أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - حماس بين الأخونة والفلسطنة















المزيد.....

حماس بين الأخونة والفلسطنة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاضت الحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة معارك سياسيَّة وفكرية على صعيد تحديد مساحة التحرّك سياسيًّا وفكريًا على امتدادها النضالي الفعلي منذ انطلاقتها وما قبل، وهذه المعارك اتخذت الطابع الجدلي الذي لا زلنا نخوض غمار نقده حتى راهن اللّحظة بين مؤيد ومعارض في ظّل متناقضات وطنيَّة – عربيَّة تتجاذبها مساحات واسعة من اللا توافق على رؤية قوميَّة أو إسلاميَّة أو استقلالية الحالة النضالية المجتمعيَّة والسياسيَّة والأيديولوجيَّة، ضمن ما يسمى اللا توافق الذاتيِّ في تحديد نوعية وماهية الحالة الكمية الّتي يريدها العرب عامة. ومن ضمن هذه الحالة هي الحالة الفلسطينيَّة الّتي بحثت عميقًا في رزنامتها النضالية، بين متجهين الأوّل: العمل ضمن الفعل العميق والواسع عربيًّا كامتداد لانتمائها الأوسع والأرحب. والثانيِّ: العمل ضمن الانحصار الجيو سياسيِّ في إطار الدولة الصغرى المحددة سياحيًّا وفق بروتوكولات ( سايكس – بيكو)، فاحتلت هذه المعضلة فعلًا مؤثرًا في البحث والمناقشات والتداول، في أروقة الأيديولوجيَّا النضاليَّة الفلسطينيَّة، وخاصة حركة القوميّين العرب، والّتي ما فتأت وأنّ حسمها الراحل المفكر د. جورج حبش عندما مركس الأيديولوجيَّا التحررية ضمن خصخصة الحالة الفلسطينيَّة، وكذلك ضمن إطار الجبهة الشعبيَّة لتحرير فلسطين، والّتي من خلالهما استطاع أنّ يضع حدّ للتناقضات في الساحتين العربيَّة والفلسطينيَّة، ويحدّد المعركة الزمانيَّة والمكانيَّة، مدعمة بالأيديولوجيا. تاركًا باب الاجتهاد على مصراعيه في تحديد المفهوم العملي للخصخصة الفكرية الّتي أنتجها في قالب العمل الثوريِّ النضاليِّ المتقولب من حركة القوميّين العرب.
في ظّل هذه التجربة المعمقة سياسيًّا وأيديولوجيَّا الّتي مضى عليها أكثر من نصف قرن تقريبًا، تعود الحالة الهيلاميَّة مرة أخرى للساحة الفلسطينيًّة، ولكن في حدود أوسع وأشمل، أيّ ضمن البُعد الإسلاميِّ الأكثر اتساعًا وعمقًا من البُعد العربيِّ – سالف الذكر- وهو القديم – الجديد، في ولاء وانتماء حركة حماس للإخوان المسلمين التنظيم العالميِّ، الذي لا ينفرد بساحة دون أخرى، ولا ينفصل في حدود ضيقة، أو يأخذ تمايز وتباعد الفهم والوعيِّ العربيِّ والإسلاميِّ المتنوع ضمن أجندة التقدم والتخلف في رؤية الحالة الشمولية للقضايا الرئيسيَّة في عالمنا الإسلاميِّ. ومع إصدار مصر والسعودية قرار باعتبار حركة الأخوان المسلمين حركة إرهابيَّة، وهو سبق لم يحدث في عالمنا المزودج إسلاميَّا وعربيَّا من قبل، تعود جدلية متعلقة بحركة حماس الفلسطينيَّة الّتي تعتبر أحد اذرع الأخوان المسلمين في فلسطين، بل ذراعها القوي على المستوى الإسلاميِّ والعربيِّ، بما أنّ حركة حماس هي الحركة أو الذراع الأوّل من أذرعة الأخوان الذي استطاع أنّ يقفز للسلطة بعد نضال طويل ومرير مع الأنظمة، بالرغم من نجاح التجربة الإسلاميَّة التركيَّة من قبل، إلَّا أنّ هذه التجربة لا تضاهي الأهمية والزخم الذي أحدثته حركة حماس في عالمنا العربيِّ عندما قفزت لرأس النّظام الفلسطينيِّ، وخاصة في فلسطين الساحة الأكثر أهمية وتأثير في واقع يعتبر فلسطين قضيته المركزية وأساس نضالاته.
وعليه فمنذ أنّ اتخذت مصر والسعودية هذا القرار، توالد أسئلة عديدة وجدلية متعددة في الساحة الفلسطينيَّة، عن دور حماس القادم وإستراتيجيتها القادمة في ظّل هذا الواقع المستجد، خاصة وأنّ الدولتين آنفتي الذكر لهما تأثيرهما الكبير على المسألة الفلسطينيَّة، من حيث وزنهما السياسيِّ، وتقاربهما مع القضيَّة الفلسطينيَّة، وكلاهما يمثل راعي لها.
وخرجت أصوات تنادي بانسلاخ حركة حماس عن جماعة الإخوان المسلمين، وهناك اصوات أخرى طالبت الحركة بمراجعة إستراتيجيتها وتكتيكها حوّل العديد من مواقفها المتعلقة بالبُعد العربيِّ والإسلاميِّ.
