أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟














المزيد.....

طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 18:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يبلغ الطفل سن الخامسة او قبلها بأشهر يكون بلغ سن مفترق الطرق في طفولته ، فهي التي يرى فيها انه الان وجد نفسه امام خيارين لا ثالث لهما ويعلن تلك المشاعر التي باتت تضايقه امام امه او ابيه .
في هذه المرحلة من عمر الطفل (الذكر او الانثى) يتعلم من ابويه القيم الجديدة والمهنة التي يمارسها الاب يعجب بها الطفل الذكر وكذلك الانثى فان الفلاح يذهب الى الحقل ومعه ابنه ويتعلم منه الزراعة وتفعل الابنة نفس الشئ مع امها في حالة الحرف المنزلية المختلفة وكذلك صاحب المتجر الذي يصطحب ابنه معه ليشاهد لاول مرة هذا الاكتضاض الكبير للناس في الشارع او عندما يصطحب المعلم ابنه للمدرسة ويجد المتعة مع الاطفال ممن سبقوه الى مقاعد الدراسة ويقول (د. محمد شعلان) هنا تنتقل علاقته بالاشياء التي يتعلمها من مجرد اشباع لحب استطلاعه ومجرد اللعب بالاشياء والاستمتاع بها الى تقييم فوائدها الموضوعية في عالم الانتاج والعمل فهو يستعد لأن يكون صاحب حرفة يستطيع بوساطتها ان يحصل على مصدر للرزق والعمل الذي يؤهله لأن يكون مثل ابيه – والبنت مثل امها- مسؤولا عن زوجته- او زوج- ثم اسرة.
اذا استطاع الطفل ان يكتسب من خلال مسايرته لقيم والديه وتمثله لهما فإنه يشعر بالرضا عن نفسه والقوة الناتجه عن قدرته على التحكم والحصول على المهارات ، اما اذا فشل فإنه يشعر بالنقص الذي ربما يدفعه الى ان يحن الى ماضي الاستمتاع الاسري في المراحل السابقة"النكوص الى الطفولة".
في هذه الفترة من العمر يتميز سلوك الطفل بنرجسية عالية لانه يعتقد انه صاحب الجلالة ولانه مركز الاهتمام في الاسرة وقلبها مما يزيد فيها القلق لديه ويزيد الموضوع تعقيدا وغموضا حينما لا يجد من يفهمه في البيت او يعرف هو نفسه هذه المشاعر لانه صغيرا لم يعد لديه النضج الكافي للتعبير فنراه يتصرف بطريقة عدوانية تجاه امه او ابيه او اخته او اخيه الاصغر، انها مرحلة مهمة في مفترق الطرق في الطفولة وتقول(أنا فرويد) إن ادوار النمو التي يجب أن يمر الطفل فيها أدوار تسوق إلى هدف محدد ومحتوم فإذا ظهرت إحدى هذه المحطات- الادوار- جذابة جدا ً للطفل بدأ الخطر في ان يتشبث بها الى الابد .
ان اطفالنا في هذه السن هم في مأزق اللااختيار او عدم معرفة الاختيار الصحيح ، والتساؤل المطروح هو : كيف نفهم هذه المشاعر من الطفل/الطفلة حتى وان لم يبح بها؟
ان سلوكه يظهر لنا مدى تضايقه مما في داخله حتى يبدو نحسا في تعامله مع اخته او اخيه الاصغر منه وبعد ذلك ينتقل الى والديه في امتعاضه منهما فيكون الكبت هو الحل اذا كان احد الوالدين خشنا في التعامل او يخافه في التعبير عما يجول في داخله ، هذا الكبت عند الطفل ينمو معه وينتقل من مرحلة الى اخرى حتى يتفجر في مرحلة المراهقة .
