أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟














المزيد.....

الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 18:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انه آفة العصر ونتائجه .. تنتاب الانسان بلحظة ، لايدري بماذا يواجهها – هذه النوبة – كيف يتخلص منها ، تعكر مزاجه ، تغير مشاعره ، تبدل سلوكه من الضحك الى الحزن المؤقت بدون سابق انذار !! يقول "بيير داكو" كل موجود عاقل مصاب بالحصر ذلك هو نصيب الانسان الذي يفكر ، وهذا أمر طبيعي ويضيف "داكو" هذا امر طبيعي فنقاط الاستفهام الكثيرة التي تطرحها الحياة والعالم والكون تتطلب منا تكيفات دائمة ، وما الذي يدفعنا الى الامام اذا لم يكن هذا الحصر؟ وما الذي يلزمنا بالبحث والكشف عن الجديد والمختلف عن عامة الناس إذا لم يكن الحصر ايضاً؟
من اعراض الحصر اضطرابات النوم وسرعة الغضب وقلّة التركيز والإنتفاضة العنيفة ( مثلاً عند سماع الضّجيج ) والإهتياج والشعور بعدم الأمان والتشاؤم فضلا عن الأعراض العديدة الاخرى . وطالما نحن نعيش لابد ان ينتابنا الحصر بكميات متفاوتة بالشدة والقوة كمتغير مؤثر مستقل ، في حين يكون متفاوت ايضا في مواقيت زمنية مثل اواخر النهار- يعكر المساءات الجميلة او في الصباح فيلغي او يقلع جمال الغبش والصباح من جذوره فيكون ثقيلا على صاحبه وربما يستمر اليوم كله ، او يأتي ليقض مضاجعنا في عتمة الليل بكابوس يذهلنا من شدته فيكون منبها مزعجا رغم اننا نتفق مع مؤسس التحليل النفسي "سيجموند فرويد" بقوله ان الحلم حارس النوم ..آه من الحصر الذي لا يستأذن صاحبه فإن قاومه استقام في صحته النفسية وان هادنه فإنه حيد "تحييد" مواجهته ، وان استسلم طرحه ساهم البصر يلتفت يمينا وشمالا مذعورا لا يعرف ماذا يريد ، واهن في التفكير ، في المواجهة فقد قدررته على الحراك المضاد لاسيما ان من اساسيات الصحة النفسية ان الانسان في مواجهة مستمرة بالحياة ، وإن الشئ لا يوجد إلا مع ضده .. فبوجود الحصر نعرف الصحة النفسية ، وبوجود الازمة ، نعرف معنى الراحة لان كلاهما نقيض للآخر وان الحصر النفسي هو في الاساس فرض لشئ تقاومه النفس ، لا يقبله الجسد ويكون الدفاع من قبل النفس برفضه .

ان اوليات العلاج النفسي تؤكد على ان العلاج الحقيقي يتمثل في القدرة على تقبل الألم كوسيلة لانهائه. وهذا المفهوم الطبي ينافي المفهوم التقليدي الذي عرف بأنه محاولة القضاء على الالم اي نفيه .. انتهى عصر الافراط في العقاقير وتبدل الى عصر التقليل الكامل من العقاقير النفسية منها او الجسدية ، عصر دفاع الجسم عن الميكروبات والفايرسات التي تقتحم جسد الانسان وكذلك هو حال الاختلالات النفسية ايضا ، فما زال الكثير من الاطباء في بلدان العالم تعطي المضادات ضد الالتهابات والمضادة للحساسية والضرر من سوء استخدام تلك العقاقير من هذا المنطلق اي منطلق نفي الالم واضح في حالة كثرة استعمال المسكنات .
ان حرمان الجسم من تجنيد طاقاته الطبيعية المضادة للجراثيم هو استسلام للمرض واستسهال له ، وكذلك الحال بالوضع النفسي الذي نرى انه لم يعد مجرد السعي وراء التغلب على الالم والحصول على اللذة وانما نقول انه لا توجد لذة إلا مقابل الالم وان القدرة على التغلب على الالم بقبول السعي وراء اللذة والتغلب على الالم ، فالانسان يسعى دائما لان يكون متفوقا في الدراسة وتحقيق الطموح ، وهو سعي برفض الالم وقبوله معاً ، والتاجر الذي يغامر من أجل الحصول على اللذة في تحقيق الارباح هو سعي للذة بقبول الالم والساعات الطويلة بالعمل والتفكير والاجهاد مع ساعات الحصر .. هي كلها بحثا عن تحقيق الذات من خلال الفوز باللذة كنتيجة نهائية . فلم نجد طبيبا ناجحا لم يمر بحالات حصر خلال فترات تأهيله عبر تخصصه العلمي ودراسته ، ولم نجد عالما حقق الشهرة إلا بعد ان مر بساعات طويلة من الحصر واوقات عصيبة وحتى السياسي الذي وصل الى تحقيق طموحه فهو بالتأكيد عانى من الحصر والخذلان واليأس في احيان كثيرة الى ان تحقق له طموحه الشخصي .. نقول ان المقابل النفسي لذلك هو ان الانسان لايشعر بالالم لايشعر باللذة وان الصحة النفسية ليست انعدام الالم في حد ذاته ولكنها تشمل ايضا القدرة على تقبله وان الرغبة في احلال اللذة بدلا من الم الحصر ليست وهما او ضربا من المستحيل ..انها صراع الاضداد – اللذة والالم – الحصر والانفراج – الابيض والاسود – الليل والنهار - حر الصيف – وبرد الشتاء .
خلاصة قولنا ان الحصر هو عملة ذات وجهين وليست خللا في وجه دون آخر ، فالباحث عن تحقيق الطموح يبحث عن الحصر لتحقيق اللذة ، والباحث عن المال يمر بخيبات ألم وخسائر واحباطات ومن ثم الوصول للنجاح وهذه الجدلية محاولة من جانب الانسان للتطور والنمو بدلا من التوقف لبيئة تشده للقبول بما هو موجود فلذا نؤكد بقولنا لايوجد مبرر للهزيمة والاستسلام في صورة الحصر او ما شابهه من ضغوط الحياة او ازماتها ، فالانسان يبحث عن التطور وتحقيق الذات حتى وان كلفه ذلك ..حياته.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تربية الحروب والازمات ونتائجها
- مقدمة في علم نفس المرأة للدكتور ريكان ابراهيم - عرض كتاب
- بيان صادر من تيار الطموح والتغيير
- أمن الدولة ازاح أمن المواطن
- عرض كتاب مقدمة في علم نفس العرب للدكتور ريكان ابراهيم
- الخطو نحو ..الطموح والتغيير
- شئ من سيكولوجية الألم !!
- انهم يعودون من جديد!! .. تيار الطموح والتغيير
- تيار الطموح والتغيير والتيار المستقل الديمقراطي من هم ؟
- المرأة في موقف دفاع ..لماذا؟
- طفولة الانسان جدل مستمر
- ثوار انتفاضة العراق 1991 من هم ْ؟
- الشخصية المغتربة
- لاتجعل طفلك بين الحيرة والتشتت!!
- أبناؤنا في تطرفهم واعتدالهم
- الانسان والحرية والطريق الشاق لهما
- العقل والهذيان !!
- تعليم بلا فشل او رسوب دراسي!!
- العراقيون .. والبناء النفسي
- طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