أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - سوريا أخر معارك الكرامة















المزيد.....

سوريا أخر معارك الكرامة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 18:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يجب الخلط بين نظام بشخص وبين دولة، هذا ما يجب أن يحدث عند تناول الحالة السورية التي أصبحت حالة خاصة تتطلب الوقوف أمامها بعمق وبقوة وبتحليل عميق لما يدور في المنطقة، وخاصة في منطقتنا العربية الّتي تتهاوى سريعًا سواء من حيث الأنظمة، أو من حيث القضايا الجوهرية والمبدئية، فلم يعد هناك خطوط حمراء يقف أمامها النّظام الرسمي العربي الذي وقف بالأمس موقف المؤيد لتدمير العراق وإعادة احتلاله، واصطفاف بعض العرب ( الأنظمة) بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، ودعمها من خلال توفير القواعد أو من خلال تَحمل تكاليف العدوان تحت راية أن العرق يُهدد الأمن الخليجي من جهة، وأسلحة الدمار الشامل ( الكيميائية) من جهة أخرى، فذهب صدام حسين وذهب العراق معه إلى سنوات التصحر الفكري والعملي، والمدني، والتقدمي، والاقتصادي، وأصبح العراق أقرب لدويلات داخل دولة لا يحكمها سوى غوغائية العصابات، وكذا الحال بليبيا الّتي شرعت الدول العربية عدوان الناتو وشاركت فيه عمليًا بذريعة القضاء على نظام معمر القذافي، وهي عملية كانت أولًا لاستكمال التبعية المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية ومن أنظمة الخليج من جهة، وتصفية حسابات شخصية من جهة ثانية، والمضي قدمًا في المشروع الأكبر الذي تحددت ملامحه ولم يعد غامضًا أو مبهمًا، فكل ملامح المشروع استوفت ملامحها وجاري تنفيذها بمساهمة عربية رسمية فعلية مباشرة وغير مباشرة، وذهب معمر القذافي وذهبت ليبيا معه أيضًا الّتي أصبحت تحت حكم عصاباتي مسلح، وحكومة لا تمتلك سوى الإذعان لاشتراطات القوى الّتي نصبتها بالقوة.
هذان السيناريوهان ينفذان الآن في الحالة السورية الّتي أصبحت آخر القلاع الّتي يجب إسقاطها في هذه المرحلة، ولم يجد عرابوا الولايات المتحدة، وخاصة في الخليج العربي ذريعة سوى الطائفية كمبررٍ لتنفيذ وصايا الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفيذ مرحلة جديدة من مراحل المشروع المستهدف في المنطقة، وهو ما يؤكده طرح قطر لمبادرة " أرض مقابل أرض" مع الكيان الصهيوني، والدول العربية في هيئة الأمم المتحدة الّتي منعت الفلسطينيّين من التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة العدو الصهيوني على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما يأتي في حصيلة التخلص من الكل ضمن رزنامة واحدة، من سوريا وفلسطين معًا، حيث أن هذا التحرك يأتي ضمن مساهمة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في إسقاط سوريا مقابل الضغط على الجانب الفلسطيني في قبول ما يرفضه من اشتراطات للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى وفق الاشتراطات الصهيونية – الأمريكية.
العدوان الإسرائيلي بالأمس على دمشق هو عدوان غير مفاجئ، بل عدوان بدأت ملامحه منذ زمن حيث السماح للطائرات الصهيونية بالتحرك في المجالين الجويين اللبناني والأردني، ومبادرات العرب وقطر، جميعها تأتي ضمن هذه المؤشرات وتأكيد على أن هناك دعم مباشر لإسقاط سوريا ونظامها، وإعادة الأمور مرة أخرى للحالة الّتي كانت عليها في السابق بعدما استطاع الجيش السوري أن يحسم بع المعارك في سوريا، وتراجع في أداء المعارضة السورية على الأرض، ممّا تتطلب تحركًا من الدول العربية الراعية، هذا التحرك كان ثمنه رأس القضية الفلسطينية وهي الأم في الأجندة الإسرائيلية الّتي حاولت أن توتر الحالة في غزة كعملية تمويه لمخططاتها في الشأن السوري، بما أن غزة هي المساحة الّتي تعتبر حلقة حيوية في تصدير الأزمات أو أي عملية تمويهية لأي مخطط قادم، وليس استهدافًا لحكومة حماس، وحماس كما يحاول الإعلام إشاعته.
المرحلة الحالية تصب الجهود في ضرورة حسم المسألة الّتي استطاعت الصمود طويلًا بفضل الدعم الروسي والصيني والإيراني، وكذلك حزب الله الذي سيكون له دور حاسم في الأيام القادمة، خاصة تلميحات زعيم الحزب حسن نصرالله الذي حاول أن يرسل العديد من الرسائل لكل الأطراف بأن الحزب مع الخيار السياسي في سوريا وهو الخيار الأوحد القابل للحل، وحسم المسألة، ما دون ذلك فهي درب من العبث لا يمكن لأي طرف حسمه، وهو تأكيد على استحالة الحل العسكري حسب تصريحات السيد حسن نصرالله وما يحمله من إيحاءات في هذا الصدد. وكذلك صمود الشعب السوري الذي أصبح أكثر تمسكًا بمصيره الوطني الذي يتعرض عمليًا للتدمير، ومحاولات تقسيم سوريا إلى دويلات مفككة يسودها النمط العصباتي والفوضى المسلحة.
إن الضربات الأخيرة على سوريا هي إعلان حرب رسمية ولكن بشكل غير المعتاد، أي حرب أشبه بدعم غير منظم لقوى المعارضة السورية العاملة على الأرض يأخذ مسميات وصفات مختلفة، بما أن الولايات المتحدة وحلف الناتو لن يستطيعا توجيه ضربات منظمة لسوريا على غرار ما فعلت بليبيا نظرًا للموقف الروسي الصلب سواء في مجلس الأمن أو على الأرض. وعليه لا بد من إطلاق يد الكيان لهذه المهمة بتوجيه ضربات بين الفينة والأخرى في القلب السوري كحرب استنزاف تنهك الجيش السوري وتحد من تحركاته وتماسكه، وتربك الاستقرار السياسي للنّظام السوري من جهة أخرى، وهي تدرك أن روسيا تقيد أي محاولات للرد العسكري من النّظام السوري ضد الكيان.
ورغم ذلك إلاَّ أن المؤشرات توحي أن المنطقة على شفا حرب قادمة، وربما حرب خاطفة تعتمد على الآلة العسكرية الالكترونية دون مواجهة مباشرة بين جيشين أو قوتين نظاميتين هما الجيش السوري وجيش الكيان.
الوضع يتطلب الحفاظ على الدولة السورية، وهذا الحفاظ لا بد وأن تتضافر الجهود من القوى المؤمنة بوحدانية المواجهة لمواجهة محاولات تدمير سوريا، فلم يعد الحياد موقف صحيح ولم يعد له مبررات وخاصة من قوى المقاومة للمشروع الأمريكي في المنطقة. بالرغم من أن هذه القوى ليست موحدة وليست منظمة، وتتخبط في رؤيتها، وما يؤكد ذلك تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح الأخيرة الذي أعلن خلالها حيادية موقفهم كحركة مقاومة من الأزمة السورية، وهو موقف كان لوقت قريب صحيح لكنه مع هذه التطورات لم يعد موقف صحيح لأن الحياد أمام هذا المشروع الخطير في المنطقة هو موقف ضعف وانسياق خلف قوى ظلامية أكثر منه موقف مقاوم ومبدئي.
فالمسألة لم تعد دفاعًا عن نظام أو شأن داخلي، فسوريا هي آخر قلاع المقاومة في المنطقة يتطلب من القوى المقاومة عربيًا الدفاع عنها، وخوض المعركة معها أمام المشروع الذي يمرَّر بمساعدة رسمية عربية.
د. سامي الأخرس
الخامس من مايو ( أيار) 2013



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الوطني في الهوية الثقافية
- موظفو غزة: رواتب مقطوعة ومحسوبية في الكشوفات
- سلطة النقد الفلسطينية عينان مفتوحتان وقلب أعمى
- العراق من دولة مظمة لفوض طائفي
- قمة الدوحة الواقع والمأمول
- أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو
- أوباما عصا بلا جزرة
- الربيع العربي بين الحجاج وهولاكو
- انتهى موسم الانطلاقات
- فلسطين مائة وأربعة وتسعون
- الرفع والنصب في الحالة المصرية
- معركة غزة دروس وعبر
- سيمفونية العصا والعزف بالركل
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - سوريا أخر معارك الكرامة