يقول"بيير داكو" اننا لانعلم في اللحظة التي تتم فيها العملية فيما ان كنا نكبت شيئاً ويضيف "داكو" متى يعلم الانسان أنه كبت شيئاً ما؟ إنه يعلم عندما تتيح دلالة تبدو على سطح الشعور كشف وجود الكبت ، انها الفقاعة .. ان هذه الدلالة ربما تكون بمنتهى التنوع فهي تتدرج من بعض المنامات حتى تصل إلى الافكار الثابتة المخيفة مارة بشتى الاضطرابات الجسمية او النفسية،علينا ان لاننسى ان الكبت ينشأ بسبب الصراع الذي لم يجد الحل في مراحل الطفولة لدى الطفل لذا فان التربية الوالدية مهمتها ان تصفي ذات الطفل في مراحل نموه المختلفة من الكثير من الشوائب ومنها صراع هذه المرحلة ، اما اذا فشلت الاسرة في ان تكون مصفاة تصفي هذه الشوائب من الفولاذ في تفكير الطفل فإنها ستخنقه لاحقا هذه الافكار وستظهر بشكل مجسم كسلوك في المراحل اللاحقة مثل الغيرة الشديدة القاتلة والميل الى العقاب القاسي تجاه الاخرين او التعصب الاعمى والاندفاع للمشاركة في مجموعات متطرفه تسلك العنف والسلوك العدواني في تعاملها مع الاخرين تحت عدة مسميات .
ان الطفل الذي لم يجد تحقيق مطلبه في هذه السن سوف يجد في المجتمع الاوسع من يلبي هذا المطلب وهي الجماعات التي تشكلت بسبب اشخاص تعرضوا الى الكبت وهم صغار ونشأ الكبت معهم ويقول"داكو" انهم يكبتون الدوافع العادية مثلما يكبتون الدوافع الكبيرة حتى اصابهم الإمساك النفسي .انهم الغوا التلقائية في نفوسهم وهم كبار كما الغيت منهم وهم صغار ، انهم يفرضون ضروب كبتهم على الاخرين بشتى الاساليب واعنفها ومنها القتل والاغتصاب.
ان الحلول التي تطرحها الاسرة لهذا الطفل الحائر في هذه السن هو منحه الاشباع في ان يكون ومنحه الراحة في ان يقرر بدون خوف ، وكذلك يمنح الدفء والحب في الاسرة وهي وسيلة للسيطرة على الاشياء في داخله وفي تعامله مع الاخرين في الاسرة .تستطبع الاسرة بهذه الاساليب ان البسيطة ان تدخل في ذات الطفل في كل زاوية خفية من النفس وبرضاه وقبوله اذا عرفت المعنى الذي يصدر من سلوكه في هذه المرحلة ، فهي تستطيع "الاسرة" ان تقود طفلها من التصفية الى النجاة في طفولته وتضمن بلوغه خالي من اية اعراض.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانسان يُعرَف ْ بلغة رغبته؟
- النكتة والفكاهة ونمط الشخصية !!
- البناء النفسي ..متى يهتز عند الانسان؟
- تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي
- هل يعود الماضي ؟ رؤية نفسية
- وساوسنا .. هل تعيق سلوكنا ؟
- الانتخابات العراقية وكواشف الذات
- الاحباط في الطفولة ..صراع في البلوغ
- الغيرة والجنون !!
- الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب
- العراقيون ومخاض الانتماءات .. رؤية نفسية عن الانتخابات القاد ...
- الغِيرة .. الوجه الآخر للشخصية
- من حرية التفكير الى التكفير


المزيد.....




- مصر تدين سيطرة إسرائيل على المنطقة الحدودية العازلة مع سوريا ...
- تدخل بوتين شخصيًا.. مسؤول يكشف كواليس منح الأسد وأسرته حق ال ...
- بعد بلوغه الحادية والستين.. استمرار حبس إبراهيم متولي وحرمان ...
- ماذا نعرف عن سجن صيدنايا -المسلخ البشري-؟
- من قصر مهيب إلى غنائم وأطلال.. الفصل الأخير من حقبة الأسد
- شاهد: بركان ثائر في الفلبين يرسل سحبا من الدخان الرماد بعلوّ ...
- 2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض
- مروحية -Mi-28- روسية تدمر تجمعات لقوات كييف
- اختيار شجرة رأس السنة الرئيسية في روسيا
- بيان مصري عاجل بعد إعلان إسرائيل الاستيلاء على مواقع سورية


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