهود على التلمود أيضا، والسبب في أختيار هذا الاسم لهذا الحزب السفاردي، هو الجمع بين أمرين مهمين هما، الدين والطائفة السفاردية ( الشرقية ).
هذا وتعد حركة شاس حركة جديدة في الحياة السياسية الإسرائيلية، فقد أنشقت الحركة عام 1984م، عن الحركة الأم ( أغودات يسرائيل )، التي تعتبر الممثل التقليدي للتيار غير الصهيوني والتيار الديني الارثودكسي المتزمت للشرقيين والغربيين. وأما بالنسبة لتأسيس الحركة، فقد تأسست هذه الحركة بمبادرة من الحاخام ( عوفاديا يوسيف )، ومساعدة مباشرة من الحاخام ( آرييه درعي )، وذلك بمباركة الحاخام (إليعازر شاخ )، حيث أنها ظهرت في البداية كقائمة محلية منشقة عن الحزب الأم ( أغودات يسرائيل )، وخاضت هذه الحركة انتخابات بلدية القدس عام 1983م، حيث أنها استطاعت تحقيق بعض النجاح في هذه الانتخابات، وذلك بفوزها بثلاثة مقاعد في المجلس البلدي، ثم بعد ذلك تحولت إلى العمل القطري، فأعلنت عن نفسها حزبا سياسيا، وذلك بعد ان أتحدت مع قائمتين محليتين شبيهتين تخضعان لتوجيه الحاخام ( شاخ )،الأولى في بني براك، وكانت تسمى ( جاي ) برئاسة ( رفائيل بنحاسي )، والثانية في طبريا، وكانت تسمى ( زاخ ).
ويعود سبب نشوئها إلى الاضطهاد الذي كان يشعر به اليهود الشرقيون داخل المؤسسات، ففي أواخر عام 1982م، أنشقت عن ( أغودات يسرائيل ) مجموعة من اليهود الشرقيين المتعصبين دينيا، وعملوا على تشكيل حركة شاس، وذلك بسبب الاضطهاد والتمييز العنصري الذي يعانيه اليهود الشرقيين، فمثلا من الناحية المادية، كانت تفتقر مدارسهم للدعم المادي اللازم والكافي، وكذلك فأنهم كانوا لا يحظون بنسبة تمثيل عادلة في الدوائر الحكومية والمؤسسات المحلية، ولهذا فأن تشكيل شاس جاء من أجل المساهمة في رفع الظلم والإجحاف الطائفي الذي يشعر به اليهود الشرقيون، وكذلك من أجل التأكيد على الصبغة الدينية ومركزيتها.
ومن الأسباب التي أدت أيضا إلى انشقاق اليهود الشرقيون، وتشكيلهم لحركة شاس،رفض الحاخاميون الاشكناز طلب الحاخام ( عوفاديا يوسيف )، بتعيينه في "مجلس علماء التوراة " وذلك بقولهم انه " غير ممكن، لان المحادثة في المجلس تتم بلغة الأيديش، وأنك لن تفهم شيئا ". فقد كان الاشكناز يضطهدون الحريديم الشرقيين ويتهمونهم بالتخلف والقصور الثقافي، وهذا ما أكدة العالم كارل فرانكشتاين عندما قال " علينا ان ندرك العقلية البدائية للمهاجرين القادمين من بلدان متأخرة ".
وبالإضافة للأسباب المذكورة، والتي أدت إلى انشقاق الحريديم الشرقيين، فأن هنالك عامل آخر،آلا وهو العامل الثقافي، فقد كان الشرقيون يتسمون بشكل عام بصبغة ثقافية غير مغالية وليست متطرفة في كافة نواحي الحياة، سواء الاجتماعية او السياسية او الدينية او الفكرية …الخ، وهذا لم يتفق مع الطابع الثقافي للحريديم الاشكناز والصهيونيين المتدينين، وبناء على هذا الأنشقاق فقد ظهرت عام 1984م عدة قوائم حريدية شرقية لانتخابات البلدية في كل من القدس وبني براك وطبريا وأوفاكيم ونتيفوت وبئر السبع، واستطاعت هذه القوائم تحقيق نتائج إيجابية في هذه الانتخابات، وهذا بدورة أدى بالحريديم الشرقيين لتشكيل قائمة تكون قادرة على خوض انتخابات الكنيست الحادية عشر عام 1984م، وكان وراء هذه المحاولة كل من الحاخام عوفاديا يوسيف، آرييه درعي، إلياهو رفول، داؤود عدس، ورفائيل بنحاسي، وبمباركة الحاخام ( شاخ ) الذي دعا بدورة الجمهور الحريدي للتصويت لهذه القائمة في الانتخابات المقبلة، وقد أسفرت هذه المحاولة عن نجاح هذه القائمة والتي سميت بقائمة شاس في الانتخابات الأولى لها عام 1984م، حيث فازت بأربعة مقاعد في الكنيست.
وهنا يمكننا القول بأن سر نجاح شاس على المستويين الانتخابي والشعبي، والذي أفرزته الحركة كان في جوهرة نتاج عمليات إسرائيلية شاملة او بمعنى آخر على مستوى إسرائيلي عام، والمقصود بذلك هو تقدم المجتمع الشرقي والثقافة الشرقية والتي كانت لسنوات طويلة مهمشة إلى واجهة الساحة الإسرائيلية.

