أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - سلوك الإنسان..بين الربيع والخريف!!














المزيد.....

سلوك الإنسان..بين الربيع والخريف!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 15:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يرى"دانييل لاجاش" بأن السلوك هو جماع الأفعال الفسيولوجية والنفسية واللفظية والحركية التي تقوم بها شخصية متصلة ببيئة لمحاولة حل التوترات التي تحفزها ولتحقيق إمكانياتها، ويضيف"لاجاش" الخاصية الاساسية للسلوك هي أن له معنى هو ما للافعال التي يتضمنها السلوك من قدرة على خفض توترات الكائن الحي وهو يتضمن التفكير الشعوري، فالتفكير عند الانسان هو سلوك أيضا بما هو الان، بما يعيشه من فرح أو ضغط أو فسحة تأمل أو تقارب مع الجماعة أو عزلة يشعر إنها مقيتة ولكن ألزم نفسه بالعيش فيها..ما اقساك أيها الإنسان في كل لحظة تفكر بها، وترسم خطاك لتحقيق ما تريد سواء أكان للتوافق مع الواقع أو عكسه، تمتلك القوة المفرطة لحوافزك وحاجاتك وإنفعالاتك، وبنفس الوقت تمتلك وجدان الإثم والمازوخية نحو ذاتك أو السادية مع الأخرين.
يعيش الإنسان وهو بحاجة لتفريغ إنفعالاته وغرائزه بكل اشكالها، من الجنسية وحب الإمتلاك والسلطة والقوة والمال والجاه، مبتعداً عن عقدة الشعور بالنقص أو المهانة أو المذلة وهو منحدر خريف العمر.
يبحث الإنسان في ربيع عمره في السلوك الذي يستطيع خفض التوتر وطرد الإنفعالات المؤلمة والحوافز المعيبة التي تشعره بالندم وأحياناً يمضي لا يشعر بالندم إلا حين يدفع الثمن بالقانون أو الصحة أو بالابناء.. وتلك عملية توافق فادحة الثمن لانه لابد من استمرارها أو تكرارها ولأن الحافز الدافع المكبوت يظل موجوداً في حالة اشتقاقية ويتسلل إلى السلوك والتفكير في صورة محرفة وبدون أن يتعرف عليه الفرد نفسه، ولنا أمثلة في واقعنا المعاصر عصر التغيرات واتساع الطموح أمثلة كثيرة وعديدة.
نحاول أن نبحث في هذه السطور إلى مدى تطابق بين خريف الجسم وخريف النفس.. العواطف؟!!
يقول "د.أحمد عكاشة" إنه لايوجد تطابق بين التدهور الجسمي والنفسي بالنسبة لمرحلة خريف العمر،فمنذ مرحلة العقد الثالث تبدأ الشرايين في التصلب وبعد الاربعين مرحلة أزمة منتصف العمر يبدأ الشعر في البياض وبعد الخمسين يبدأ الجلد في الإنكماش ثم تبدأ معظم أعضاء الجسم اصابتها بعلامات الشيخوخة، وربما يكون نقيض الوضع النفسي ، فكلما نضج الفرد وكبر في العمر، واصبحت شخصيته سوية، استطاع أن يتعمق في فهم الحياة ويكتسب متعاً جديدة وأهدافاً جديدة وربما افضل إلا شيئا من الملل وهو شعور يتسرب إلى حياة البعض بين الحين والحين، يجعل الدنيا أضيق من ثقب ابرة ويكاد الملل أن يتحول إلى أحد المتاعب النفسية وخصوصا في خريف العمر رغم إنه موجود لدى الشباب ويسمى من أمراض العصر، ويرجع علماء النفس ذلك إلى الرتابة والجمود التي يعيشها الفرد البائس أو المسن أو ممن يمر بمرحلة الخريف بغض النظر عن العمر.. يلازم الخريف عادة الانفعال بأنواعه، ونحن نتسائل معشر السيكولوجيين هل يمكن أن يكون الإنفعال توابل الحياة المعاصرة لكي يغير مسارها الرتيب والممل! فلنتصور الحياة بلا انفعالات، لايمكن تصورها، لأن الانفعالات في الحياة الاسرية تعطي نكهة لحياة الاسرة، فضلا عن أنها تجديد وكسر للرتابة وهروب من الخريف الملبد بالغيوم.
وجدت الدراسات النفسية الميدانية أن اعراض الأكتئاب تظهر عند الانسان في مختلف مراحل العمر وهو ما يسمى الأكتئاب الموسمي حيث يظهر في فصل الشتاء عندما تختفي الشمس لمدة طويلة في البلاد الشمالية، فضلا عن ظهور اعراض الاكتئاب ايضا في البلاد الحارة عندما يزيد ضوء الشمس ويتعرض البعض لاضطراب اكتئابي موسمي في فصول الصيف..إذن الفصول لها تأثير على السلوك، وعلى تعامل الإنسان مع افراد المجتمع بالسلب أو بالإيجاب ، فالخريف له وقع كما للربيع أو الصيف والشتاء.
إن سلوك البعض منا يتأثر بالمواقف الإنفعالية مثل القلق وسرعة التأثر وحدة الطبع وتغير المزاج والإحتصار والتوتر وعدم الاستقرار وكل تلك تقود في كثير من الاحيان إلى تغير البيئة أو تدعو البعض للهجرة وترك البلد أو المهنة أو تسبب الطلاق عند البعض من الرجال والنساء، هذه كلها لا تأتي تباعاً بل تأتي بشكل تلقائي وبدون وضوح سبب معين، إلا أن معظمها يأتي على أثر تعرض الفرد لتجربة قاسية نسبياً، ومعظم هذه التجارب تقع في النطاق العاطفي كالفشل، والخسارة المادية أو المعنوية، وموت أحد الاعزاء من الاقارب وازدياد المسؤولية الفردية أو العائلية وربما تجعل تلك التغيرات الفرد ما يهدد تقدير النفس واحترامها وكثيرا ما يحدث الإكتئاب الانفعالي على أثر تغير نمط الحياة كما يقول د. على كمال، أو إقتران حدوث الحدث المؤلم بفصل من فصول السنة فيترك اثراً نفسياً مؤلماً، وهو ما سموه جماعة السلوكيين بالأقتران الشرطي، وربما يقود للاضطراب النفسي.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة المواطن..متى تبدأ؟
- نحنُ والمواطن..إلى أين؟
- من أجل المواطن..إشكالات وطنية!!
- عمل وأداء ومناسبة عظيمة في كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط
- الرضا النفسي ..حجر الزاوية في الصحة والإضطراب النفسي
- التكيف النفسي ..الشعور بالقدرة!!
- دراسة عن تربوية إمتحان الدور الثالث لطلبة السادس الاعدادي
- الدولة والبناء النفسي للإنسان!!
- الدين ..وتربية الذات
- القلق .. وقلق المستقبل ..مدخل نفسي
- الانتماء والولاء وافكار أخرى
- عن النفس واللاعنف
- إصدارات علمية جديدة في علم النفس
- الجماعة وبناء الشخصية
- الواقع العربي اليوم ..الكل يتكلم ولا احد ينصت!!
- البناء النفسي في الانسان .. المعنى والمبنى
- المسايرة والانتماء ..الوحدة الجدلية بين الفردية والجماعية
- الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟
- تربية الحروب والازمات ونتائجها
- مقدمة في علم نفس المرأة للدكتور ريكان ابراهيم - عرض كتاب


المزيد.....




- من زعيم جهادي إلى سياسي معارض: كيف أعاد الجولاني تجديد صورته ...
- بلومبرغ: الصين تحد من توريدات مكونات الطائرات المسيرة للولاي ...
- الدفاع المدني يعلن انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا
- بايدن يؤكد دعمه العملية الانتقالية في سوريا
- دول أوروبية تعلق طلبات لجوء السوريين.. وحديث عن -ترحيل-
- مسكن فاخر وثروة مليارية.. هنا سيعيش بشار الأسد
- سقط الأسد ووصل الجولاني.. ماذا ينتظر سوريا في المستقبل؟
- 6 سنوات من العذاب.. قصة معتقل سابق داخل سجن صيدنايا
- رئيس مجلس الشعب السوري: مستعدون لتحقيق انتقال سلس
- رئيس وزراء بريطانيا: الأولوية في سوريا لرفض الإرهاب


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - سلوك الإنسان..بين الربيع والخريف!!