بوجهة نظري أعتبر من ينادي بسلخ الحركة( حماس) عن جماعة الأخوان المسلمين ذهب بعيدًا في إطار اليوتوبيا( الطوباوية) السياسيَّة والأيديولوجيَّة ولم يدرك أنّه يتحدث عن جماعة يحكمها ميثاق موحد، أشبه ما يكون لولاية الفقيه لدى الأخوة الشيعة، أيّ أنّ الانتماء للميثاق والجماعة يُغلب على الانتماء للخصخصة المنحصرة في إطار معين، وعليه فهذا الخيار ساقط فكريًا وسياسيًّا، ومن المستبعد إطلاقًا أنّ تبني عليه حركة حماس إستراتيجيتها المستقبلية، وهو ما أكده عضو مكتبها السياسيِّ موسى أبو مرزوق بأخر تصريحاته، بأنّهم لن يتخلوا عن الجماعة، أو يعلنوا انسلاخهم عنها بما أنّها هي الحاضنة العالميَّة لهم، وهي الرحم الذي انطلقوا منه وفق مبادئ مؤسسها حسن البنا، أما فيما يتعلق بالطرح الآخر المناداة بإعادة تقييم للمواقف التكتيكيَّة للحركة، فهذا يمكن له من خلال آليتين:
الأوّل: أنّ تعيد حركة حماس بمراجعة مواقفها السياسيَّة ضمن محورين، المحور الأوّل أن تأخذ بعين الاعتبار أنّها حركة حاكمة تسيطر على النّظام السياسيِّ الفلسطينيِّ أيّ أنّها لم تعد حركة كفاحية نضالية تعبّر عن ذاتها، بل تعبّر عن شعب كامل له ما له وعليه ما عليه، وأنّ أيّ موقف لها يخرج من حدود الحركة إلى حدود الشعب والقضيَّة، وهو ما يتطلب تنازلات كبيرة على مستوى التبعيَّة السياسيَّة لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة أنّ الاحتكاك المباشر للفعل السياسيِّ يرتبط مع مصر، والسعودية وكلاهما له تأثيره على القضيَّة الفلسطينيَّة، وهنا عليها تغليب المصلحة الوطنيَّة على المصلحة الحركيَّة، وهو ما استبعده أيضًا في المرحلة الحالية بما أنّ حركة حماس أصبحت أكثر ورطة في القضايا السورية واللبنانية، والإيرانيَّة، ولم تعد تنظر للمسألة ضمن دوائر المساحة الوطنيَّة، بل ضمن دوائر جماعة الإخوان، وهو ما كلفها خسارة الساحة السورية، وتراجع الدعم من إيران وحزب الله. أما المحور الآخر فهو كيفية انتهاج نهج إقناعي للجيل التقليدي في حركة حماس الذي ينتمي للجماعة أكثر من انتماؤه للحركة، وكيفية انتهاج منطق إقناعي لدى قاعدتها الحركية في فلسطين وخارج فلسطين، وكذلك في ساحاتها بالأردن ولبنان، والسودان، وتركيا، واليمن ...إلخ.
الثانيِّ: أنّ تُعيد الحركة النظر في قيادتها للسلطة الوطنية الفلسطينيَّة في غزة على وجه التحديد، من خلال أنّ تتوجه للمصالحة الفلسطينيَّة – الفلسطينيَّة، وتتنازل عن بعض القضايا الخلافية، ورمي الكرة في ملعب الرئيس الفلسطينيِّ محمود عباس، ونقل المعركة من مساحة الحركة، إلى مساحة السلطة بمسماها وعنوانها الرئيسي الممثل بالرئيس محمود عباس، وعليه فإن الحركة تكون قد تخلصت من أزمتين، أولهما: الأزمة الداخليَّة الّتي تعصف بها من سيطرتها على غزة، وسجنها للشعب الفلسطينيِّ في غزة، وتضييق الخناق عليه من البر والبحر والجو، وثانيهما: تكون الحركة قد انصهرت في بوتقة السلطة من خلال دورها الحاكم، وحافظت على خصوصيتها الحركية خارج السلطة.
أما منطق نيل الحسنيّين السلطة والحكم، والخصوصية الحركية الحزبية فهو خيار أصبح أكثر صعوبة في ظّل التطورات السريعة الّتي تعصف بالمشروع الإخواني عامة في منطقتنا العربيَّة بعد سقوط حكم الأخوان في مصر، وفشل الأخوان في موريتانيا بالانتخابات الأخيرة، واهتزاز عرش الأخوان في تونس، واقتراب الحسم في سوريا لصالح النّظام، وتخلي الولايات المتحدة الأمريكيَّة عن مشروع الأخوان الذي تبنته خفيةً بعد ما يسمى الرّبيع العربيِّ.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج كرنفال انطلاقة الثورة أم اعادة صياغة الثورة؟
- أليكسا الفلسطيني أشد بردًا
- مستقبل الوطنية الفلسطينية
- المرأة السودانية وقهر الإعلام
- انقسامنا بشهادة سودانية
- المرأة الفلسطينية ودورها في مجابهة الانقسام الفلسطيني - الفل ...
- أوسلو بين الانقسام والانكسار
- أوباما توضأ من دمنا
- المفاوضات استراتيجية ام هواية
- حدوتة فتنة
- الأقصى ليس فلسطينيًا
- بكفي انقسام وابتذال
- تركيا والدولة الكردية
- حكاية معبر رفح
- سوريا أخر معارك الكرامة
- المشروع الوطني في الهوية الثقافية
- موظفو غزة: رواتب مقطوعة ومحسوبية في الكشوفات
- سلطة النقد الفلسطينية عينان مفتوحتان وقلب أعمى
- العراق من دولة مظمة لفوض طائفي
- قمة الدوحة الواقع والمأمول


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - حماس بين الأخونة والفلسطنة