البنية التنظيمية
من المعلوم ان معظم الأحزاب الإسرائيلية بشكل عام، والدينية بشكل خاص لها مؤسسات حزبية خارج إسرائيل، وخاصة الاشكنازية منها، أما حركة شاس، فلا يوجد لها بنية تنظيمية خارج اسرائيل، والسبب في ذلك ان هذه الحركة هي حركة ذات أصول شرقية تأسست في إسرائيل عام 1984م، وذلك نتيجة للاضطهاد الذي كان يعاني منه اليهود الشرقيين كما ذكر سابقا.
أما بالنسبة لبنية شاس التنظيمية، فهي حتى عام 1990م كانت حركة تفتقر إلى المؤسسات الحزبية التي تتكون منها الأحزاب السياسية عامة، إذ تعتمد الحركة على مؤسسة واحدة هي " مجلس حكماء التوراة " في اتخاذ قراراتها، وقد ترأس هذا المجلس منذ تأسيسه عام 1984م، الحاخام عوفاديا يوسيف، فهي حركة لا يوجد لها مركز او مجلس حركي كما في أغلبية الأحزاب الاخرى، وكذلك لا يوجد لها سجلات عضوية لمؤيديها حتى ذلك الوقت، فهي تعمل على تسيير شؤونها من خلال مجلس الحكماء الذي يوجه الحركة في كل الأمور وإلية تعود الكلمة الأخيرة، ولذا فأن كل التصريحات التي يدلي بها أعضاء الكنيست من حركة شاس تظل في النهاية اجتهادات تحتاج إلى مصادقة المجلس ، كي تعبر عن وجهة نظر الحركة بصورة رسمية، علما بان هذا الأمر لا يقتصر على حركة شاس فقط، بل يشمل جميع القوى والأحزاب الحريدية الأخرى في إسرائيل، أي ان أعضاء الحركة في الكنيست يخضعون لتوصيات وقرارات " مجلس حكماء التوراة "، حيث يقوم أعضاء الحركة في الكنيست بإطلاع مجلس الحكماء على ما يجري داخل الدولة، وذلك لان الحاخاميون لا يقرأون الصحف العلمانية، ولا يشاهدون التلفاز، ولا يسمعون المذياع، وبناء على المعطيات التي يمدهم بها أعضاء الحركة في الكنيست يتم اتخاذ القرارات.
والجدير بالذكر هنا، ان حركة شاس تستمد أنصارها بالأساس من خمسة روافد، وهي على الشكل التالي:-
1) أبناء التوراة السفارد.
2) خريجو المعاهد الدينية.
3) تلاميذ الحاخام عوفاديا يوسيف.
4) التائبون من اليهود العلمانيين الشرقيين.
5) أبناء الطوائف الشرقية .

المؤسسون وأبرز القادة
ترأس الحاخام عوفاديا يوسيف ( الزعيم الروحي لليهود الشرقيين ) " مجلس حكماء التوراة "، منذ تأسيسه عام 1984م، ولغاية الآن، هذا ويوجد هنالك أيضا أعضاء آخرين في هذا المجلس، يعتبرون من أهم مؤسسي الحركة وأبرز قادتها، على النحو التالي:-
1) الحاخام عوفاديا يوسيف:-
ولد الحاخام عوفاديا يوسيف في بغداد عام 1920م، وهاجر إلى فلسطين وهو في الثالثة من عمرة عام 1923م، وقد ألتحق وهو في طفولته بإحدى المدارس الدينية لدراسة التوراة، وفي الثانية عشر من عمره التحق بمدرسة ( بورات يوسيف ) الدينية، حيث انه يمتاز بذاكرة قوية، وسعة اطلاع، وهذا ما جعله يعد واحدا من أبرز علماء التوراة،حيث قام الحاخام عوفاديا وهو في سن مبكر من عمره بإصدار ونشر كتب تحتوي على أحكام وفتاوى دينية، وفي العشرينيات من عمره تولى منصب نائب الحاخام الأكبر في القاهرة ( قبل قيام الدولة )، وبعد قيامها عاد إلى البلاد ليعين قاضيا في محكمة دينية في بيتح تكفا، ثم تم تعيينه رئيسا ل " يشيفات " الحاخام اسحق نسيم في القدس، وفي العام 1960م تنافس الحاخام عوفاديا يوسيف على منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل، ولكنه خسر في هذه المنافسة، وفي العام 1968 انتخب لمنصب الحاخام الأكبر لمدينة تل أبيب، وبعد مرور خمس سنوات، عندما كان في الثالثة والخمسين من عمره عين في منصب الحاخام الأكبر ( شرقي ) لإسرائيل.

2) شالوم كوهين:-
ولد في القدس عام 1924م، وقد كان بعيد عن السياسة حيث انه كان لا يقرأ الصحف العلمانية، درس في المدرسة الدينية ( بورات يوسيف ) في القدس، ثم عمل مدرسا بها، ثم رئيسا لفرع المدرسة في حي القطمون في القدس.

3) شبتاي أتون:-
ولد في القدس عام 1927م، وهو رئيس المدرسة الدينية ( رشيت حخما )في القدس.

4) شمعون بعدني:-
ولد في اليمن عام 1930م، يعمل رئيسا للمدرسة الدينية ( توراة فحييم ) أي ( التوراة والحياة ) في مدينة بني براك، وقد حصل على تعليمه الديني في المدارس اللتوانية، ويعتبر من المتشددين في أمور الدين.

5) رؤوبين إلباز:-
ولد في المغرب وهاجر إلى اسرائيل، قضى فترة شبابه بعيدا عن الدين، وعاد بالتوبة في وقت متأخر، وهو من تلاميذ الحاخام عوفاديا يوسيف، وقد مارس مهنة التدريس في مدرسة ( بورات يوسيف ) ثم في مدرسة ( نو بوردوك ) الدينية.

6) آرييه درعي:-
ولد في المغرب عام 1959م، هاجر إلى إسرائيل مع أسرته بعد حرب 1967م، تلقى دراسته في المدارس الدينية بالقدس، وقد تعرف خلال تلك الفترة على ( دافيد يوسيف )، ابن الحاخام عوفاديا يوسيف ( الزعيم الروحي لليهود الشرقيين )، حيث أقام معه علاقة وطيدة، وأصبح من المقربين جدا منه، أنتقل للعيش في مستوطنة يتير في جبل الخليل قرب يطا، وأصبح سكرتير المستوطنة، ويعد درعي من مؤسسي حركة شاس عام 1984م، هذا وقد انتخب عضو بالكنيست لأول مرة عام 1984م ،ثم أعيد انتخابه عام 1988م، وبعد ذلك اصبح وزيرا للداخلية في حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الليكود اليمينية عام 1988 – 1992م، حيث انه في انتخابات الكنيست عام 1992م، تزعم حركة شاس وقد حققت الحركة نجاحا كبيرا في ذلك الوقت،ثم عين وزيرا للداخلية في حكومة رابين عام 1992م، الا انه استقال من منصبه بعد تقديمه للمحاكمة بتهمة الرشوة والتلاعب بالأموال العامة.
وبالإضافة إلى هؤلاء المؤسسين السابق ذكرهم، فانه يوجد هنالك أيضا شخصيات قيادية آخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر، اسحق بيرتس، الحاخام رفائيل بنحاسي، الحاخام يوسيف عزران، الحاخام آرييه جملئيل، الحاخام يئير ليفي، والحاخام شلومو دين.


