أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - قمة الدوحة الواقع والمأمول














المزيد.....

قمة الدوحة الواقع والمأمول


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمة الدوحة الواقع والمأمول
كانت القمم العربية غير المنتظمة تعتبر قمم رتيبة تقليدية لم تخرج قراراتها في السابق عن اطار الإدانة والشجب والتنديد، ومحاولات خلق قاعدة للتقارب العربي – العربي الذي كان يشهد تفسخًا واضحًا في العلاقات، شهدت في العديد من الحالات توترًا شديدًا، ومعارك إعلامية بين الأطراف المتنازعة، ولم تستطيع مؤتمرات القمم العربية والجامعة العربية بكل مؤسساتها أن تقدم للشعوب العربية شيئًا ملموسًا، بل أن هذا الجسد الجامع للعرب فقد مصداقيته أمام الشعوب العربية، ولم يُعبّر بأي مرحلة من المراحل عن طموحات وتطلعات أبناء الأمة العربية سواء في تجسيد الوحدة بمعانيها السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية بل كانت أداة ووسيلة لزيادة وتواتر الخلافات العربية، وتحولت إلى مادة ساخرة على لسان الشعوب العربية التي تجد بها مضيعة للوقت واستهزاء بالشعوب. واستمرت الجامعة العربية بمؤتمرات قممها على هذا الحال رغم محاولات بعض أمنائها العامون تطويرها وإحياء دورها، وتحويلها لجامعة مؤثرة وحيوية، إلَّا أن كل هذه المحاولات لم تفلح أمام نظام أو أنظمة عربية رسمية كانت متناقضة ومتصارعة فيما بينها، بل أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان يفضح مقررات القمم وبرامجها وقراراتها قبل انعقادها، وكان يستهزأ بالقمم علنًا، مما يؤكد على الحقيقة التي نحن بصددها إنها لم تعدو أكثر من قمم ترفيهية إعلامية، وهو تعبير عن حالة التفريغ التي تم منهجتها لهذا الجسد بعد معركة النفط العربية الشهيرة في حرب أكتوبر عام 1973، والتي كانت نقطة تحول رئيسية في مصير ومسيرة هذه الجامعة، وهذه المؤثرات التي اتخذت اتجاهًا معاكسًا، وانتقلت من حالة التنديد والشجب إلى حالة التأثير العكسي في المنطقة بقرارات صادمة لكل الشعوب العربية، حيث أن جامعة الدول العربية وعبّر مؤتمرات قممها ساهمت مساهمة فاعلة ومؤثرة في حصار العراق، وتحجيم قوته الاقتصادية والعسكرية، كما وساهمت في تشريع احتلال العراق، وشن حرب مدمرة عليه انتهت باحتلاله عام 2003 وهو ما مثل قمة التحول في سياسات ومقررات القمم العربية التي استمد من خلالها الزعماء العرب جرأة في عدم الخشية من شعوبهم بعد صمتها عنهم في أزمة العراق وقراراتهم حول العراق، رغم أن هذه الجامعة ميثاقها يدعو إلى الدفاع العربي المشترك، وعدم التدخل في شؤون البلدان العربية الداخلية، أو محاولات تغيير أنظمتها السياسية القائمة، ما مثل سابقة ومدخلًا لدفن هذا الميثاق رسميًا وفعليًا، مع الحفاظ عليه شكليًا، وهذا الفعل الذي لم يشهد ردات فعل شعبية، مما منح هؤلاء الزعماء التمادي أكثر فأكثر في القفز على مصالح الشعوب العربية، بل وتحولها لأداة تُشرع رغبة وإرادة الاستعمار الأمريكي – الغربي الذي نجح في تحويل جامعة الدول العربية ومؤتمرات قممها لأداة تشريعية تبيح له مداخل قانونية لضرب وتدمير واحتلال الدول العربية كما فعل بالعراق، ومارست نفس الفعل في ليبيا من خلال استصدار قرار من مؤتمر القاهرة 2011 ضد ليبيا، ومنحت الضوء الأخضر للقضاء على ليبيا وتحويلها لدولة محتلة، مستغلة قوة الخليج الاقتصادية للضغط على الدول العربية الفقيرة تحت الدعم المالي للتأثير على قراراتهم، وعلى وجه التحديد مصر القوة الأكبر التي أصبحت لا تشكل أي ثقل فاعل في مؤسسات الجامعة ومؤتمرات قمتها كما كانت عليه في مرحلة جمال عبد الناصر، وعليه فقد مارست الجامعة العربية وقممها مع ليبيا ما مارسته مع العراق، ولا زالت تحاول القيام بنفس الدور مع سوريا بضغط من الخليج العربي، وهو ما ترجمه مؤتمر الدوحة 2013بمنح مقعد سوريا للمعارضة السورية، ودعوة معاذ الخطيب لحضور القمة العربية ما يمثل إعلان حرب عربية شمولية ضد سوريا رغم تحفظ بعض البلدان إلَّا أنه تحفظ على حياء، عملًا بالمثل لا يقتل الذئب ولا يفنى الغنم، أي عدم خسارة رضا الخليج الغني، وعدم فضح أمورهم أمام شعوبهم، حيث كان بإمكان هذه الدول ممارسة ضغط أكبر لوقف المؤامرة ضد الدول العربية ووحدتها الجغرافية والاجتماعية، ولكن الإرادة الحقيقية غير متوفرة للحفاظ على سوريا. بل هناك حرب دبلوماسية وسياسية إضافة للعسكرية تشن من جامعة الدول العربية التي أصبحت أسيرة للخليج العربي وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا يؤكد أن مؤتمرات القمم العربية أصبحت مؤتمرات مؤثرة في قراراتها ولكنها تأثيرات سلبية تؤدي إلى إعادة احتلال وتدمير بعض الدول العربية، وخاصة تلك التي تختلف مع بلدان الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية، بدءًا مرورًا بليبيا ثم سوريا ولم ينته عندها فقط، بل هناك من سيكون عليه الدور عندما يتم الانتهاء من الملف السوري.
د. سامي الأخرس
السابع والعشرون من مارس " آذار" 2013



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو
- أوباما عصا بلا جزرة
- الربيع العربي بين الحجاج وهولاكو
- انتهى موسم الانطلاقات
- فلسطين مائة وأربعة وتسعون
- الرفع والنصب في الحالة المصرية
- معركة غزة دروس وعبر
- سيمفونية العصا والعزف بالركل
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - قمة الدوحة الواقع والمأمول