قرية جديدة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 14:35
المحور: القضية الفلسطينية
    

قرية جديدة
يوسف عودة

كنعان أسم القرية الفلسطينية الجديدة التي شيدها النشطاء الفلسطينيون في الأغوار، والتي جاءت ردا على القرارات العنصرية والهمجية لدولة الاحتلال بسرقة الأرض والإستيلاء عليها بقوة الغاب، فإسرائيل وكعادتها دولة احتلالية عنصرية تسعى ومنذ البداية لفرض أمر واقع على الفلسطينيين، بتهويدها للأرض وسرقتها لبناء المستوطنات، وغيرها الكثير من الأمور التي تقوم بها للتضييق على الشعب الفلسطيني، كالحواجز التي تقيمها لفصل المناطق وشل حركة الحياة، وهذا بالطبع لمحة بسيطة مما تقوم به دولة الاحتلال بهدف ترسيخ وتثبيت قدمها على الأرض الفلسطينية.

وكعادتهم الفلسطينيون، مبدعون دائما في التصدي ومواجهة الإجراءات الإسرائيلية الغاشمة، وبالتالي هم في تجدد دائما بإختيار الوسائل والطرق التي تعمل على إفساد مخططات العدو، ورغم إمكاناتهم البسيطة إلا أنهم أستطاعوا تسجيل أعظم المواقف في مقاومتهم الشعبية للمحتل، والتي لاقت رواجا كبيراً وتعاطفا عظيماً من جميع الأحرار في العالم، الأمر الذي أحرج ويُحرج إسرائيل دائما، ويضعها بعزلة عن العالم.

وعلى غرار المرات السابقة سارعت إسرائيل إلى هدم القرية والإعتداء على المشاركين ببنائها، كما واعتلقت ثمانية أشخاص منهم، وعلى الرغم من تلك الاعتقالات، إلا أن الناشطون الفلسطينيون ما زالوا متشبثين بمقاومتهم الشعبية في كافة محافظات الوطن، حيث أخذت مقاومتهم أشكال متعددة ومتنوعة، فأصبح بعضها أسبوعيا كمسيرة كفر قدوم والمعصرة وغيرها، وبعضها أرتبط بإقامة القرى ككنعان وباب الشمس وغيرها لمواجهة الهجمة الاستيطانية الشرسة على أرضنا، الأمر الذي حول أنظار العالم أجمع الى فلسطين وشعبها، والى حقوقه المكفولة ضمن الشرائع والقوانين الدولية، بإقامة دولته وحقه بتقرير مصيره.

نعم لقد أصبح النشطاء الفلسطينيون من رواد المقاومة الشعبية الجماهيرية، بإصرارهم وقدرتهم على تغيير الأمر الواقع الذي تسعى إسرائيل لفرضه دائما، بهدف تجريد الدولة الفلسطينية من مقوماتها الأساسية بغية إقامتها ككنتونات هنا وهناك، بحيث لا تواصل جغرافي بينها، ولا حتى تواصل إنساني. هذا ما تطمح لتحقيقه إسرائيل، فمنذ بداياتها وهي تخطط وتضع إستراتيجياتها بحجة الأمن، إلا أن تصميم هذا الشعب على صد هجماتها اللاشرعية حال دون تحقيق مبتغاها. وسيحول دائما بإذن الله.

#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل