كرسمس بصحبة رفيق شعيبث...

سامر رسن الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 22:10
المحور: كتابات ساخرة
    

في مدينتي (الحي) وكحال باقي المدن الصغيرة ، لم يكن أمام الناس الحالمين بالأحتفال بالمناسبات السعيدة أيام النظام السابق "وعلى قِلتها" سوى الذهاب إلى المراقد الدينيه،أو قضاء بعض الوقت عند الأقارب،أو الذهاب إلى الكاوليه (والعياذ بالله)...
في آخر سنه من عقد التسعينات كانت تحضيراتنا آني وصكَبان أبو الغاز ومُلّه زامل جاهزة لسهرة ليلة رأس السنه مع إبن شيخ خماط في قصره....حيث لم تكن المواضيع السياسيه مُسيطره على كل حياتنا مثلما يحدث الآن، فلم يطلب منا أحد أن نُحدد موقفنا من فكرة الهلال الشيعي ولا من المثلث السني، ولم ينادي أحد حينها بإقليم أهل البيت ولا بإقليم أهل السُنه لكي نكون معه أو ضده، والأبرز من ذلك إننا لم نكن نملك صفحات بالفيسبوك لكي يكون "واجب علينا!" أن نعطي رأينا بكل حدث يومي..
بدأت السهرة بالجلوس عند باب القصر المُظلم المشمول بالقطع المبرمج لحين عودة الكهرباء،ومِثل ماهو معروف فإن أكثر ما نخشاه في تلك ألحقبه من هكذا جلسات هُم الرفاق الحزبيين فكان أول المتذمرين صكَبان أبو الغاز:
"وِلكم خلونا نروح لأهلنا لا يجينه رفيق حزبي ويتعيقل براسنه، شو كَلبي يوجعني من هاي الليله الكَشره"...
فيرد عليه مُلّه زامل:
"خايب تحجي صدك لو تشاقه،ﭼ-;-ﺎ-;- وهذا البُطل إلمن جايبه ، ولكم والعباس أبو فاضل لو يجي ميشيل عفلق نفسه آني ما أروح"....
دقائق معدودات وإذا بظنون مُلّه زامل تتحقق، فإذا برفيق شعيبث يقف فوق رؤوسنا فجأة كذئب جائع وجد فريسته...
"إييييي، كظيتكَم، اشعدكم كَاعدين هنا ظليماوي؟
رفيقي الكهرباء طافيه وضوجه ومحد بالقصر،وشويه نخاف وحدنه...
ألغِسل ماكو غِسل،واحدكم اشطوله واشعرضه ويخاف من الظلمه،ولكم شغلتكم مو خاليه، تعالوا هنا ادخلوا للحوش، الليله ماعندي شي وأريد استجوبكم براحتي....بالأول احجي إنتَ الغبير الجبير مُلّه زامل إشعندك هنا؟؟
رفيقي آني جاي على أساس نشرب آني وإبن الشيخ عرك وشويه نسكر(والعياذ بالله)..لأن هِنَّ بس يومين نشرب بيهن بالسنة،مرة بأول يوم من عيد رمضان ومرة براس السنة، استغفر الله ياربي، الهي لاتحسبه علينا ذنب..
أيبااااه..ﭼ-;-ﺎ-;- وين ديانتك مُلّه وكل ما تصعد بسيارة صوتك يلعلع "نصي صوت المُسجل سايقنه لأن الغناء من لهو الحديث وحرام وبالكم عني" لو الظاهر ما عاجبتك العِيشه بظل مبادىء الحزب والثورة والقيادة الحكيمه للسيد الريس وتريد تسكر مو؟..بسيطه ولك آني إلك...
وإنت صكَبان اشجابك هنا؟؟
آني مواعد رفيقي حبيبتي،أقصد مواعد حبيبتي رفيقي ، لأن القصر فارغ الليله وأريد اشوفهه براحتي ، وحتى جايبلهه كَلاده بيهه خريطة فرنسا ، لأنه متفقين من نتزوج نكَضي شهر العسل بفرنسا ، وهاي شوفت عينك جاي تشمر حجار علينا عود وِصلت...
ها ولك هَم طلع بيك البَلّه..شهر عسل بفرنسا مو؟، ﭼ-;-ﺎ-;- إذا انت هيجي تَلاف ليش صارلك سنه ما دافع الأشتراك مال الحزب،لو صويحبتك أحسن من الحزب؟...
وإنت سويمر،لا تتفلسف براسي وتكَول جاي أحثهم على طريق الصراط المستقيم وأعلمهم الصلاة، بدون مقدمات اعترف احسنلك؟؟
رفيقي الصراحة يكَولون بقصر الشيخ تلفزيون مربوط بيه جهاز إسمه دش يطَلِع كل دول العالَم وكلشي وكلاشي، واني جاي اتنوع عليه ، وحتى يكَولون الأفلام تطلع بيه كامله ما يكَطعون منها أي لقطة ، اقصد الأفلام الوثائقية وعالم الحيوان والأخبار رفيقي لا يروح بالك بعيد...
أيا منعول اللّشه، يعني تريد تشوف قنوات معادية للحزب وتسب الريس مو؟ ولكم اليوم أشوي على إذانكم بصل يا عملاء يا خونه...
ثلاث ساعات إجبارية نجلس فيها لنستمع لمحاضرة رفيق شعيبث حول القيادة المحنكة للقائد الضرورة وفتوحاته العربيه والإسلامية ،الداخلية منها والخارجية، وصولات شعيبث مع الهاربين من الخدمة العسكرية:...ولك مُلّه زامل وين هذا الزقنبوت التريدون تشربوه خلوني اشوفه...
جواك رفيقي جواك، بالعلاكَه السوده....
يئست حبيبة صكَبان من الإنتظار وعادت لبيتها،وأنا خسرت فرحة رؤية القنوات الفضائية(الدش)،و مُلّه زامل وإبن الشيخ خِسروا المشروب،وفوك هذا كله رفيق شعيبث سِكر وتعالوا غنوا وياي أغنية وطنيه بصحة الريس، "والله يخلي الريس الله يطول عمره،ندعيله بكل ساعه غالي وحلوه اطباعه، الله يخلي الريس الله"....
هرولنا راكضين هاربين إلى بيوتنا تاركين رفيق شعيبث يترنح وحده في القصر،وتوحدنا أمنية واحده ،وهي أن تكون السنة الجديده سنه نتخلص فيها من حُكم المجرمين واللصوص والأغبياء والفاشلين.....
وبعد 14 سنه على تلك الليله المظلمة، يا ترى هل تخلصنا من حكم المجرمين واللصوص والأغبياء والفاشلين؟....أشك في ذلك........
كل عام وأنتم بخير....

#سامر_رسن_الواسطي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات