أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - سيمفونية العصا والعزف بالركل














المزيد.....

سيمفونية العصا والعزف بالركل


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 23:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


صدحت أصوات النساء في سماء صماء، لَم تعد تسمع بعدما أعميت قلوبها سوى صوت الانقسام، وبالحقيقة هو لَم يعد انقسام إنّ شئنا أنّ نصفه بواقعيةِ حتمية قائمة على الأرض، فهناك توافق كلي بين المنقسمين على إدارة الانقسام وتوزيع الأدوار، تحت خيمة وحماية التراشق الإعلامي أو البربوجندا الإعلامية الّتي لَم تعد تنطلي على شعبنا الذي يشاهد ويرصد ويترقب مسلسل الخداع، وتوزيع الأدوار، ولكنه صامت لم يعد يمتلك مقومات الحرّاك على الأرض، بما أنّ العصا أصبحت سيمفونية تُعزف على أوتار الرَكل ورؤوس النساء في وطنِ كان يتفاخر ويتباهى بنسائه في السابق بأنّهم أمهات ومعلمات الرجال، ومدارس الشهداء وفدائيات ركبن البحار، وخطفن الطائرات، وفجرن الأجساد كإستشهاديات، وعانقن قضبان القيد كأسيرات، ومثلن نموذج لم يذكر التاريخ مثيلًا له، أنّ تكون المرأة ربة بيت وزوجة وأم وفدائية في آن واحد، تُعلم وتَتعلم في مدرسة فلسطينية كانت لوقتِ قريب مفخرة وقدوة لكلّ المخلوقات.
قبل عدة اشهر تناقلت لنا وسائل الأنباء والإعلام والفضائيات مشهد من ضفتنا الحبيبة لنسائنا يتساقطن على الأرض تحت وطأ العصا الّتي عزفت على أجسادهن موسيقى العار لأنهن طالبن بالحياة، وتظاهرن ضد غلاء الأسعار، وحقها في الحياة بلا جوع وفقر، وهو أبسط حقوق الإنسان، ولم نتجاوز الأمر ونمضي عنه، بل كان غضة في القلب لا يشفيها اعتذار أو لجنة تحقيق، فكيف لنا أن نغفر لأخ وإبن وزوج يحمل عصاه ويسقطها على رأس من هي أشرف منه؟ وقبل أن تجف الأعين عن الدمع والقلب عن البكاء بدموع من نارِ، على أمهات وأخوات تُمتهن كرامتهن في وطن مُحتل من أعداء على أيدي الأبناء، تناقلت لنا بالأمس نفس الأنباء مشهد آخر بأكثر عار ونحن نشاهد عصا الأخ والابن والزوج وبعض النساء ممّا يطلق عليهن (شرطيات) تتهاوى على أجساد أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في ساحة الجندي المجهول بغزتنا المظلومة، لأنّها قالت ( لا للانقسام)، ولأنّها أرادت لوطنها وحدة تعيش فيها هي وأبنائها بسلام، ولقضيتها النصر والتمكين، والتمتين.
ما يزيد من جرعات ألمنا وحسرتنا أنّ العصا لم تتهاوى على أبدان ساقطات أو فاجرات، بل تهاوت على أجساد حرائر تحدن خنوع الرجال، وصمت الرجال، وخرجن ليطالبن بوحدة الوطن، والمصير، فكان لهن ما كان.
المشهد مؤلم وقاسي بأن العصا تتهاوى من يد امرأة على جسد امرأة، ومن يد تتزين بلحية دين على بدن أخت وأم، ألم يتذكروا: قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم :(الدنيا خضرة حلوة , وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ! أتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني "إسرائيل" كانت في النساء). وقوله):إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)وقوله: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي). فكيف تجرأ يد أنّ تتهاوى على بدن هؤلاء؟
الحقيقة الأخرى الّتي تثير العجب ونحن نشاهد مشاهد جلبت لنا الخزي أمام أنصارنا وغير أنصارنا، كيف يفكر قادة الأجهزة الشرطية والأمنية في أدائهم وإصدار أوامرهم بضرب نسائنا في مجتمع ينظر للمرأة نظرة عرض وشرف؟ وهل استباحت أعراضنا لهذه الدرجة؟ وذنبها الأوحد أنّها خرجت للبحث عن مستقبل أبنّائها في وطنِ حر وموحد؟
فكيف ترى هذه القيادات الشرطية والأمنية هذا الأمر، وكيف تقيس هذه المعطيات؟ خاصة وأنّ هذا المشهد رأيته سابقًا في مدينة رفح عندما تمّ الاعتداء على فتيات في مقتبل العمر وسحبن من شعورهن والزج بهن ليلةِ كاملة في السجن لأنهن طالبن بحقهن في الكهرباء، هل هي أوامر أم حدث طارئ، وإنّ كان طارئ فماذا كرره؟ بعدما رأى العالم أجمع هذا المشهد لثاني مرة يمارس ضد نساء من حكومة تتبني الأيديولوجيا الإسلامية، فهل هذا سلوك الإسلام مع القوارير؟
وهل هذا سلوك أجهزة شرطية تتبنى المقاومة نهجًا؟ وماذا سنبرر للعالم اعتداءات الاحتلال على النساء والأطفال ونحن نمارس نفس السلوك بحق أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟
عشرات الأسئلة تجعلني أقف عاجز عن إيجاد تفسيرات لها، وإن كنت غير مقتنع بتفسيرات الناطق الإعلامي باسم الحكومة إيهاب الغصين بما أن الحدث تكرر أمامي مرتين بنفس العام، فلا أعلم ماذا يرعب حكومتا حماس ورام الله من صوت النساء؟ وماذا يرعب حماس من صوت يدعو لإنهاء الانقسام وإحقاق مصالحة وطنية تجمعنا بمحبة وسلام لنقاوم بقوة ونستعيد أرضنا المحتلة وكرامتنا المهدورة؟
إنهن نسائنا وحرائرنا فكيف لي ولغيري أن يغفر لمالك العصا وهو يرى أمه تُهان، وتضرب على جسدها بلا ايّ ذنب أو جريمة، إلًّا أنّها تريد وطن ومستقبل لأبنائها، والعيس بسلامِ. وكيف تغفر هذه المرأة لجلادها أمام شاشات الإعلام بلا حياء؟ أليس هذا انتهاك للأعراض؟
سامي الأخرس
7 نوفمبر( ترين ثانٍ) 2012



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - سيمفونية العصا والعزف بالركل