المشاركة في المؤسسات الرسمية

شاس كحركة دينية تهتم وبشكل كبير بتحقيق مصالحها في المجالين الإجتماعي والديني، ويقتصر هدفها السياسي فقط على تحقيق مصالح اليهود السفارديم الذين تمثلهم، حيث تسعى شاس دائما إلى تأمين الميزانية الأزمة لتمويل مؤسساتها التعليمية و الإجتماعية المنتشرة في كافة المناطق لهذا فهي لا تتردد سياسيا في الانضمام إلى أية حكومة توفر لها الميزانيات اللازمة للحفاظ على مؤسساتها المختلفة، وعلى الرغم من مشاركتها في المؤسسات الرسمية إلا أنها تنطلق في مواقفها السياسية من أيدلوجيتها الدينية، و فيما يلي عرض موجز لمشاركتها في الكنيست والحكومة:-
1) الكنيست:-
شاركت شاس في خمس عمليات انتخابية هي (1984،1988،1992،1996،1999)،حيث عكس نجاح هذا الحزب في الانتخابات المتتالية، جزئيا إستمرار بروز اليهود السفارديين في الساحة السياسية وتنامي وعيهم لقوتهم الانتخابية.
فقد كانت أول مشاركة لحركة شاس في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في عام 1984م، حيث حصلت شاس في هذه الانتخابات على أربعة مقاعد، وبهذا فقد فاجأت هذه النتيجة جميع الأوساط السياسية والدينية في إسرائيل. فقد صوت (15) ألف حريدي اشكنازي إلى جانب شاس عوضا عن توصيتهم ل (أغودات يسرائيل)، بالإضافة إلى الشارع السفاردي التقليدي . وفي هذه الانتخابات تفوقت شاس على الحزب الأم (أغودات يسرائيل)، حيث حصلت شاس في هذه الانتخابات على أربعة مقاعد مقابل مقعدين فقط ل ( أغودات يسرائيل ).
وفي انتخابات الكنيست عام 1988م، كانت إقامة حزب (علم التوراة ) الحريدي اللتواني مؤشرا لا يبعث على التفاؤل وذلك لان هذا الحزب كان يضم غالبية الأصوات الاشكنازية الحريدية التي حصلت عليها شاس في انتخابات عام 1984م، إضافة إلى المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها زعيم الحريديم اللتوانيين الحاخام (شاخ)، إلا أن النتائج جاءت افضل مما كان يتوقعه أنصار شاس حيث حصلت في هذه الانتخابات على (6) مقاعد، وبناء على هذه النتيجة فقد ارجع بعض المختصين اليهود ما حدث باستيلاء شاس على أصوات الليكود، وكذلك أصوات معظم ناخبي كاخ وجذبها الانتخابي، إلى خطابها المزدوج الحريدي الطائفي، حيث صوت لها عدد كبير من السفارديم غير المتدينين، هذا بالإضافة إلى دعمها من قبل عدد من الحاخامات، ومن أبرزهم الرابي ( اسحق قادوري )، إذ استفادت شاس مما نسب إليه من معجزات و خوارق أثرت في الشارع الإسرائيلي .
هذا وقد حافظت حركة شاس على قوتها في انتخابات عام 1992م، حيث حصلت على (6) مقاعد في هذه الانتخابات.
وبهذه الانتخابات – انتخابات عام 1992م – تكون شاس قد انتقلت إلى مركز الحلبة السياسية في إسرائيل من حيث تزايد قوتها السياسية من ناحية ودعم المصوتين لها، وتأثيرها في مواقع قيادية في الدولة من ناحية أخرى، فمن خلال المعركة الانتخابية كانت رسالتها واضحة و بسيطة، وهي ( أنت مؤمن صوت لشاس ).
هذا و قد ارتفع عدد مقاعد حركة شاس في انتخابات الكنيست عام 1996م، إلى (10) مقاعد، وحصلت أيضا على (17) مقعدا في انتخابات عام 1999م. حيث ركز حزب شاس في برنامجه الانتخابي لعام 1999م على بعض القيم التي زادت من قوته على الساحة السياسية في إسرائيل، ومن هذه الأهداف التي ركز عليها في برنامجه الانتخابي لعام 1999م، ما يلي :-
1- العناية بالقيم التقليدية لليهود ولليهودية الأصولية في إسرائيل.
2- الإستمرار في طريق الحاخامين السفارديم حسب الميراث اليهودي الشرقي.
3- تمثيل جمهور (حراس التوراة و الوصايا )، ومنع التمييز ضد الجمهور الديني الأصولي وتشجيع حب إسرائيل.
4- تربية أولاد إسرائيل على توراتنا المقدسة من خلال الحفاظ على القيم اليهودية السفاردية، والعمل لنشر التوراة لكافة الجمهور.
وبناء على ما سبق ذكره، نستنتج أن شاس أثبتت قدرتها على الاستمرار والتطور، وذلك من خلال حيازتها لثقة الجمهور الإسرائيلي، وذلك انطلاقا من مبادئها وأيديولوجيتها الدينية.
وفيما يلي جدول يبين عدد المقاعد والأصوات التي حصلت عليها شاس في الانتخابات التي خاضتها ( 1984 – 1999م ):

السنة عدد الأصوات عدد المقاعد
1984 63605 4
1988 107709 6
1992 129347 6
1996 259796 10
1999 430676 17


