أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي الاخرس - أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو














المزيد.....

أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 08:30
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو
ليس مصادفة اعتذار رئيس حكومة الكيان المفاجئ لرئيس وزراء تركيا بعد ثلاثة سنوات من الاعتداء على أسطول الحرية وسفينة مرمرا التركية، والّتي أعقبها سحب السفير التركي وطرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وبدء تركيا بإجراءات قانونية لمحاكمة الجنود الذين اعتدوا على السفينة التركية وقتلوا بعد رعاياها ومواطنيها، في ظّل زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمنطقة، وعلى وجه التحديد " إسرائيل". هذه الزيارة الّتي لَم تخرج عن المتوقع بشيء، ولم تحمل جديد من رئيس الدولة الحاضن للكيان منذ نشأته والّتي يعتبر أحد قواعدها الحيوية والوظيفية الهامة في منطقة حبلى بالتعقيدات السياسية والجغرافية، وحبلى بالموارد الاقتصادية والنفطية، ومصادر الطاقة الأخرى ...إلخ. لكن الجديد هو اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لتركيا الّتي تعتبر مفتاح حيوي وهام بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، هذا المفتاح الذي استطاع أن يبني علاقات متميزة مع جميع الأطراف في المنطقة، ويخلق حالة توازن سياسي مع جميع المفاصل سواء مع إيران القوة الإقليمية الصاعدة والمعادية للولايات المتحدة الأمريكية، أو مع دول الخليج العربي المورد النفطي الحيوي والداعم لثورات العرب في ليبيا وسوريا، أو مع جماعات الإسلام السياسي الّتي بدأت تفرض إرادتها السلطوية في المنطقة كأنظمة جلبتها الثوّرات الربيعية العربية، وكذلك الدور التركي الهام على المستوى الشعبي العربي والإسلامي نظير مواقفه من القضية الفلسطينية ومن اعتداءات " إسرائيل" ضد لبنان وغزة. أضف لذلك موقفها من القضيتين الليبية والسورية وهو الموقف الذي توافق مع السياسة الأطلسية الّتي هي عضو فيه وأحد أركانه وتلتزم بسياساته وقراراته. كل هذا يضاف إلى علاقاتها أو حفاظها على حالة التوازن مع " إسرائيل" ونجاح سياستها الأردوغانية في القدرة على العزف على كل الأوتار رغم اختلافات نغماتها، وابتعاد كل وتر عن الآخر.
هذا الاعتذار مثل نصرًا لتركيا يضاف لانتصاراتها السياسية التي يقودها أردوغان – أوغلو منذ الحقبة الثانية لحكم حزب العدالة للجمهورية التركية والذي ساهم في ترسيخ الدور التركي، ورسم الصورة التركية النقية في ذهن المواطن العربي والمسلم عامة. وعليه كان لابد أن يحمل ويسعى أوباما على حث أو دفع رئيس وزراء الكيان إلى الاعتذار مستغلًا حالة الود والغزل الّتي حاكى بها أوباما يهود العالم والشعب الإسرائيلي في تثبيت حق " إسرائيل" في فلسطين كأرض يهودية، كصك جديد من الإمبراطورية الأمريكية، وكذلك مع نتياهو المنتشي بانتصاره الأخير في الانتخابات الإسرائيلية، ونجاحه في تشكيل الحكومة توحي للناظر أنها حكومة أكثر تطرفًا وهي حقيقة تم من خلالها ضحد فكرة أن الحكومة السابقة أو بعض وزراء الحكومة السابقة كانوا يقفوا حجر عثرة في وجه نتيناهو من تقديم اعتذاره لتركيا، بل تؤكد على أن أوباما استطاع أن يقدم لنتنياهو وحكومته مكافآت ومزايا جديدة لم يعلن عنها مقابل هذا الاعتذار حسب المتعارف عنه بأن حكام " إسرائيل" لا يقدموا شيئًا مجانًا للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها، وبكل تأكيد قدم أوباما بجانب هذه المزايا حقيقة المأزق الأمريكي في سوريا الذي أصبحت عاجزة عن فك طلاسم الحالة السورية، وتحقيق إرادتها كما فعلت سابقًا في العراق وليبيا، خاصة وأن الدب الروسي يقف صامدًا فيما يتعلق بالأزمة السورية، وعليه بهذا الاعتذار يعمق الدور التركي الحيوي ويزيد من قوته في الساحة السورية بما أن تركيا أهم لاعب على الساحة السورية في الوقت الراهن، من جهة ومن جهة أخرى يعزز قدرة تركيا على الضغط على حركة حماس في قطاع غزة لتقديم مزيدًا من الليونة والتنازلات السياسية في مرحلة قادمة، ويستطيع التحرك بأكثر قوة في الضغط على حماس حسب الإرادة الأمريكية وسياساتها مستقبلًا، وهو ما يفسره سرعة اتصال أردوغان بالسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مطلعًا إياه على اعتذار " إسرائيل" وما أعقبه من أولًا: إعلان" إسرائيل" عن تسهيلات على المعابر الفلسطينية الّتي تربط غزة بـِ" إسرائيل" رغم إعلانها المسبق قبل بيوم أن هناك إجراءات عقابية إسرائيلية ضد غزة من خلال فرض قيود أكثر صرامة على المعابر البرية، وتقليص مساحة حركة صيادي غزة في البحر لمسافة ثلاثة أميال، وثانيهما: الإعلان من قبل رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية عن زيارة رئيس الوزراء التركي أردوغان إلى غزة ممّا يعني عمليًا البدء فعليًا في مراسم انتهاء الحصار الإسرائيلي كليًا عن غزة، وتحرك تركي رسمي نحو تأسيس لمرحلة أكثر تقارب بين حماس و" إسرائيل" من جهة أخرى.
وعليه فإن الاعتذار الإسرائيلي هو رد اعتبار لتركيا ودورها أكثر منه اعتذار..
د. سامي الأخرس
23 مارس " آذار" 2013



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما عصا بلا جزرة
- الربيع العربي بين الحجاج وهولاكو
- انتهى موسم الانطلاقات
- فلسطين مائة وأربعة وتسعون
- الرفع والنصب في الحالة المصرية
- معركة غزة دروس وعبر
- سيمفونية العصا والعزف بالركل
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي الاخرس - أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو