أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف عودة - قف... أمامك مفترق للمستقبل














المزيد.....

قف... أمامك مفترق للمستقبل


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


قف كلمة تصادفنا يومياً، أو نشاهد إشارتها عبر الطرقات وعلى المفترقات، ورغم معرفتنا بها تمام المعرفة إلا أننا لا نتقيد كثيراً بمعناها، ولعل الأرواح التي تزهق نتيجة الحوادث، والإعاقات التي أصبح الكثير يعاني منها، ما هي إلا نتيجة طبيعية لعدم تقيدنا بالإشارات المرورية وبالذات إشارة قف. لذا فانه من المعروف بقوانين المرور بالعالم أجمع، أن اللحظة التي لا تجتاز رمش العين قد تكون النهاية، والنهاية المرة أيضا بكل ما تحمله الكلمة في جعبتها من قسوة الموقف، وحزن شديد لما حدث ويحدث، وحتى لا نكون ممن يبتلوا بمثل هذه الحوادث، وجب علينا التريث قليلاً على الطرقات والنظر بعيون محدقة جيداً بالاتجاهات مع التقييد التام بالإشارات التي توضع لمصلحتنا، لا لتأخيرنا عن مهامنا بالحياة.

وإذا كانت كلمة قف والتقيد بها ينجينا ويجنبنا السوء، فلما لا نتقيد بها في أمورنا العامة وبكل شيء في الحياة، لما لا نقف ولو للحظة قبل إعطاء القرار، لما لا نقف وقفه جادة مع أنفسنا أولاً ومع شعبنا ثانياً، وأن نكون واضحين كل الوضوح في مستقبلنا ومستقبل شعبنا، لما نشترط الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة، لما لا نقدم نحن الحسنة وننتظر المقابل. فلو رجعنا لإشارة قف نراها تقدم لنا حسنة وتنتظر منا أن نبادلها الحسنة وذلك بأن نأخذ بمعناها ونحترم فحواها، فان فعلنا نجونا وأن لا دفعنا الثمن باهظا.

ولعل هذا الموضوع يدفعنا إلى معرفة المغزى من وراء منع أعضاء فتح بالقطاع من المشاركة في مؤتمرهم المنوي عقده في الرابع من آب، ولعله أيضا يدفعنا إلى التفكير مليا بالحسنة التي يردونها، ويدفعنا كذلك إلى حسم مسألة وضع العصي بالدواليب دائماً، وكذلك يدفعنا إلى التمحيص وبجد في رفضنا لمبدأ التعددية وتقبل الطرف الآخر. فإذا كان الهدف هو الإفراج عن المعتقلين الأمنيين بالضفة، فلما تزج السجون بالقطاع وبشكل دائما ومستمر، بأناس أبرياء تهمتهم الوحيدة هي أنهم أبناء من رفع كوفيته وخاض بها حروب التحرر والاستقلال.

لا شك أن الحسنةُ دائماً تقابل بأحسن منها، والسيئةُ أيضا تقابل بأسوأ منها، لذا وجب علينا قبل إصدار أحكامنا المسبقة، التريث قليلاً والتوقف على المفترق بالضبط، والنظر في جميع الاتجاهات، ولعل أهم اتجاه وجب علينا النظر فيه هو المستقبل، اتجاه المستقبل وكيف يمكن لنا أن نستغله خير استغلال، لكي يعود علينا بالفائدة التي يمكن لها أن تعم الشعب كله، وان تساعده على اجتياز محنته، ولملمة جراحه، وتوحيد كلمته، لتعود البسمة على مُحياه من جديد. ومن أجل هذا كله يجب على كل واحد فينا أن يقف ولو للحظه وان يقرر مصيره كيفما يرغب وكيفما يشاء، وليدرك من يتحكم بمصائر الناس أن المستقبل أمامه فأن أحسن أُحسنَ إليه، وأن أساء فليقف على قارعة الطريق يتنظر.






#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة التحديات
- الجزيرة وجمال زقوت
- حوارات فلسطينية
- أبن فلسطين وصديقه القلم
- حرب 1956م من وجهة نظر إسرائيلية
- تعليم العرب في إسرائيل
- حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي
- المرأة العربية في إسرائيل


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف عودة - قف... أمامك مفترق للمستقبل