2) الحكومة:-
اشتركت شاس في الإئتلافات الحكومية من لحظة فوزها بأربعة مقاعد في أول انتخابات شاركت فيها عام 1984م، فقد شاركت في عام 1984م في حكومة الإئتلاف، وذلك من خلال الحاخام إسحاق بيرتس كوزير للداخلية، إلا أن هذا الحزب ترك الحكومة، واستقال بيرتس من وزارة الداخلية بسبب إقرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية تسجيل سيدة يهودية من أم مسيحية في سجل السكان، بأنها يهودية وكان على وزير الداخلية أن يوقع بوصفه الوزير المسؤول من سجل السكان، ولهذه الأسباب انسحبت شاس من الحكومة.
كما شاركت حركة شاس في الإئتلاف الحكومي عام 1988م، وبهذا تكون شاس قد شاركت في حكومتي الوحدة الوطنية اللتين ألفتا سنتي 1984 و 1988م،كما شاركت خلافا ل ( أغودات يسرائيل) في حكومة يتسحاق رابين التي شكلت عام 1992م، ولكنها انسحبت منها عام 1994م، على أثر محاكمة وزير الداخلية حينذاك " أرييه درعي "، بتهمة التلاعب بالأموال العامة، والتي تتلخص في منح الوزير درعي أموالا وعطاءات لجمعيات تابعة ومقربة من شاس ومؤسساتها المختلفة.
هذا وقد اشترطت شاس لدخولها هذا الإئتلاف الحكومي عام 1992م، بقيادة حزب العمل، ببعض المطالب، أهمها:-
1- لا يلغى ولا يسن تشريع ديني إلا بموافقة جميع الكتل.
2- تقام في نطاق وزارة التربية والتعليم شعبه للتعليم والثقافة الحريدية على نفس مستوى شعبة التعليم الديني الرسمي.
3- تمتنع الحكومة عن أي قهر ديني أو معادٍ للدين بأي شكل من الأشكال.
إلا أن العلاقة توترت بين شاس والحكومة بسبب تهم الأختلاس الموجهة لوزير الداخلية "درعي"، الذي يعد من أهم الشخصيات السياسية في حركة شاس.
وعلى الرغم من كل ما ذكر، إلا أن هذا الحزب تعرض في أواسط عام 1990م، إلى هزة عنيفة كادت أن تعصف به، وذلك بسبب الخلاف الذي نشب داخله بشأن مسألة مع من يجب التحالف: مع الليكود أم حزب العمل. وذلك على خلفية الأزمة التي أطاحت بحكومة الوحدة الوطنية في آذار 1990م، والتي إنتهت بعودة الليكود إلى الحكم، وانتقال حزب العمل إلى المعارضة، حيث أيد الحاخام ( شاخ ) الزعيم الروحي الأعلى للطوائف اللتوانية. والذي يعتبر المرشد الروحي لحزب شاس، على الرغم من كونه إشكنازيا، التحالف مع الليكود في حين أيد الحاخام ( عوفاديا يوسيف )، رئيس " مجلس حكماء التوراة "، ( السلطة الروحية والسياسية العليا للحزب )، التحالف مع حزب العمل. وأختلف في شأن هذا الأمر أيضا نواب الحزب السته في الكنيست.
هذا وقد إنتهى الخلاف بشأن هذه الأزمة بأمر إصدره الحاخام ( شاخ ) إلى الحزب بالتحالف مع الليكود، وقد تم الألتزام به، لكنه أحدث صدعه في العلاقة بين شاخ ويوسيف، وبين بيرتس وزعامة الحزب، مما أدى إلى استقالة بيرتس من رئاسة الحزب قبل انتخابات عام 1992م، وكذلك انقطعت صلة شاخ بالحزب عام 1992م، بسبب انضمام شاس إلى حكومة يتسحاق رابين العمالية، لأن ذلك مخالفا لتعليمات شاخ.
وعلية فقد كانت حركة شاس سببا في حدوث أكثر من أزمة وزارية، ولا سيما تلك الأزمة التي عصفت بالوزيرة اليسارية "شموليت ألوني "، وأما بالنسبة للحكومة الحالية فقد أمتنع حزب شاس عن التصويت لصالح الإجراءات التقشفية المقترحة من قبل حكومة شارون لتجاوز الصعوبات المالية، التي تعترض البرنامج الإقتصادي لشارون. الأمر الذي أدى بشارون إلى استغلال مهلة ال 48 ساعة قبل أن يتجسد قرار إقصاء أربعة وزراء تابعين لشاس وذلك من أجل إيجاد أرضية تفاهم بين الحزب والحكومة، وذلك تفاديا لإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات سابقة لأوانها.
وبناء على ما سبق ذكرة، نستنتج أن حركة شاس كانت دائما تسبب حدوث أزمات وزارية، وذلك بغية الوصول إلى أهدافها، أي أنها كانت تعمل على افتعال الأزمات من أجل الحصول على مكاسب مادية تعود عليها بالفائدة.

موقفها من الأمور والقضايا الداخلية

تهتم الأحزاب السياسية في إسرائيل بعدة قضايا ، فيما تنحصر غالبية اهتمامات شاس الداخلية بالمجالين الاجتماعي والديني ، لهذا فالأحزاب الدينية في إسرائيل لها هدف واحد هو فرض التعاليم التوراتية على جميع مناحي الحياة في داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما يمكننا ملاحظته على كافة الأصعدة الداخلية في إسرائيل، كما سنبين :-

(أ) على الصعيد الإجتماعي :-
سعت شاس إلى القيام بدور مميز لتحقيق التوازن بين الحياة المادية والروحية في المجتمع الإسرائيلي ، وأعتبرت أن الجري وراء الحياة المادية ، وتفتت العائلة وانتشار الأمراض الاجتماعية مثل المخدرات وغيرها من الظواهر السلبية ،قد برزت نتيجة لابتعاد الجمهور عن التوراة وتعاليمها .

ولهذا فقد سارعت حركة شاس إلى تقديم المساعدات للمحتاجين الذين تهملهم الدولة ، وذلك من أجل التخلص من كافة الأمراض الاجتماعية ، وذلك انطلاقاً من أيديولوجيتها الثابتة والمتمثلة بالعودة إلى الدين ، ولهذه الأسباب وغيرها استطاعت شاس أن تكون القوة السياسية الوحيدة التي تمثل اليهود الشرقيين .
وبناء عليه فقد تمكنت شاس من ضرب جذورها والتغلغل داخل المجتمع الإسرائيلي عن طريق تأسيسها لشبكة "أل_همعيان " التعليمية عام 1985م ، حيث استطاعت من خلال التفاعل والاتصال مع ناخبيها بشكل مباشر عبر فروعها المنتشرة في كافة أنحاء البلاد، والتي يبلغ عددها (400) فرع، حيث تقوم هذه الفروع بنشاطات مختلفة تقدم فيها خدمات اجتماعية وتربوية، لحوالي (100) ألف نسمة يومياً ، وينظم كل فرع من هذه الفروع حوالي عشرة دروس في التوراة يومياً لمختلف الأعمار من الذكور والإناث، ويعمل في هذه الشبكة مئات الحاخامات الذين استطاعوا إقناع العائلات بالتوبة والعودة إلى الدين، هذا ويوفر الحزب أيضاً رياض أطفال مجانية، وكذلك شبكة تعليم متكاملة لتعليم الذكور.
هذا وتضم فروع المنبع ( همعيان ) والتي يأتي أغلب تمويلها من الحكومة والسلطات المحلية، حوالي (1100) ناد إجتماعي، تتوزع على كافة المناطق، وتحتوي هذه النوادي على مدارس وملاهي وكنس ومراكز دينية، حيث أن الهدف الأساسي من وراءها هو القضاء على ظواهر الفقر والجريمة والمخدرات والإباحية والبطالة، والعمل على تطوير المدن والقرى وتقديم المساعدات المجانية للمحتاجين، وهي بذلك تكتسب شهرة كبيرة، حيث ترتادها إعداد كبيرة، ولعل أحد أسباب شهرتها يكمن في تواجدها في المناطق الفقيرة، فكثير من روادها فقراء، وبعضهم يقبع آباؤهم في السجون، أو يعانون من البطالة كما أن بعضهم ينتمي للعائلات التي تعاني من مشاكل إجتماعية مثل الطلاق، أو موت أحد الوالدين…الخ، ويلاحظ أيضا أن ممثلي المنبع ( همعيان ) يحرصون على دخول بيوت هؤلاء الأطفال لمساعدة آبائهم في حل مشاكلهم الإقتصادية والإجتماعية… وهذا بدوره ساعد الحركة على تكوين قاعدة حزبية عريضة ساهمت في زيادة شعبيتها بنسبة كبيرة. ولهذا فأن شاس تعتبر " إل همعيان " جزء من رسالتها الإجتماعية نحو السفارديم، وأنها أنشقت لوضع نهاية للتمييز الطائفي في إسرائيل.
وتكمن أهداف هذه الجمعية "آل همعيان " فيما يلي :-
1) إعادة بلورة وتنمية العادات والقيم اليهودية .
2) التثقيف على اليهودية والدين اليهودي .
3) بحث ودراسة تاريخ السفارديم .
4) دعم الطلاب ، الكتاب والأكاديميين من خلال توفير منح دراسية لهم .

هذا وتوجد هنالك أيضا جمعيات ومنظمات أخرى تابعة لحركة شاس مثل المنظمة النسائية المعروفة باسم "نأوت مرغليت" التي تزاول نشاطها عملياً كجزء من "آل همعيان" مباشرة إلى النساء في إطار تقديم دروس التوراة المخصصة للنساء ، وكذلك تقديم العون والمساعدة للنساء الوالدات …الخ. وكذلك جمعية "تأهيل السجين" التي كانت تعمل على إخراج السجناء من عالم الإجرام إلى التوبة والعودة للدين، وكذلك العمل على مساعدتهم في التخلص من الأمراض الاجتماعية كالإدمان على المخدرات، وكذلك جمعية "يد للأبناء " التي كانت تعمل على مساعدة العائلات التي تورطت ربها في الإجرام والمخدرات، وكذلك جمعية " العودة للأصل " والتي كانت تهدف إلى إرجاع الشباب والمنحرفين إلى أصلهم وعاداتهم وتقاليدهم الشرقية .

ومن الجدير ذكره هنا ، أن حركة شاس قررت في السنوات الأخيرة التوجه إلى القطاع الزراعي ، خاصتاً لأبناء القرى الزراعية الشرقية التي أقيمت في الخمسينات، حيث أن هذا القطاع كان مهملاً في السنوات السابقة وبصورة أعلى من إهمال القطاع المدني في مدن التطوير، ويعود سبب الإهمال إلى أن هذا القطاع لا يحتوي إلا على نسبة قليلة من الناخبين المحتملين، ولهذا فقد أقام اتباع شاس جمعية عرفت باسم "بركات هآرتس "، مهمتها الاعتناء بمصالح أبناء القرى الزراعية .

هذا وتقوم حركة شاس بتغطية نفقات هذه المؤسسات التربوية والاجتماعية ، من خلال الدعم الحكومي الممنوح لها كشرط لدخولها الائتلاف الحكومي، هذا بالإضافة إلى دعم السلطات المحلية التي تحصل على ميزانياتها من الوزارات المختلفة حيث يقدر الدعم الذي حصلت عليه المؤسسات التابعة لـ (شــاس) بملايين الشواكل مما ساعدها على الاستمرار والتقدم .

أما بالنسبة للقطاع الاقتصادي، فقد عارضت شاس مثلاً في برنامجها الانتخابي لعام 1988م، النظام الاقتصادي الذي يعود بالفائدة على أوساط معينة. ولهذا فقد دعت شاس إلى الأخذ بعين الاعتبار أوضاع الطبقات الفقيرة، وكذلك طالبت شاس بإلغاء الدعم الحكومي للسلع وإعطائه للمحتاجين، وللعائلات كثيرة الأولاد، وكذلك طالبت بالعمل على دعم مدن التطوير، وكذلك أيضاً بتمويل التعليم الداخلي.

أي بمعنى آخر نستطيع القول بأن شاس تركز في المجال الاقتصادي على تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة، وكذلك تمويل التعليم، وذلك لأن الكثير من روادها من الفقراء.

(ب) على الصعيد الديني :-
كما ذكر سابقاً، فإن حركة شاس انشقت عن الحزب الأم ( أغودات يسرائيل ) انشقاقاً عرقياً،وبناء على هذا الانشقاق فإن النظرة الدينية والأيديولوجية لحركة شاس تتشابه مع نظرة ( أغودات يسرائيل )، حيث أن كلا الحزبين يسعى لإرساء الدولة وحياة المجتمع على أساس التوراة وتعاليم الشريعة اليهودية (الهالاخاة )، كما يتشابه الحزبين (شــاس) و (أغودات يسرائيل) في الطابع العام للأنشطة، من حيث تركيزهما على القضايا الدينية والمصالح المادية التي تخص جمهور كل حزب منهما، وكذلك خدمة المؤسسات والهيئات التابعة لهما.

فمثلاً رفضت (أغودات يسرائيل ) والأوساط القريبة منهما، مفهوم الدولة اليهودية كما طرحتها الحركة الصهيونية، وجاء هذا الرفض نابعاً في الأساس من أن تلك الدولة لن تقوم على أساس تعاليم التوراة وشرائعها، ولهذا فقد اشترطت (أغودات يسرائيل) موافقتها بالمشاركة في إعلان قيام الدولة (دولة إسرائيل ) ببعض المطالب الدينية، وأهمها:
1) الحفاظ على قدسية السبت والأعياد اليهودية .
2) الحرص على تطبيق التعاليم الدينية فيما يتعلق بالطعام المحلل في المنشآت والمؤسسات الحكومية.
3) أن يبقى التعليم الديني المنظم في تيارات منفصلة متمتعاً بالإدارة الذاتية .
4) أن تقوم الدولة بتأمين الاحتياجات الدينية للسكان .
5) أن تنظم الأحوال الشخصية للسكان وفقاً لقوانين التوراة .

ولهذا فقد انطلقت حركة شاس اعتمادا على هذه المبادئ باعتبارها تمثل امتدادا دينياً للحزب الأم (أغودات يسرائيل)، ويظهر ذلك بوضوح في مطالبتها بتشريعات دينية كشرط لدخولها الائتلاف الحكومي بعد انتخابات عام 1988م، ومن هذه المطالب ما يلي :
1) تشديد الرقابة على الطعام المحلل (الكاشير).
2) القضاء على مظاهر الأنحلال في المجتمع.
3) إقامة فرع خاص في وزارة التربية والتعليم لإدارة شبكة التعليم التابعة (لشاس) وتمويلها.
4) ضمان حرمة السبت وعدم تدنيسه، وذلك من خلال إقرار قانون (التعويض) الذي يعطي الصلاحية لرؤساء المجالس المحلية لاتخاذ ما يرونه مناسباً لأجل ذلك.
5) تمرير قانون (الاعتناق ) وقانون (المحاكم الحاخامية) في الكنيست.
6) إلغاء تجنيد الفتيات للجيش إلغاءً تاماً.
7) تخصيص موجة بث إذاعي خاصة بالمتدينين.
وعلى الرغم من هذه المطالب السابق ذكرها، الا ان هنالك قضية مهمة، تعد من القضايا القديمة الجديدة في إسرائيل، الا وهي مسألة " من هو اليهودي "، حيث دار جدلا واسعا حول هذه القضية بين التيارات الدينية وغيرها في إسرائيل وخارجها، وظهرت هنالك عدة وجهات نظر مختلفة، فمنها مثلا موقف المذهب الحريدي بقيادة شاس، حيث يعرف شاس الشخص اليهودي بأنه الشخص المولود لأم يهودية أو المعتنق للديانة اليهودية، على أيدي حاخامات أرثوذكس، أما أصحاب المذهب الإصلاحي والمحافظ فيعترفون بالنسب لطفل ولد لأم مسيحية وأب يهودي، ولكن المذهب الصهيوني العلماني، الذي يدمج الدين بالقومية، فيعرف اليهودي بأنه الشخص الذي يعلن عن نفسه انه يهودي إذا كان هذا الشخص لم يعتنق ديانة أخرى حسبما حددت وزارة الداخلية سنة 1953م.
وظلت الاخلافات قائمة حول هذه القضية حتى عام 1996م عندما أصدرت الإدارة الإسرائيلية في 17 تشرين الثاني من العام نفسه قرارا يقضي بان المحاكم الحاخامية لا تملك صلاحية أو إجازة من هو اليهودي المقبول أو المرفوض في الدولة، وبناء عليه فقد أثار هذا القرار معارضة شديدة في الأوساط الدينية، حيث قدم سبعة أعضاء من شاس في الكنيست في كانون أول من العام نفسه اقتراحا يدعو إلى إعادة تحديد من هو اليهودي، وعدم الاعتراف بأية اعتناقات تتم في الخارج دون الحصول على موافقة ومصادقة الحاخامية الرئيسية الأرثوذكسية في إسرائيل.

فحركة شاس ومنذ تأسيسها رفعت شعاراً "العودة إلى الدين والتقاليد " أي (حزارا بتشوفا )، ورأت أنها بهذا الشعار تقدم الجواب الصحيح على المستويين الشخصي والروحي، ولبث هذه الرسالة اعتمدت شاس على طلاب المدارس الدينية، خاصتاً الطلاب الذين تابعوا وعادوا إلى الدين والتقاليد، وفي هذا المضمار كانت الزيارات البيتية والدروس الدينية والنشاطات الجماهيرية، هي إحدى الوسائل لبث هذه الرسالة، وعلى الرغم من كل هذا إلا أنها لم تتخل عن وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، حيث أسست محطتين للبث بالراديو في منطقة القدس وثالثة في تل أبيب، وكذلك هنالك ستة محطات أخرى للأحزاب الحريدية تستعملها شاس، حيث تقوم شاس من خلال هذه المحطات بالدعاية والعمل على إقناع المستمعين بالعودة إلى المسار الصحيح والسليم هذا وتقوم شاس أيضا ببث الدروس الدينية للرابي عوفاديا يوسيف لأكثر من (400) منطقة بالبلاد وفي دول عديدة خارجها، وذلك من خلال بث حي ومباشر عبر القمر الاصطناعي، هذا بالإضافة للجريدة الأسبوعية التي تصدرها شاس "من يوم ليوم".

وهذا كله كان نابعاً من اقتناع قادة حزب شاس بأهمية الإعلام، فلذلك قرروا بالظهور في لقاءات عبر شاشات التلفاز، الذي اعتبروه أداة إعلامية مهمة من أجل العودة بالإسرائيليين الدنيويين إلى جذورهم الدينية، وهذا كان على العكس تماماً من قادة الأرثوذكس الذين رفضوا الظهور على شاشات التلفاز، وذلك لأن مشاهدة التلفاز يعد أمراً مرفوضاً في حياتهم.

وبناءً عليه نستنتج أن هدف حركة شاس (كما حدده أرييه درعي في مقابلة معه ) هو العودة إلى التراث وإلى الدين، ولكن بدون ارتداء الملابس السوداء التي يرتديها المتدينون الحرير يم، وكذلك بدون الإنغزال وترك المحيط السابق، فالعودة إلى الدين تعني بالنسبة لها استمرار الناس في حياتهم العادية، مع الحفاظ على التراث، والاحتفاظ به وبالأعياد الدينية.

أي أن هدف شاس هو العودة للتراث والدين معاً، مع استمرار الناس في حياتهم العادية، وهذا ما أكده (أرييه درعي ) عندما قال "هدفنا ليس الوصول إلى رئاسة الوزراء أو وزارة الدفاع أو الخارجية، بل نريد أن يكون للحركة تأثيرها على السياسة الإسرائيلية وفي مركز الأحداث، وليس على الهامش أو في الغيتوات، نريد أن تصبح الدولة أكثر يهودية ".

موقفها من الأمور والقضايا السياسية
لا تهتم الأحزاب الدينية في إسرائيل بالشؤون السياسية، فقد كانت الكتل الحريدية في الكنيست تركز دائما على المواضيع والقضايا الدينية، فعلى سبيل المثال، كان حزب ( أغودات يسرائيل )، لا يهتم بالمناصب السياسية والدبلوماسية، وما زال على هذا النهج حتى اليوم، ولكن بعد ظهور حزب شاس تغيرت هذه النظرة، فبالإضافة إلى اهتمامات شاس الدينية والإجتماعية، فقد تدخلت في السياسة العامة سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

وما يميز شاس عن غيرها من الأحزاب الدينية الأخرى هو أنها اكثر اعتدالا في المواقف السياسية سواء على صعيد الائتلاف الحكومي، أو على صعيد العملية السلمية.
وفيما يلي عرض لمواقف شاس من الأمور والقضايا السياسية:- 1) العملية السلمية:-
ينبع موقف شاس من العملية السلمية من خلال موقف الحاخام (عوفاديا يوسيف)، الذي أعلن خلال زيارته لمصر عام 1990م، " بأن حياة الإنسان أغلى واثمن بكثير من قيمة الأرض، فمن اجل إنقاذ حياة اليهود يجب إرجاع الأراضي الفلسطينية، ومبادلة الأرض بالسلام ".
أي أن شاس تنادي بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن الجولان أيضا، انطلاقا من المبدأ الديني (من أنقذ روحا في شعب إسرائيل، أنقذ عالما بأكملة).
ويتضح هنا، أن الحاخام (عوفاديا يوسيف)، ينطلق في موقفه من هذه المسالة من قاعدة أساسية،آلا وهي(أن حفظ النفس من الهلاك أسمى من أي شي آخر )، وهذا الموقف يحتمل وجهين، هما:-
الأول:- إذا كان بقاء إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء القدس، سيؤدي إلى نشوب حرب ووقوع ضحايا يهود، فانه يمكن لإسرائيل بغية منع هذه الحرب وتحقيق سلام حقيقي الانسحاب من هذه الأراضي.
الثاني:- عدم الانسحاب من الضفة والقطاع إذا كان هذا الانسحاب سيعرض أمن إسرائيل للخطر، أو يزيد من احتمالات نشوب الحرب.
وبناء على ما سبق ذكره، نستنتج إن شاس تنطلق في مواقفها هذه من معايير أيديولوجية دينية بحتة، وذلك من اجل تحقيق أمن إسرائيل أو بعبارة أخرى من اجل تحقيق الأمن لليهود في دولة إسرائيل.
ولهذا فقد انتقلت حركة شاس من الاهتمام بالأمور والقضايا الاجتماعية والدينية، إلى حركة لها دور فعال في المجال السياسي، ويتضح هذا من خلال قيام شاس والحاخام (عوفاديا يوسيف) بدور الوساطة بين الحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك جميس بيكر،حيث أعلنوا موقفهم الداعم والمؤيد لمحادثات مدريد.
هذا وقد أيدت حركة شاس أيضا مبدأ التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، ويتضح هذا من خلال موقف (اسحق بيرتس) وكذلك (أرييه درعي)، الذي كان يرى أن على إسرائيل أن تبدي مرونة اكثر في عملية السلام هذا من جانب، واما الجانب الأخر، فعليها التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، أو على الأقل عليها التفاوض مع أشخاص يحصلون على موافقتها، وإلا فإنها ستفشل في المفاوضات واعتبر أيضا انه لا مناص أمام إسرائيل من التنازل عن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من اجل تحقيق السلام، فهو حسب وجهة نظره يعتقد بان هذا التنازل عن هذه الأراضي سيسبب الآلام لشعب إسرائيل، ولكنه، من جهة أخرى سيحفظ أمنها. ويتضح هذا من خلال قوله (ربما كانت الخليل أو نابلس اكثر قدسية بالنسبة لليهود من تل أبيب، لكن هناك قداسة اكبر بكثير من قدسية الأرض، هي حياة الإنسان، وحتى نمنع سفك الدماء من كلا الجانبين، علينا أن نسعى من اجل التوصل إلى حل سياسي).
هذا وقد وصف أربيه درعي الانتفاضة الفلسطينية في أواخر عام 1987م بأنها ( اصعب حرب خاضتها إسرائيل، فالخسائر التي ألحقتها صعبة جدا، ولا يمكن تعويضها، والحل لا يكمن في استخدام القوة بل يجب أن يكون سياسيا ).
واما بالنسبة لموقفها من اتفاقيات أوسلو، فقد دعمت حركة شاس هذه الاتفاقيات، ولم تكتفي بهذا فقط بل حثت رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) على السير قدما من اجل تطبيق هذه الاتفاقية مع الفلسطينيين، وعلى الرغم من كل هذا، إلا ان مواقف شاس تجاه عملية السلام ودعمها القوي للانسحاب من الخليل لم يؤثر على مدى الدعم لها، ويتضح ذلك من خلال تضاعف عدد الأصوات التي حصلت عليها شاس في انتخابات عام 1996م، حيث حصلت على(260) ألف صوت في انتخابات عام 1992م.
واما بالنسبة لمفاوضات الحل النهائي، فان شاس ترى بان هذه المفاوضات ستكون صعبة ومعقدة، خاصتا قضيتي اللاجئين والقدس، فعلى الرغم من الإجماع الإسرائيلي على عدم تقسيم القدس، إلا أنها ترى انه يجب الدخول الحر للاماكن الدينية، وان تكون إدارتها من صلاحية كل طرف، كذلك ترى بأنه يجب ان تكون الأطراف مبدعة وخلاقة وعاقلة في الاستجابة لطلب الفلسطينيين في موضوع القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، وانه في نهاية المطاف لا بد من انه سيكون هناك كيان وسيادة فلسطينية في الضفة والقطاع، لذا فهي ترى بان على إسرائيل التنازل عن الأراضي مقابل تنازل الفلسطينيين عن فكرة العودة لحيفا ويافا، وانسحاب إسرائيل الكامل لحدود عام 1967م.
وبناء على كل ما سبق ذكره، نستنتج ان شاس حركة اكثر اعتدالا من الأحزاب الدينية الأخرى، وذلك بناء على قاعدة (حفظ النفس) فهي تؤيد إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وذلك من اجل منع سفك الدماء من كلا الجانبين.

2) الاستيطان:-
يعتبر موقف شاس من الاستيطان تابعا لموقف الحزب ألام ( اغودات يسرائيل)، والتي قامت في الأساس على عدم الاهتمام بهذه الجوانب، إلا انه وبعد قيام إسرائيل، واشتراك ( اغودات يسرائيل) في المؤسسات الرسمية، فقد كانت مواقفها دائما مؤيدة للحكومة، فهو مثلا لم يعارض العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، ولا عدوان عام 1967م، كما أيد هذا الحزب اتفاقيات كامب ديفيد، واما على الصعيد الاستيطاني فهو حزب ليس له أي نشاط استيطاني، نظرا لعدم وجود حركة استيطانية تابعة له.
وبعد ان انشقت شاس عن الحزب ألام ( اغودات يسرائيل) استمرت في تطبيق سياسة خاصة بها، فهي كانت اكثر اعتدالا في المواقف السياسية من الأحزاب الدينية الأخرى، حيث أنها أيدت التنازل عن الأرض مقابل سلام حقيقي يضمن أمن اسرائيل، اما في حالة عدم ضمان أمن إسرائيل فانه يتوجب على إسرائيل عدم الانسحاب أو التنازل عن هذه الأراضي، هذا وقد اعتبرت أيضا ان إقامة دولة فلسطينية آت لا محال، وفي هذه الحالة فأنها تتخذ موقف معين من المستوطنات والاستيطان يتمثل بآلاتي:-
انه في حال قيام دولة فلسطينية، فأنها ترى بان اغلب المستوطنات الصغيرة سوف لا تكون تحت السيادة الإسرائيلية، وفي هذه الحالة، فعلى المستوطنين اما القبول بالعيش تحت السيادة الفلسطينية، واما العمل على تفكيك هذه المستوطنات، وهنا وفي حالة قبول المستوطنين بالعيش تحت السيادة الفلسطينية، فانه يجب توفير الأمن لهم، وان وضعهم سيكون مماثلا لوضع العرب في إسرائيل.
وهذا يتضح من قول درعي ( إذا أرادت المستوطنات الصغيرة ان تبقى تحت السيطرة الفلسطينية فلها ذلك، وإذا أرادت الرحيل فلترحل، انه لمن التخريف الاعتقاد بان كل المستوطنات الصغيرة ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية).
وبناء على ما سبق ذكره، نستنتج ان شاس تعتبر ان ( ارض إسرائيل) كلها تابعة ( لشعب إسرائيل) تبعا( لتوراة إسرائيل). لذا فانه يحق لليهود الاستيطان في أي جزء منها، وان التخلي عنها يكون فقط من اجل الأمن، ويكون فقط بواسطة إعلان من الحاخامين، أي ان شاس تنطلق قي موقفها من قضية دينية، وذلك من اجل ضمان أمن إسرائيل، لذا فهي ترى انه يجب حل قضية المستوطنات حلا سلميا، وذلك اما عن طريق القبول بالعيش تحت السيادة الفلسطينية مع ضمان الأمن لهم، واما العمل إلى تفكيك هذه المستوطنات.

الخاتمة

حركة شاس حركة جديدة ظهرت في عام 1984م، حيث أنها فرضت نفسها على المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وكما يبدو هنالك علاقة طردية بين تزايد عدد المتدينين وتطور هذه الحركة وتزايد عدد مقاعدها في الكنيست، وبالتالي استطاعت التأثير وبشكل كبير على النظام السياسي في إسرائيل، فحركة شاس مثلت قطاع خاص من المجتمع الإسرائيلي، حيث أنها استخدمت كافة الأدوات اللازمة من اجل تحقيق استمراريتها وذلك من خلال فهمها لأصول اللعبة الحزبية واستغلال أشكنازية الدولة لتحقيق إنجازات على أصعدة مختلفة لصالح الطائفة الشرقية، حيث اعتبرت نفسها الممثل الوحيد لهؤلاء اليهود، وبهذا استطاعت تحقيق إنجازات هامة على هذا الصعيد من خلال تكوين قاعدة جماهيرية اجتماعية تعتمد على الطابع الاثني العرقي، بالإضافة إلى اعتمادها على مباركة الحاخامين، هذا وقد استطاعت شاس من خلال اشتراكها في الائتلافات الحكومية العمل على تطوير مؤسساتها وزيادة الميزانيات المخصصه لها، ويمكن القول بأنها إساءة استخدام هذه الميزانيات مما أدى إلى تورطها في عدة قضايا فساد أدت إلى سجن بعض أعضائها كالحاخام " درعي " الذي أتهم بالتلاعب بالأموال العامة.

حركة شاس هي في الأساس حركة دينية تعتمد في تأييدها للعملية السلمية على مدى التجاوب مع مشاريعها، ولكن مبادئها العامة لا تختلف عن الأحزاب الدينية الصهيونية الأخرى.

المراجع

قائمة الكتب:-
1) أحمد خليفة وصبري جريس، دليل إسرائيل العام ( الأحزاب السياسية )، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1997.
2) إلياس جرايسه ومنير فخري الدين ، اليهود الشرقيون - إلى أين ؟ ، (طرح في البديل السياسي الشرقي – حوار مع سامي شطريت )، القدس- بيت لحم : مركز المعلومات البديلة، 1998.
3) إلياس جرايسه وهداية أمين، قراءات نقدية في تاريخ اليهود الشرقيين، ( إيلا شوحاط، الصهيونية من منظور ضحاياها اليهود )، القدس – بيت لحم: مركز المعلومات البديلة، 1998.
4) " برامج الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في انتخابات الكنيست ال15 "، غزة: دائرة شؤون المفاوضات – قسم الشؤون الإسرائيلية، 1999.
5) د. جمال البدري، الجسر – الأحزاب الدينية الإسرائيلية، القاهرة: مدبولي الصغير، 2000.
6) سمير جبور، انتخابات الكنيست الحادي عشر، نيقوسيا: مركز الأبحاث، 1995.
7) صلاح الزرو، المتدينون في المجتمع الإسرائيلي، الخليل: رابطة الجامعيين – مركز الأبحاث، 1990.
8) عبد الحميد البابا، شخصيات إسرائيلية، 1992.
9) غازي السعدي، الأحزاب والحكم في إسرائيل، عمان: دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية، 1989.
10) محمود عباس، الاستقطاب الديني والعرقي في إسرائيل، غزة: المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية، 1998.
11) مروان درويش ونبيه بشير، اليهود الشرقيون وحركة شاس: بين الإثنية والدين، نابلس: مركز البحوث والدراسات الفلسطينية – دائرة الدراسات الإسرائيلية، 1998.
12) موسى خطاب ومحمود نصر الله، البرلمان الإسرائيلي – النظام الانتخابي وقراءة في نتائج الكنيست ال13، القدس: مركز القدس للأبحاث، 1992.
13) هاني عبد الله ، الأحزاب السياسية في إسرائيل، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1981.
14) يائير شيلغ ( ترجمة: سعيد عياش )، المتدينون الجدد – نظرة راهنة على المجتمع الديني في إسرائيل، رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ( مدار )، 2002.
15) يوسي ميلمان (ترجمة :مالك فاضل البديري ) ، الإسرائيليون الجدد- مشهد تفصيلي لمجتمع متغير، عمان : الأهلية للنشر والتوزيع.


الدوريات:-
1) د. عامر الحافي، " الأحزاب السياسية في إسرائيل "، مجلة دراسات شرق أوسطية، عمان، العدد 19 و 20، 2002.
2) د. عبدة الأسدي، " انتخابات الكنيست الخامس عشرة "، مجلة صامد، عمان، العدد 118، 1999.
3) أحمد خليفة، " الأحزاب الدينية – القوة الانتخابية والاعتبارات الائتلافية "، مجلة الدراسات الفلسطينية، بيروت، العدد 10، 1992.




#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية في إسرائيل


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف عودة - حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي