أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - أحمد سعدات مناضل وقائد















المزيد.....



أحمد سعدات مناضل وقائد


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 22:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



تبسيط:
ليس هناك أصعب من الكتابة عن الأرض وعن الأحياء، فالأرض هي المنيع الذي فيه خرجت وبه سكنت، وبه تعلقت وتعلمت، وله انتميت، وأن كتبت فأنت تكون قد غردت كدوح البلابل للصباح، لا يمكن لها أن تعبرّ عن بهجتها مهما غردت أو تصف الصباح مهما ترغلت، لذلك يبقى دومًا التغريد منقوص، ولم يعزف على كُلّ الأوتار، فلا تكتمل القطعة الموسيقية بعذب الألحان، والأحياء كذلك من الصعوبة أن تكتب عنهم، وتجمع جهدهم ومسيرتهم، وكذلك كعادتنا العربية الغربية فإننا لا نكتب إلاَّ عن الأموات فقط، ولا نستذكر إلاَّ من سحق التراب عظامهم، ولم يعد لهم حيز من الأنفاس بيننا، لماذا؟ لأننا نعشق جلد الذات، ونخاف الاتهامات بالنفاق، ولا يهون على النفس العربية أن تمدح من له أنفاس لا زالت تمنحه الحياة على البسيطة، يُعمر فيها، ويعمل عليها، ويشد الرحال بها، فأصبحنا أشبه بمن يتناول عقار التجاهل والخشية من الإبحار في عالم الأحياء. لذلك كُلّ كتاباتنا عن الأموات، من ذهبوا ولم تبق منهم سوى كومة العظام التي نحاول جاهدين بنشها من قبورها، والكتابة عنها، واستذكار أفعالها وأعمالها، ومنجزاتها، وإخفاقاتها، وكأننا نسير مع قافلة الديدان التي تعرى الكساء اللحمي عن البدن وتبقى كومة من العظام للاستذكار.
تعذب أنفسنا وتتجاهل نماذج كثير يمكن أن تشكل مصدرًا تربويًا، ومثالًا نضاليًا، وأهزوجة أدبية، تحملها الأجيال التي تعاني من الفراغ الفكري والثقافي والنضالي، وتتسمر خلف ترهلات التوهان، والتيه في حيز من الفراغ، الذي استولد ثقافة النكران، وأفكار الاستخفاف والاستهوان بكل ما حوله، وحولنا، فصنعنا أجيال لا تعلم أو تعرف ما هي التربية الوطنية التي تغرس فينا المثل والقيم الأساسية للانتماء والولاء، والقدوة النضالية لتقويم الذات ذاتيًا، كما كنا في سالف الأزمان.
الفكرة ليست وليدة اللحظة بل هي متبلورة منذ فترة ليست بالقصيرة، ولكن التفحم الاستذكاري في استشعار الكتابة عن شخصية جعل من إطلاقها كتلة متفحمة تريد من يعيد معالجتها، وابعثاها للحياة، والبدء في تشريع المحرمات والممنوعات للكتابة عن الأحياء، دون الانحياز لمعاني الولاء والبراء الآنية التي أصبحت في صلب حياتنا، وأعمالنا، وانشغالاتنا السياسية التي لم ترحمنا ولم تترك لنا حيز مع الاستخلاء بالذات ولو برهة ننظر حولنا، ونستشعر بنماذج يعتد لنا الأمل بان على الأرض من يستحق الحياة، ومن يستحق أن يوضع في مضامين التربية الوطنية، وشعر الشعراء، وقصص الأدباء، والتنازل من نظرة الاستعلاء، والرهبانية الذاتية التي تقوقعنا في معبدها الصامت الذي لا ضجيج به إلاَّ ضجيج أنفاسنا اللاهثة رعبًا وخشية من المواجهة مع الذات، وكسر طوق عزلتنا السابقة واللاحقة، وحيرتنا الآنية للتوقف أمام كثير من المحطات الإنسانية والعلمية والنضالية والأدبية.
إذن فالصواب أن نخلع رداء الحياء من الانكشاف على رواد في جنبات البيت، لهم من المؤثرات ما يدفعنا لأن نشرع أقلامنا، ونستلها من غمدها، ونستذكرها بحلة يتطلع على بهائها أجيال الشباب والصغار في حياتهم المدرسية والقصصية لتبقي معهم، وتنمو بهم، فكل شيء يذهب إلاَّ ما يتعلمه الإنسان، يبقى منقوشًا في خلده حتى الممات يقوده ويسير به الى حيث الأمن والأمان، ويحميه من سلوك الانحراف.
إن الثوري الثائر على الذات لا يحتاج من يكتب عنه، ولا يحتاج من يشكره على نضاله وثوريته، لأنّها لأجل وطن، هكذا تعلمنا بأبجديات العمل الوطني، وهكذا علمونا أن كُلّ شيء لأجل الوطن لا يحتاج مدح وثناء. لكن من الخطيئة التسليم بحقيقة هي تصنف في باب الإجحاف، لأن الثوري والتأثر نموذج لا بد من الثناء عليه وله، وتقديمه نموذج لأجيال لم تعد تعلم أو تقرا إلاَّ ما يقدم لها من معلبات حزبية، وفي ظّل إعلام جل مهماته رفع وإعلاء أردئ المخلوقات، وأكثر الكائنات هامشية بواقع مجرد من كُلّ معانِ الانتماء الوطني الصادق.
عليه قررت أن أبدأ من هنا وأكتب عن نموذج ثائر مناضل لا يسمع أحدًا صوته، سوى النذر اليسير من أبناء الوطن وقلة قليلة من المهتمين بالوطنية والنماذج النضالية، والإبحار في عالم الأحياء بدءًا من الأحمد سعدات" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خليفة جورج حبش وأبو علي مصطفى ما دفعني هو ما سمعته بخطاب توليه للأمانة العامة من مقولة صرخ بها" الرأس بالرأس" ، وهي صرخة ثأر، عمت أرجاء المكان فكان لها صدى هز أركان الحقيقة، وحشد همة الرجال، فكان للرأس ميعاد.
عبلة سعدات قصة زمان:
ساقت الصدفة أن جميعنا قرأ قصة عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة، وقصة العشق التي ملأت الأدب وهزت أرجاء العشاق، والمحبين، وهي قصة عبلة سعدات، وسعدات فلسطين، وليس ابن شداد، الذي عزف على السيف والقلم بطولات في الميدان، وشعرّ ومعلقات في الحياة.
هي المصادفة التي جمعت ابن شداد، بابن سعدات، وما بين عنترة و(عبلة) رباطة جأش ونضالات رسمت على أرض البطولات، فإن صمدت عبلة على البلاء الذي اختارته بعشق ابن شداد، فعبلة صمدت وشدت الحزام على الآلام على البلاء في الصمود لأجل ابن سعدات الذي لم ترُ منه سوى طريد باستمرار لأجل النضال، فلم يجمعهما حضن الزوجية في مكان، ولم تشكو صبرها سوى عشقًا لرجل شد الرحال من اجل قضية.
هي عبلة المصادفة التاريخية التي قادت هذا الاسم لخوض معركة الصبر على البلاء، وما أجمل البلاء عندما يكون من فارس اعتلى صهوة البطولة والنضال، فالفارس لا يعتلي إلاَّ صهوة فارسة خيلاء، وعبلة فارسة خيلاء ترجلت فاقتحمت الميدان، وصارعت الفرسان في مضمار الصبر ورباطة الجأش. وكم عبلة في جنبات البيت تصدح بصهيل الصبر، والنضال.
"عبلة أحمد سعدات" البداية من هنا، وما أعز بها من بداية تألب الفكر، وتفرض السؤال، وتصير الاستهجاب لماذا من هنا انطلقت صرخة القلم الذي نزف للكتابة عن الأحمد سعدات؟
أركان البيت تهتز أن لم تكن له أساسات صلبة ومتينة وقوية، تحميه من زلزال الزمان، وعوامل التعرية الطبيعية وغير الطبيعية، فكيف كان للأحمد سعدات الصمود والاستقواء في سيرته المعقدة دون أساس قوي ومتين يوفر له الأمن والأمان، وغلاف من الحماية يزيده قوة وعنفوان، وهذا الأساس هو"عبلة" الأنثى المؤسسة لقاعدة الأمن والأمان فكيف إذن لنا الانطلاق من علو دون المرور في البداية على الأساس، لتعلم أنثوات فلسطين أن للبيت ربة تحميه، وللبيت أساس يقويه، وللقيثارة أوتار يعزف عليها أجمل الألحان.
هي إذن "عبلة" فارسة الفارس أحمد سعدات التي خاضت معه قصة الكفاح والصمود، والصبر على الابتلاء، نعم أنّه ابتلاء من اجل قضية أقدس من كُلّ المقدسات، واسمي من كل الأمور الدنيوية الأخري، ابتلاء خاص لا ينتهي بالتعبد والدعاء فقط، بل بالصبر والتحرير فقط، إذن فهو ابتلاء مستمر باستمرار الاحتلال، والظلم والاضطهاد، وهذه العبلة لا زالت تقيض على البلاء بلا أنين أو شكوى أو ضعف أو هوان بل تجعل منه حوافز للدفع بالأحمد إلى الأمام.
"عبلة أحمد سعدات" التي تزوجت عازف النضال"أحمد سعدات" وهي أنثى صغيرة العمر لم تعلم أن قسوة الحياة مع فارس لا يمتلك إلاَّ قضية ووطن رأسمال، وسيف مُشرع في وجه الزمان، أما نصر أو استشهاد، إما حرية أو قتال" ، فرضيت بما كان لها مع فارس كانت تبحث عنه عبرّ ذبذبات الإذاعات دومًا لتعرف أين هو لازال بين الأحياء أم ذهب شهيدًا أم أسيرًا خلف القضبان، فتارة تبحث عنه في صخور الجبال، ووديان قاحلة لم يعد فيها إلاَّ حجارة حية تناضل لأجل الأرض والإنسان، وتارة بين قضبان لا يصبر عليها إلَّا نسور محلقة في عنان السماء.... ومضت سنوات"عبلة" التي لازالت تبحث في دفتر الذكريات عن شهر عسل تعيشه في أكناف السعدات، كحلم أيّ أنثى تبحث عن مستقرِ وتذكرة سفر لأحد الجزر الخضراء، ولكن هذه العبلة كان لها تذكرة سفر أقلعت بها بكلّ شركات الطيران للبحث عن زوج عاشرته أدغال المطاردة والملاحقة، واحتضنته السجون والقضبان والآهات المنبعثة من صدر حالم للحظة العناق.
أنّه المصير والمسير، وكلاهما متزامنان، المصير مع طائر الفينق الذي روت عنه الأساطير بأنّه لا يموت، والمسير صوب البحث عن جزيرة خضراء تطل على البحر المتوسط، يتعانق بها الروح مع الجسد وتتوحد آهات الصبر مع أمواج هادئة لحظة الغسق والغروب، فتتشابك الأصابع لترسم على الشاطئ لوحة بملامح أنثى تحلم بليلة على بحرك يافا وحيفا مع فارس لازال يمتطي صهوة فارسة عصماء....
لست شعرًا أو أدبًا صمود وصبر"عبلة" بل رواية لا زالت فصولها تدون في ضفتنا الجميلة، تحتضنها قرانا ومخيماتنا وتشهد لها زنازين الصمود، هي قصة "عبلة" مع "أحمد"، "وأحمد" مع "عبلة"، لذلك كان علينا أن نبدأ من هنا، ونؤسس قاعدة الصبر على الابتلاء التي تنطلق منها وعليها، ثائر يطلق عليه"الأحمد سعدات" في سكون الزهر الصامت في محراب إنسانة شاء القدر أن تكون"عبلة"، وعلى التاريخ أن يبحث بعد ذلك عن تكرار في تدفقة المستمر ليكتب للأجيال أن ابن شداد وعبلة ليست انفرادًا حصريًا لعصر من العصور، بل لنا في عصرنا ابن سعدات وعبلة آخران.
هي يا إناث الوطن الشاهد"عبلة أحمد سعدات" تلك العروس الصغيرة التي ارتدت الثوب الأبيض حلم كل فتاة ولا تعلم أن هذا الثوب لن تنزعه عن بدنها لأنّه قصة حياة مستمرة مع شاب اختار رفيقة أخرى قبلها، وعقد قرانه الذي لا يوجد في القانون ما يفرقهما عن بعض لا في حياة ولا في ممات"فلسطين" فسارت"عبلة" في نفس الاتجاه صابرة صامدة، لم يسمع آهاتها إلاَّ طيفها الخفي، وصدرها الذي يعتبر خازن الآهات، وأسست آيات من الصمود لقائد نما وترعرع على الثغور، افترس صخور الجبال، وتلحف بالسماء، ومضى في سبيله تارة مطاردًا وأخرى سجينًا ولا زالت"عبلة" فراش وغطاء، وأساس الصبر، ودعاء البلاء له، فعانقت"أحمد" ودفعت به إلى حضن فلسطين.
كبرت الطفلة ونضجت الصبية، وتكحلت"عبلة" بالصبر لأجل القضية، فلم تعد زوجة تقليدية تبحث عن الحب والحنان كمقصد للحياة، وإنّما فارسة تفرد جناحيها وتطير بفارسها معانقة الجبال والوديان والسجون والقيود... وتصرخ باسم"أحمد" وفلسطين الحياة.
السعدات طفولة وعنوان:
الطفولة صفحة بيضاء يسجل ويدون بها كُلّ شيء، وعليه ما يدون على صفحاتها يبني لها حياتها ومستقبلها، وعند تناول أحد الشخصيات فلا بد من البحث عن طفولتها وظروفها، وما هي الكلمات والعبارات التي دُونت على تلك الصفحات لتخرج بهذه النمذجة الجميلة، والشجاعة، وهذه المعاني الراقية، وهو ما يدفعنا للبحث عن طفولة "أحمد سعدات" لكي نستدرك من هو ذاك الطفل النجيب الذي أحب النضال، وثار على الذات.
أنّّها بكُلّ تأكيد طفولة استئنائية، غير طبيعية مقياسًا بمفهوم الطفولة الحقيقية، ولكنها طبيعية مقياسًا بالطفولة الفلسطينية المتشابهة بما أنّها قد ولدت ووجدت بنفس البيئة الاجتماعية، والظروف السياسية والتربوية والاقتصادية، طفولة ولدت بخيمة عنوانها العريض"لاجئ" يحمل هم الديار، ومفتاح عودته، وألم غربته، وقهره اقتلاعه من أرضه ووطنه. فهي إذن طفولة استثنائية بمعانيها ودلالاتها، وهي طفولة قانونها قانون الرجولة، وعنفوان البقاء والقتال من اجل الحياة، ومن أجل البقاء معًا، وأيّ بقاء؟!
أنّها طفولة قائد امتزجت بيئة مقهورة بعوامل الأساسية، وبنائها اللا طبيعي، الذي فرض قسرًا دون اختيار، فرض بواقع استثنائي أيضًا، لأسرة استثنائية، ومجتمع استثنائي.
"الطفل أحمد سعدات"
مع النكبة الفلسطينية، وكحال أبناء الشعب الفلسطيني الذين اقتلعوا عنوة من أرضه ومدنه كان عبد الرسول سعدات يغادر قريته"دير طريف" مع المتجهين صوب اللجوء، لكنه لم يبعد عن الوطن، ولم يحزم حقائب اللا عودة للمهجر، وإنّما اختار اقرب نقطة يمكن له أن يحقق حلم العودة السريع، ويستنشق عبق دير طريف، وحط الرحال في مدينة البيرة بالضفة الغربية لتعانق الشمس بعد خمسة أعوام من الرحيل بشائر الأمل لعبد الرسول سعدات، طفل صرخ صرخته الأولى متمردًا على خيمة اللجوء، متمردًا على الرحيل القسري، فأطلق عليه اسم" أحمد" سنة 1953، ليبدأ الطفل أحمد حكايته وقصته في أزقة البيرة، ويبدأ يتدرج في مدارسها شاهدًا على ممارسات العدو وإجرامه، ماضيًا حيث اقتلاع الخيمة، فانضم"أحمد" للأطر الطلابيه الوطنية منذ نعومة أظفاره بعد 14عام التي شهدت هزيمة 1967.
إذن فمن البيرة حاضنة أحمد انطلقت شخصية هذا الابن الذي بدا يطرق جدران الخزان، ويرسم حنظليات على أرصفة البيرة الرملية، ويقود اتجاهات بوصلته نحو فلسطين.
سعدات والعمل النضالي:
قبض على العلم كما قبض على زند الوطن، كحال الفلسطيني الذي وجد في العلم مدرسته الروحية لإعادة بناء الذات لمواجهة التجهيل الإحتلالي، فسار الأحمد متدرجًا بمراحل التعليم، من مرحلة تلو مرحلة، يواصل علمه ونضاله في الأطر الطلابية المدرسية التي كانت هي المنبع والرافد الأساسي لقوي النضال الفلسطيني من خيرة الشباب الثانوي والإعدادي، جيلًا يسلم جيل، راية هموم الوطن، وآلامه.
وبعد هزيمة عام 1967 والتي تعتبر محورًا هامًا في حياة الشعب الفلسطيني، تأثر الأحمد بها كما تأثر كل أبناء الشعب الفلسطيني، ليجد عام 1969 في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسيلة النضالية ضد الاحتلال، فاختارها تنظيمًا يواصل منه عمله النضالي والكفاحي، ليتعرض أحمد سعدات في شباط(فبراير) عام 1969لاول اعتقال من الاحتلال لمدة ثلاثة شهور، ليبدأ السعدات مسيرته الاعتقالية التي فولذت لديه الإيمان بالصمود والنصر معًا، ويتحدى جلاده ومحتله، ويواصل مسيرته نحو"النصر أو النصر" لا بديلًا ويتم اعتقاله مرة أخرى في نيسان(ابريل) 1970 ويحكم عليه 28شهرًا، دون أن تفتا من عضد السعدات الذي أصر على مواصلة الدرب والتحدي، والتعبير عن فلسطينيته كحال أبناء الشعب الفلسطيني فكلّما تعرض لاعتقال زاد إصراره على المواصلة، وعلى التحدي، والإيمان بحتمية الانتصار والتحرير، فمن قيد لقيد، ومن سجن لسجن كان للسعدات خيارات الإرادة، وخيارات المضي نحو فلسطين، فيعود الاحتلال في آذار(مارس) 1973،لاعتقاله مرة ثالثة عشر شهور، دون أن يستطيع الاحتلال وأجهزته الأمنية من النيل من إرادة السعدات، أو إخضاعه لأساليبهم، فما كان منه إلاَّ أن يسطر صمودًا في التحقيق، وصمودًا أمام المحققين، ولم تنل الاعتقالات المتكررة من هذا المناضل لتعود لاعتقاله للمرة الرابعة في أيار(مايو) 1975 لمدة 45يومًا، دون أن تنال منه، ومن إرادته. ودون أن تفلح من حرمانه من مسيرته التعليمية التي كانت تتوازى مع مسيرته النضالية، ليتخرج عام 1975 من معهد المعلمين برام الله تخصص رياضيات، رغم فترات الاعتقال والملاحقة إلاَّ ان الفلسطيني يجد للتعلم والأخرى للبندقية، فيحارب في كُلّ الميادين وينتصر، تعلو هامته بميدان وتنتصب قامته في ميدان آخر، ويتعملق.
وتعود قوات الاحتلال في أيار(مايو) 1976 لاعتقال السعدات للمرة الخامسة، ويحاكم أربعة سنوات أخرى، لن تكون الأخيرة في مسيرة أحمد سعدات الذي قارعت المحتل وزنازينه، وكسرت جبروت المحقق وقيوده فكانت مدرسة مقرراتها "صمود- تحدي- إيمان بالانتصار" إلَّا وهي مدرسة الحكيم"جورج حبش" الذي نهل منها هذا الطالب النجيب وكان يخرج سعدات بعد كُلّ اعتقال أكثر إيمانًا ممّا كان عليه في السابق، واقوي إيمان بالانتصار، وأن فلسطين هي الاتجاه الأوحد لبوصلة الحياة. وفي تشرين الثاني(نوفمبر) 1985 يعود أحمد سعدات للسجن للمرة السادسة ولمدة عامين، ويعيش بين الجدران حياة مثابرة يعلم ويتعلم، يُقاتل ويُناضل مع رفاقه وأخوته لأجل الحركة الوطنية الأسيرة، فكان نضاله في القيد أشد ضراوة من قتاله خارج القيد، فالنضال لديه"حياة" مشحونة بالأمل بحتمية الانتصار في كُلّ المعارك مع المحتل.
وفي عام 1987 اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد المحتل الصهيوني، لتعم فلسطين شرارة الغضب ليبدأ أحمد سعدات العمل في صفوف أبناء شعبه، ويقاتل في إطار القيادة الوطنية الموحدة، ولم يجد الاحتلال مناصًا من كسر إرادة أحمد سعدات إلاَّ باعتقاله للمرة السابقة في شهر أب(أغسطس) 1989 إداريًا لمدة تسعة سنوات، حيث أنّها كانت تفشل أن تحصل على دليل واحد لأداته هذا المناضل الذي كان يتقن العمل السري والصمود في التحقيق، فلم تجد أمامها سوى اعتقاله إداريًا بدون اتهام أو محاكمة لكسر نضاله، ولكن حيز النقاء أسطورة لا تموت أو تُقتل، وهكذا كان السعدات طير عنقاء في سماء الوطن يحلق بجبروت أبناء فلسطين، من نهموا عشق الأرض، والإيمان بالقضية، وبالإنسان الفلسطيني، الذي اقتلع من أرضه ليغرس بنضاله بذور الصمود المنبته نضالًا وكفاحًا وصمودًا مشرعًا في وجه المحتل.
لم تفتا عزيمة أحمد سعدات، ولم يهن من سلسلة الملاحقات والاعتقالات، بل كان كُلّ اعتقال له بمثابة الشحنة الإيمانية بحتمية المواصلة على درب من سبقوه وعلموه أن سجن عكا بأرواح شهدائه لازال شامخًا كقلعة مجد في وجه العدو، فكان يمضي إلى الأمام، وبإصرار القائد، وعزيمة الفلسطيني لتعود قوات الاحتلال وللمرة الثامنة باعتقاله عام 1992 لمدة ثلاثة عشر شهرًا إداريًا أيضًا.
تعانقت حلقات الاعتقال الثمان في سجون الاحتلال مع حلقات القسم والعهد على مواصلة النضال من اجل فلسطين، رغم الألم المغروس في جدران البيت، الاَّ أن صبر"عبلة" وابتسامة"غسان" كانت صاعق يفجر الإرادة، ويشحن الهمة لدى أبا غسان.
وقعتم.ت.ف اتفاق إعلان المبادئ في أوسلو عام 1993، وبدأت السلطة الوطنية الفلسطينية ببسط سيطرتها على بعض المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأت تتغير مفاهيم ومعاني النضال لدى العديد من قادة شعبنا الفلسطيني، لكن السعدات أحمد لم يتزحزح عن قناعاته وإيمانه بأن مواجهة العدو مواجهة مصيرية وحتمية ثابتة لا تتغير إلاَّ بالتحرير الكامل والانتصار، هذه الإيمانيات الثابتة والراسخة عرضت السعدات أحمد للاعتقال من السلطة الوطنية الفلسطينية ثلاثة مرات فمن قيود الاحتلال إلى قيود السلطة الوطنية الفلسطينية، ففي كانون أول(ديسمبر) 1995 ثمَّ اعتقال أحمد سعدات لأول مرة من قبل السلطة الوطنية، وفي كانون الثاني(يناير) 1996 تم اعتقاله مرة ثانية من السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي آذار(مارس) 1996 اعتقل للمرة الثالثة من قبل أجهزة السلطة الأمنية.
انصهرت قيود الاحتلال بقيود السلطة الوطنية لتحيك رداء الطهارة والتحدي المتجدد لدى أحمد سعدات فتزيد عزمه، وتفولذ إرادته، وتمضي به إلى جيل الجرمق، ويصبح لفلسطين جيل أخر تلحن على صخوره معزوفة النضال والإيمان بالانتصار.
سعدات مناضل وقائد:
القيثارة تعزف على أوتارها كل الألحان، تتنوع وتتغير الكلمات والأشعار، ولكن القيثارة لا تتغير تبقى ملهمة الفنان، وملحمة الأشعار، وقيثارة الوطن تلحن كلّ الألحان ولا تتغير، تمضي صوب هدفها بثبات وعزيمة وتحدي وإصرار، تضطلع بكلّ المهمات دون كلل أو ملل، وقيثارة فلسطين"أبا غسان" المناضل البسيط ابن البيرة، عزف كُلّ الحان النضال، وتقلد مسؤوليات جمة تناغمت مع شخصيته القيادية والنضالية، وهذا النموذج النضالي الإنساني؟، حيث انتخب في عام 1981 وفي المؤتمر الرابع لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضوًا في اللجنة المركزية، ليصبح أحمد سعدات أكثر تحملًا لأعباء النضال والمسؤوليات، فما هو مطلوب من القائد أضعاف ما يطلب من المناضل، فجمع السعدات المهمتين القائد والمناضل، الجندي الفقير والقائد الغني بالتواضع ومحبة أبناء شعبه له، فكان رصده محبة أبناء شعبه، والهامة لعزف قصائده النضالية ضد الاحتلال..... وفي عام 1993 أعيد انتخاب أحمد سعدات"أبا غسان" في المؤتمر الخامس للجبهة الشعبية عضوًا في اللجنة المركزية العامة، وكذلك عضوًا في مكتبها السياسي أثناء فترة اعتقاله الإداري عام 1992.
هذه المكانة القيادية عمقت مسؤولية أبا غسان، وزادته تقربًا وتواضعًا من فقراء شعبه، ومظلوميه فكان بينهم يشعر بما يشعروه، ويحس بما يحسوه، فكلّما ارتقى حزبيًا تواضع شعبيًا، واستمر في ثباته بان النصر قادم لا محال، فالقائد يتقدم الصفوف دومًا، ويتسلح بإرادة شعبه المؤمن بالانتصار.
وفي عام 2000 تمّ إعادة انتخاب أحمد سعدات في المؤتمر الوطني السادس للجبهة الشعبية عضوًا في اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي، ليواصل أحمد سعدات النضال مع شعبه في انتفاضة الأقصى عام 2000 ويستمر متحديًا، مقاتلًا لا يلين.
سعدات والقسم"الرأس بالرأس":
قرر الشهيد أبو علي مصطفي" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" العودة إلى الأراضي الفلسطينية، وقيادة النضال من داخل فلسطين، وكانت عودة القائد الوطني أبو علي مصطفي محل جدل بين أعضاء وقادة الجبهة الشعبية، إلاَّ أن إصرار القائد كان له الحسم فعاد إلى موطنه والى بلدته"جنين القسام"، وما أن هبت انتفاضة الأقصى المباركة، حتى بدا الاحتلال في تصفية حساباتهم مع قادة الثورة الفلسطينية، لم ينس الاحتلال ولم يمسح من ذاكرته الضربات الموجعة والمؤلمة التي تلقاها من هؤلاء القادة، فكيف يغفر لأبو علي مصطفى صولاته وجولاته النضالية ضد العدو وقادته ووجوده، فكان عام 2001، حيث انطلقت صواريخ الطائرات الصهيونية، تصفي حساباتها مع الشهيد أبو علي مصطفى وهو يمارس عمله النضالي في مكتبه برام الله ليسقط شهيدًا مترجلًا فوق الأرض التي اختار أن تكتب به دمائه شهادته.
لتتداع هيئات الجبهة الشعبية وتنتخب(أحمد سعدات) امنيًا عامًا في تشرين أول(أكتوبر) 2001، ولتبدأ مسيرة التحدي لأبا غسان، ويورث دم الشهيد أبو علي مصطفى.
ويبدأ "أحمد سعدات" مسؤوليته وأمانته العامة بخطاب ثوري تعهد فيه بالثار لدماء الشهيد أبو علي مصطفى وكُلّ شهداء فلسطين مرددًا" العين بالعين"، والرأس بالرأس" لتتلقف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى القسم من أمينها العام، وتعاهده على الوفاء بقسمه، وان لا يكون الثار اقل من القسم، وبحجم الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال باغتيال الشهيد أبو علي مصطفي أمين جبهة الحكيم جورج حبش، ووديع حداد، وغسان كنفاني وكوكبة الشهداء، لتحلق النسور بكاتم الصوت، وما أن تمضي عدة أيام على قسم"أحمد سعدات" وفي 17تشرين أول(أكتوبر) إلاَّ والاحتلال يعلن اغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئبقي، وتعلن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أن الثار والقسم تمّ الوفاء بهما.
"التين والزيتون وطور سنين" هكذا هو القائد أحمد سعدات لم تهن عزيمته من ملاحقات السنين، وعذابات الملاحقة والقيد، بل غُرس في الأرض كالزيتونة تثبت في الأرض وتثمر في فضاء الوطن ويسيل زيتها لينير الدرب، ويمضي الأمين العام"سعدات" أمانة وقيادة الجبهة الشعبية بقسم الثار والإبقاء بالثار، لتقوم أجهزة السلطة الوطنية بملاحقة القائد سعدات ورفاقه فقلة زئبقي واعتقالهم وإيداعهم في المقاطعة مقر الرئيس ياسر عرفات الذي تمّ محاصرته من قبل قوات الاحتلال، حتى تمّ إنّهاء الحصار بموجب اتفاق إن ينقل الأمين العام أحمد سعدات ورفاقه إلى سجن أريحا تحت وصاية أمريكية- بريطانية، وليقبع الأمين العام ورفاقه في سجن أريحا ضمن صفقة سياسية ما كان لها أن تتم لولا استسلام الجبهة الشعبية لإرادة السياسة، وتلقي بأمينها العام في غياهب مؤامرة صهيونية-أمريكية-بريطانية، كمرحلة أولى انتقالية، وهو ما تحقق فعلًا حيث تمّ انسحاب المراقبين الأمريكيين والبريطانيين من سجن أريحا بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات، ومحاصرة قوات الاحتلال للسجن، وهدم جدرانه حتى الوصول إلى الأمين العام ورفاقه واعتقالهم.
سعدات والحقبة التاسعة في الاعتقال:
هذي صكوكُ الذلِ، وقّعها القطيع
وتهافت الخصيانُ فامنحهم فتات المائدة
نعم كان لصكوك الذل وقعها، واقتيد الأمين العام للجبهة الشعبية إلى دهاليز القيد في حقبته التاسعة وسط مشهد رآه كُلّ العالم، وأمين عام الجبهة الشعبية يتوسط محتليه وأعداؤه، وهامته مرفوعة بآباء، ولسانه يردد: كلي لحمي إذا ما تمت يا ديدان
فيبض النمل لا يلد النسور
وبيضة الأفعي
يخبئ قشرها ثعبان
خيول الروم اعرفها
واعرف قبلها إني:
أنا زين الشباب وفارس الفرسان!
أنّه السعدات الذي ركب الجواد الجامح وسار وحيدًا في زحام الأرض إلاَّ من إيمانه أن المناضل والقائد هذا قدرته، تعلو هامته، ويعيش محروقًا من الخوفِ، فكيف له التنازل؟ وكيف له ألاَّ يعود؟
فعاد مترجلًا ليبدأ بقيده التحدي من جديد، ولم يقتلع الأشواك من الطريق، لان قدماه يرميهما طريق القيد التي لم تبرحه أبدًا... هنا سعدات... هنا القيد. ملء العين ذاكرة للأجيال...
وليبدأ الأمين العام"أحمد سعدات" يجنه الذي حُكم عليه ثلاثون عام، بمعركة أخرى سلاحها الأمعاء في مواجهة السجان، ليعيد للحركة الأسيرة هيبتها المفقودة، وينتصر السعدات أحمد وينهي عزله، وعزل رفاقه واخوته في القيد، ولازال جامع النضال، يخوض معاركه معركًة تلو أخرى، مقدمًا نموذج كفاحي نضالي لأجيالنا الشابة... ويقدم لفلسطين قائدًا لا يؤمن إلاَّ بفلسطين موطن فوق كُلّ الأحزاب...
أنّه أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي أمضى أكثر من ربع عمره في القيد، والثلاثة الأخرى في الملاحقة... ولا زالت مسيرة السعدات تشدو هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع، نعري، تتحدي
ننشد الأشعار
ونملا الشوارع الغاضبات بالمظاهرات
ونملا السجون كبرياء
ونضع الأطفال جيلًا ناقمًا
وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
أنّا هنا باقون
فلتشربوا البحر
نحرس ظّل التين والزيتون
ونزرع الأفكار كالحمير في العجين
نعم هنا باقون....
سامي الأخرس
13 أب(أغسطس)2012م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة
- سيادة الرئيس أنه أسير محرر
- اليسار العربي أين يقف؟


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - أحمد سعدات مناضل وقائد