أزمة كُتاب ساخرين..

سامر رسن الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 17:07
المحور: كتابات ساخرة
    

أزمة حقيقية يعيشُها الأدب الساخر وخاصة في ما يتعلق بكتابة المقال الساخر والشِعر الساخر وتتمثل هذه الأزمة بالمَلل الذي يُصاحب القارئ عند تصفحه لمواضيع تُسمى ساخره كون أغلبها أصبح يتناول أخبار سياسيه روتينيه وإن كان البعض منها ينظر للخبر من جهة مغايرة ولكن يبقى الهدف والمعطيات والنهاية معروفه مسبقاً لدى القارئ ..
إضافة إلى إنَ الكاتب الساخر أصبح يخشى من عدم تقبل الناس لمواضيعه الساخره فمثلاً من الصعب أن تَتناول موضوع اجتماعي مُعَين مثل "نَهّوت شلاكَه على بِنت عمه رازقيه" وفي نفس اليوم يُعقد اجتماع بين وفد من قائمة المالكي ووفد من قائمة مقتدى الصدر أو وفد من الحكومة المركزيه ووفد من الأخوة في حكومة إقليم كردستان الشقيقة..
فَمِنْ أهم مواضيع الكاتب الساخر هي الهفوات الأجتماعيه (المعثرات) ولكن من أين تأتي سلسلة ألأفكار لعقل الكاتب وهو بس يصعد للكيا والسياره تقبط والسايق يكَول سدوا الباب إخوان واجمعوا الكروه وإذا بالتحليلات السياسيه تبدأ من أول طسه بالشارع:
"عفيه حكومة مخلصتهه بس بوك".."يطبنه مرض غير إحنه انتخبناهم"..."ها هسه طلع صوتكم شو بعهد صدام تاكلون خبز شعير وتوصون"..."عَمي شيسوي المالكي إذا هي كلهه ضده"..."يمعود شو أسكت رحمه لوالديك إذا يشوف نفسه ما يدبرهه ليش لازك بالكرسي لزكَة جونسن"...
السياسه اصبحت حديث الناس وعلى اختلاف أعمارهم فما إن ترى مجموعة من الأطفال وتقول لهم: "اشلونهم الحبابين الحلوين وأذا بيهم يردون عليك عمو اليوم المالكي بروسيا راح يشتري طيارات"..
تذهب لأصدقائك بالكَهوة "السلام عليكم شباب اشلونكم،عصاااام....فدوه لعينك استكان شاي واشويه حّليه، فيردون عليك بس تره المرجعيه دورهه كلش ضعيف بالعمليه السياسيه أصلاً السياسيين طاكَينهه بعرض الحايط وما يشترون شعورهه بالقلق والأنزعاج بفلس"..
رَب الأسرة أول ما يرجع من عمله وتستقبله أم الأطفال بعبارة الله يساعدك أبو فلان يجاوبهه :بَشريني أَقَروهه الميزانيه لو بعدهه ووين التفجيرات اليوم وشكَد الضحايا"...
الفتاة المخطوبه تنتظر رؤية خطيبها بفارق الصبر وما أن يأتيها وتقول له "اهلاً حبيبي اشتاقيتلك كلش بعد لا تتركني هيجي وياربي نعيش حياتنه تحت سقف واحد بدون أي مشاكل فيرد عليهه خطيبهه واني الاشوق حبيبتي وعلى طاري المشاكل تدرين السبب الرئيسي بتأزم العمليه السياسيه هو قانون الأنتخابات"
نعم الشعب أصبح مُسيس والوضع الأمني متردي والمشاكل الأجتماعيه لا تُعد ولا تُحصى ولكن هكذا وقت يُعتبر الوقت المناسب للأدب الساخر الهادف فالأنسان كُلما إزدادت همومه أصبح يبحث عن الأبتسامه وخاصة إذا كان الكاتب غير مُبتذل وذكي بحيث يُوصِل حقيقه مُره للقارئ ويجعله يتقبلها وهو يضحك،بينما لا يوجد داعي لوجود أدب ساخر في مجتمع مثالي وتتوفر في كل وسائل الترفيه....
إضافه إلى أنَ الفن الساخر يُعتبر مِعول لهدم الأصنام التي يصنعها البشر سواء كانت هذه الأصنام سياسيه أو دينيه أو عشائريه أو اجتماعيه طبقيه فيجب أن يكون هذا المِعول بأيادي أمينه تثق بها الناس وأصبح شرطاً على الكاتب الساخر أن يكون مستقلاً ولا ينتمي لأي جهة...

#سامر_رسن_الواسطي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل