أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة ياسين عكظ - مابين الحلم واللاحلم














المزيد.....

مابين الحلم واللاحلم


نعمة ياسين عكظ

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


مابين الحلم واللاحلم
الهواء المار باسلاك الكهرباء الخالية من اية حياة منذ ساعات يصدر دويا موحشا .. وضوء الشمعة الذي يتراقص مع بعض الهواء الداخل للغرفة من خلال زجاج النافذة المكسور من زمن طويل دون ان افكر باصلاحها يحاول ان يبدد جزءا بسيطا من ظلام الغرفة الدامس. مؤشر الساعة المعلقة قبالتي تشير لساعة متاخرة من الليل ودقات الثواني تذكرني بقطرات الماء البارد الساقطة على راسي ايام التعذيب في اجهزة الامن ، أحاول الانكماش اكثر فاكثر في احد الاركان ساندا راسي على ركبتي .. وضاغطا براحتي عليه. سحبت اللحاف القريب مني لاغطي اكبر جزءا من جسدي لزيادة الدفء في هذا الجو الشتائي البارد ، النعاس اخذ ماخذه من جفوني التي تنطبق على بعضها دون ارادتي لكن النوم يابى ان يستمر فيهما فاجفل بين لحظة واخرى على هاجس ورؤى اللقاء بها ... هذه الهواجس التي اصبحت جزءا من كياني منذ رحيلها الا انها اصبحت اكثر قربا للتحقيق حسب ما حدثتني نفسي به .. رسمت لي الكثير من اشكال وكيفية اللقاء وصار في قناعتي ان ليس هناك شيئا اسمه المستحيل .. امس لا ادري هل كنت نائما حينها او لا ، كانت تحدثنى عن اللقاء وتسالني في اي مكان ومتى سنلتقي .. حديثها مازال عالقا في تفكيري هل فعلا هي من حدثني ام هي مجرد اضغاث احلام ... قلبت نظري في ارجاء الغرفة التي نادرا ماكنت ادخلها بعد ان غادرتها مَن كنت اسميها ملكتها فتضحك كثيرا فرحة بهذا اللقب ... لم احاول التغيير بها فقد بقت كما هي منذ اخر مرة عدلت افرشتها قبل سنين طويلة فقط مجرد تنظيف بين وقت واخر .. فلنا ذكريات في كل انحائها والتعديل قد يمحو بعضها ، هناك كانت القبلة الاولى ، وهنا تحدثنا عن الحب وهنا وهناك الكثير والكثير من الذكريات الجميلة ...الشمعة شارفت على الانتهاء لكنها مازالت تنشر ضوئها بين الظلام ، وحديث الامس معها يتغلغل في تفكيري هل حقا انها تأتي هل فعلا اننا سنلتقي ؟ ام هو مجرد حلم مثل سابقاته .. ارتسمت ابتسامة على شفتي وخجلت من نفسي ، هل انا على حافة الجنون ام جننت فعلا ؟ المقبرة بعيدة والليل غادر منتصفه ... هل ستاتي مشيا ام تركب حافلة ؟ وكيف لها الحصول عليها في مقبرة معزولة ؟ .
يبدو انني جننت فعلا فالاقتناع باللامعقول هو جنون ... ما هذا الهراء الذي احدث نفسي فيه ؟ خف ضوء الشمعة نهضت متثاقلا لغرض استبدالها باخرى الا ان اشتعال المصباح المعلق على الحائط اشار الى سريان التيار ليطرد من الغرفة كل بقايا الظلام ومعه خفت كل الاوهام التي علقت في ذهني . وضعت راسي على الوسادة مستسلما لقوة النعاس ... لكن طرقات على الباب أنهضتني مذعورا وانا اصيح بدون وعي انها هي ، لقد جاءت ... مسرعا فتحت الباب كانت واقفة مبتسمة بملابس النوم التي كانت ترتديها يوم وفاتها قالت جئتك حبيبي قلت بارتباك من فرط الدهشة:
هل حقا ان.. ان ..ان ..اننننت ..
جلست قبالتها انظر لها بشوق
هل حقا ما ارى انك الان امامي -
نعم هو كذلك -
وهذه السنوات الطويلة اين كنت لماذا لم تذكريني -
كنت في القبر كما تعرف وانت من وضع التراب على جسدي -
ولماذا تركتيني وحيدا وانت تعلمين مدى الحب الذي احمله لك؟-
ليس في يدي ياحبيبي انها ارادة الموت كما تعرف -
- نعم انها فعلا ارادته ليس في يدك ما تفعلينه ولكني يبدو انا من كان عليه فعل اشياء ليمنع الموت لم افعلها انا من ارتكب الذنب انا استحق كل الذي جرى
- لا حبيبي لاتلم نفسك فكلانا له دور لاننا استسلمنا ولم نصارع الموت وكان بامكاننا دحره .
- لنترك العتاب حبيبتي فها انت بين احضاني فلا تتركيني هذه غرفتك انت ملكتها هل نسيت؟
- لم انسى انني اشتاق لها ولكن لا استطيع فقد تسللت بدون علم الحراس هناك.. سابقى لفترة عشرين دقيقة فقط واغادر
وجودها جنبي بعث الدفء في ارجاء الغرفة وضوء المصباح مازال يبدد اي اثر للظلام داخلها والدقائق تتسارع... تنهض تودعني بابتسامتها المعهودة أبقى ممسكا بيدها تسحبها برفق تخرج من باب الغرفة ويمتزج جسدها مع سواد الليل الموحش خارجها .. أسحب اللحاف ليغطي جسدي بالكامل بعد ان شعرت بالبرودة تسري في اوصال جسدي المتعب......




#نعمة_ياسين_عكظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعنة
- لماذا البكاء على الحسين
- هل أقدر
- إنتظار
- اللقاء ألأخير - قصة قصيرة
- الكتل الكبيرة والكتل الصغيرة
- انقاذ / قصة قصيرة
- الكرسي /قصة قصيرة
- صرخة جوع /قصة قصيرة
- المزار ...
- قصة قصيرة الدمية
- قصة قصية
- قطع الطرق العامة من قبل المسؤولين
- حيرة قصة قصيرة
- قسما اني لا ازور اقليم كردستان مرة ثانية !!
- الدفاع عن السارق
- ايها الفلاحون اسمعوا وعوا
- مذكرات ميت..........قصة قصيرة
- صدور قانون الانتخابات.... السلبيات والايجابيات
- حلم ........ قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة ياسين عكظ - مابين الحلم واللاحلم