المنخفضات قادمة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 11:40
المحور: القضية الفلسطينية
    

تزعزعت أركان البنية التحتية الفلسطينية الأسبوع المنصرم، أثناء زيارة إليكسا لها، إليكسا المنخفض الجوي القطبي الذي كشف المستور، وفضح الأمور، مما أدى إلى خلط الأوراق بين الجهات والمؤسسات والبلديات المعنية بمواجهة مثل هذه الأزمات، فكان التقصير حليف البعض منهم، والفشل علامتهم النهائية في أول أختبارات العام بفصوله الجديدة.

ولعل هذه الأزمة الطارئة والتي شلت معظم أركان الحياة الفلسطينية لعدة أيام، والتي أيضا كشفت هشاشة التصريحات والوعود بالقدرة على مواجهة الأزمات الجوية الطارئة، بإنقطاع الكهرباء وإغلاق الشوارع وغيرها، تبين للعيان عدم قدرتنا الفعلية على مواجهة هكذا أزمات، وبالتالي إذا كانت مواجهتنا للأحوال الجوية الطارئة هكذا، فكيف ستكون مواجهتنا للأزمات الأخرى التي تعصف بنا في فلسطين، والتي هي في أقل أحتمالاتها تكون أقوى وأعتى وأشرس من إليكسا وما خلفته من تخريب ودمار في جناحي الوطن.

فالأزمات الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية، والتي نعاني منها منذ فترات طويلة لها تأثير كبير يهدد أستقرارنا وأمننا، ويضيق الخناق حولنا، وبالطبع هذه الخضات لا زالت في معظم حالاتها في البدايات، الأمر الذي يجعلنا نخشى من تكرار الماضي، فإليكسا لم نعيش منذ سنوات أزمة مثلها، ولكنها بالنهاية حدثت، وكذلك الأزمات الأخرى تطل علينا بين الفترة والأخرى لتنذرنا بما هو أسوأ، وهنا يطرح السؤال نفسه، ما مدى أمكانية مواجهة مثل هذه الأزمات؟ وما هي الأدوات والوسائل التي يمكن لنا المواجهة بها؟ ما هي خططنا وإستراتيجياتنا لهكذا مواجهة؟

أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات فورية وحاسمة، بحاجة الى تخطيط وإدراك للعديد من الأمور التي تواكبنا وتحيط بنا من كل جانب، نعم نحن أحوج ما يكون إلى وضع تصور يخرجنا من حالة الضعف والخمول، بحاجة الى قوة وعزيمة تمكننا من صدى الأزمات وإدارتها بحيث نخرج بأقل الخسائر، بحاجة إلى إيمان وعقيدة بتصحيح مسار حياتنا للأفضل، حتى نرتقي لمستوى أفضل لنا ولأبنائنا، نعم نحن بحاجة للكثير والكثير، ولكن الأهم هو إدراكنا لحاجاتنا.

#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل