أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير














المزيد.....

أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 09:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


أم العبد أنت المكسب الوحيد من زيارة الأمير
منذ أيام وكُلّنا نتناول موضوع زيارة الأمير القطري بالتحليل والتفصيل السيَّاسيِّ وجميعنا تعمق بهذه الزيارة من حيث أهدافها وتوقيتها وأسبابها ودوافعها، فانقسمنا لفريقين، فريق أكد على ضرورة الزيارة واستثمارها سيَّاسيَّا لفك الحصار عن غزة وإعادة الحياة لها، وفريق آخر أكد على أنّ هذه الزيارة خبيثة الأهداف والنوايا، وإنّها لن تحمل لقضيتنا أكثر من شرور شيطانية قطرية تشرذم المشرذم، وتفتت المفتت، وبين الفريقين تأرجح الجميع بانتظار ما تحمله الأيام القادمة من نتائج لهذه الزيارة الّتي تعتبر بكلّ مقاييسها تاريخية سواء بالسلب أو بالإيجاب.
تشابكت معركة التحليل والتصريحات وتابع العالم المشهد في صورة لفتت كُلّ أنظار العالم إلى غزة، وتحولت كُلّ كاميرات الفضائيات صوب هذه البقعة الصغيرة المظلومة والمضطهدة من الجميع، وجلس العالم ينظر للمشهد كلًا بعينه وبما يتوافق مع دواخله ومعتقداته ورؤيته، في حين لفت نظري صورة ومشهد واحد أعتبر إنّه المكسب الأهم في هذه الزيارة ألَّا وهو صورة عقيلة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ( أم العبد) وأنّا أرى هذه السيدة وهي تقف بشموخ وصلابة وعزة المخيم بكل رباطة جأش وتحدِ وكأنّها متمرسة على مثل هذه المناسبات بالرغم من إنّها المرة الأولى الّتي تظهر فيها أم العبد بمثل هذه المناسبات، حيث بلحظة أعادت لي التأمل بأمهاتنا اللواتي أمضن عمر في ردهات المخيم، يحملن هموم الوطن وتربية النشء، هؤلاء السيدات اللّواتي لم يذهبن لأكاديميات خاصة لتعلم فن البرتوكول والاستقبالات والتصنع، والابتسام، والتحدث، بل وجدت صورة بهية لأمهاتنا بكل عفوية تنتصب كجلمود من العفوية، فعادت ذاكرتي لعشرات السنوات في عهد الانتفاضة الأولى 1987 وتساءلت أليس هذه المرأة الّتي كانت تلقي جسدها فوق الشباب لحمايتهم من الاعتقال؟ أليس هذه المرأة الّتي كانت تحمل دلو المياه على رأسها لتطهو لأطفالها؟ أليس تلك السيدة الّتي كانت تحمل الحجارة لأشبال الحجارة ليدقوا جماجم اليهود؟ أليس تلك المرأى هي الّتي كانت تصحو منزعجة في ليالي الشتاء لنقل أطفالها من غرفة لغرفةِ رحمة من الأمطار التي غزة منزلها في المخيم؟ أليس هذه المرأة الّتي تذهب للتسوق وتشتري الخضار من الأسواق الشعبية؟ أليس هذه المرأة الّتي لم تتعلم فن السباحة ولبس المايوه للحفاظ على رشاقتها؟ أليس هذه المرأة التي لم تجرِ أيّ عملية تجميل بحياتها؟ ولم تركب خيلًا يومًا في مضمار النفاق الاجتماعي؟ أليس هذه أمي وأمهاتكم الّتي جاعت وتألمت وحرمت نفسها من ملذات الحياة في أزقة المخيم لترى أبنائها رجال؟ إذن هي نفس المرأة الّتي تقف اليوم على البساط الأحمر بكل عفوية وبساطة منتصبة الهامة لتؤكد للعالم أنّ الفلسطينية ابنة المخيم تتقن كلّ فنون الحياة في أكاديمية المخيم، فكما حملت ألألم يومًا، وحملت الإرادة يومًا، وحملت الصبر يومًا، ورباطة الجأش يومًا، والبندقية يومًا، ها هي تعلم العالم فن البروتوكول.
شكرًا أمنا أم العبد ليس لأنك زوجة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، بل لأنك جعلتِ قلوبنا تقفز فرحًا وفخرًا بأمهاتنا وسط مرارة الانقسام، بل لأنك قدمتِ صورة أمهاتنا بكل عفوية في معارك البرتوكولات عظيمات بعظمة إرادتهن، كم أحسست بعظمة أمي وكل أمهات المخيم .... وكم عرفت لماذا نحن رجال لم يكسرنا الزمن، ولم تنال منا المحن، لأنّنا نهمنا الكبرياء والرجولة من أثداء هؤلاء النساء,
شكرًا لك أم العبد، وليقولوا ما شاؤوا عن هذا المقال فلم يقسو أحد بالنقد على حكومة حماس وسيَّاستها في غزة، ولكن اليوم أقف صغيرًا أمام إرادة أمي وكل الأمهات خريجات المخيم الفلسطيني، أقف صغيرًا أمام أعظم النساء.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير