فؤاد سالم...صوته وفنه ..ألقا نابضا في قلوب الشعب...

وليد الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 18:47
المحور: الادب والفن
    

في ليل خريفي متشح برؤى الإحزان ...وانا اتوسد فجائع الزمن في بلدي..طرق ذهني خبرمؤلما.. وفاة الفنان فؤاد سالم ..كان وقعه كالصاعقة على التي تمزق خيمة التوجس والاوهام...لثم الخبر صمتي وانحنى الى مجرات البكاء في داخلي ...تساءلت مع نفسي ؟؟هل هي ضريبة اضافية على الوطن؟؟ ام دموع عيون اتعبها الشقاء والوسن...الى متى عراقنا ينزف دما ...من جرح الى جرح منذ ان طرزت الاقدار خارطة المحن..؟؟
استخدم الفنان الراحل فنه العذب كمسالك تبحث عن مرافئ الامان لشعب ذاق ويلات الوهن..كانت شفاهه تتلمظ نسائم الحياة ليعمل على استفاقة النائمين من المأسي والمحن..؟؟
مأسينا ...ان اصبحنا نعيش ونحيا بلا وعي ولا امل ..نترقب العيش في وطن
امتزجت فيه دموعنا ودماؤنا وجفاءه لنا ..وللغرباء عشق ووطن؟؟
تجلت اغنياته بهمسات زغاريد البلابل النقية ورقصت سجاياها على نديات المطر..عشق وامل للنفوس الحية...كانت ثقافة هادفة تشكل احد مخارج هموم الوطن والمواطن ..لان الفنان الحقيقي هو انسان لم يعش عابرا عن وجع قلوب ابناء جلدته... لم يتسكع ويتطفل على فتات الموائد وبيع الذمم ..هكذا كان فؤاد سالم ...كلماته وألحانه.. بل صوته الشجي يصدح ويرتجف منه الطغاة رعبا بلا ثمن.. لم يخدم.. لم يغني في بلاط الطغاة رغم عروض الامتيازات ...وتحمل العذابات وفضل ان يخدم قضيته بلا اجر..لم يكن صوته نزق متهالك ..على ابواب الحكام .. عبر الزمن...بالامس كان بعض الفنانين ملك السكارى والصالات واليوم.. البعض يملك الحيارى والخزعبلات.. كان صوته يصدح للعشق..للعراق عبر عقود من الزمن ...كان ايمانه يتسع دوما ان الفن نضال والفنان مناضل لانه يحمل قضية شعبه على اكفة الموت ...دافع بفنه عن المناضين اللذين غصت بهم دهاليز السجون المارقة في وقت كان يعيش الاخرون في صمت رهيب... حتى العصافير لاذت بالفرار الى الكهوف الكئيبة خوفا من سياط الجلاد ....كانت روائح البارود المعبأ بالموت الرخيص تستنشقه الاجيال ...و كانت المشاعر تفيض التساؤل للفنان فؤاد هل لديك حب..؟؟ قال سعادتي بكفاحي وحبي هو عذاباتي من اجل قضيتي ؟؟؟فيتسائل هل يتلا قح الحب مع الطغيان ام يتضادد الاثنان ؟؟ فعمر الجلاد لايحس بانه جلاد ...كان يبرئ قلبه ليمنح الوطن حريته ...فتعالى صبره الى حكمة وغضبه الى حلم ..وصوته الهادر لحنا للخلود ...وسيفا شاهدا لايعرف الكتمان بوجه عبودية الأشخاص....
كان على مرأى المرض يمنح الحزن ابتسامة لتضيف على الاصدقاء سعادة ...على حثيث الخطى على طريق...خطر وعر اسمه النضال لاجل العراق فاستهلك الكثير من سني عمره.. فنان انضجته ظروف الشعب فانضج في فنه ومواقفه اذواق جموعا زاحفة تهدر باسم الحب للعراق ..تتحدى الطغاة وباعة الوطن التي شلت حقول براءتنا كان مضيئا بفنه القريب من مشاعر الناس وقلوبهم التي اعتمت ونأت ..لاضوء يكفي ليبصر هول فجيعتنا القلب فالاحلام تتعفن كجباه القيظ المتهرئة ..
لم تعد قلوبنا نابضة بالحب والوفاء للفن كما عهدناها.. الا ان فن فؤاد لازال يدغدغ مشاعرنا ويمنحنا النور في زوايا الوطن المظلمة ..جدد فينا المشاعر الممتدة الى قلوبنا بشرايين التسامح والوئام لتمنحها الق الحياة الصافية ...احاسيسنا تزهو طالما استمر فنه ليكشف عن أسرار نضاله الطويل ... ومشاعرنا تعزف قيثارة الحان ياعشكنة والعب ياشوك العب بينة ..وتسامي الحب وشوق النضال...وابتسامة الشغف للمستقبل ...
فؤاد سالم ...كان يبرىء قلبه من الحياة ليمنح الوطن جواز الخلود وليمنح الامل سيفا شاهرا لايعرف الغمد او الكتمان بوجه عبودية الاشخا ص.. في مرضه كان على مرأى الانسانية ماسحا الحزن بابتسامة سرمدية تضيف للقلوب الامل والحب وللاصدقاء سعادة ابدية ...كانت سني عمره الطويل سفرمن المعاناة الخطرة والوعرة اسمها النضال لاجل العراق اكل ... فنان انضجته ظروف الشعب فانضج في فنه ومواقفه اذواق جموعا زاحفة تهدر باسم الحب للعراق..وتتحدى الطغاة وباعة الوطن وسرقه وقتلة شعبه... شلت حقول براءتنا في مدى سنين مرضه وتيتم الفن الاصيل بعد ان اعتمت ونأت الاصوات بفنها امام صوته ..كان مضيئا بفنه القريب من مشاعر الناس وقلوبهم ؟؟؟؟؟
اليوم قد نحزن...ولكن لاضوء يكفي ليبصرهول فجيعة قلوبنا واحلامنا التي تحترق كالجباه في لسعة القيظ ..لكن ماي قلوبنا نابضة بحبه والوفاء لفنه...التي امتدت شرايينه الى قلوبنا لتمنحها دفئ الحياة والحب... والعنفوان.. والامل.. المرجى والمنى ..
لقد نهل فنه العريق من اسرارنضاله وعمقه الذي ترامت اطرافه الى الاذواق الصاغية ..كان مدرسة للاجيال عبر نقاوة اداءه وملاحم مفرداته..صوته عبر عن معاناة شعبه صادحا مأسي الزمن الذي اختمرت متراكمة في الوطن وخارجه....؟؟

#وليد_الجنابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات