أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - من حرية التفكير الى التكفير














المزيد.....

من حرية التفكير الى التكفير


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 04:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عرف عن الانسان بأنه الكائن الحي الوحيد الذي يستطيع ان يفكر بالعلن وبالصمت ايضا حتى وان منع من ذلك فإن احلامه تكشف عما يدور في داخله ويقول الفيلسوف "شوبنهور" إن الحلم مرض عقلي قصير يستغرق الليل . ويدرك هذا السلوك الصادر منه بعض الافراد والجماعة والاخرين المحيطين به ، فالجماعة في اي مجتمع لها رأى ، واذا انشق فرد ما على اجماع الجماعة او المجتمع قالوا عنه "إنك لمجنون" واذا اصر على رأيه حتى وان كان صحيحا مبدعا او خلاقا جديدا جندوا القوة لأن يكفروه . معظم العقلاء يرون ان الانسان لا يمكن ان يحُجر على فكره او ما يقوله او ما ينطق به فهو حر الى حد كبير اذا لم يتعارض مع رأي الاجماع(؟!؟!) فهو في مثل هذه الحالة يلغي الابداع ويلغي الجديد وعليه ان يساير المجموع ولكن الواقع غير ذلك ،فالواقع يفرض دائما الجديد حتى وان لم يتفق معه المجموع وهذا ما نلاحظه في صرخات الازياء المحمومة التي لا يردها حتى اعتى الجبابرة وتلك صيحات العادات التي تخترق منازلنا عنوة وتفرض علينا وجودها بلا استئذان ولكن يختلف الحال في الفكر الذي يخلق الصيحات في الملابس ويخترق العادات ولكن نقبله على مضض فلطالما نحن نصر على ان كل من يخالفنا في الرأي في أمسنا مجنون يصبح عاقلا بالضرورة في غدِ وهو اليوم ، ومن يتحدث عن الغد وما سياتي به الغيب من تطورات في الافعال والافكار والتكنولوجيا سوف يجرنا الى موقع الجنون بالتاكيد وسوف يكفره البعض ويوصمونه بالجنون بلا محالة . فالامس مهما مضى وانتهى فهو جزء منا لا يمكن أن نغفله ،والغد جزء كامن منا سوف نكون عليه ولا يمكن ايضا ان نغفله ووجودهما حق علينا اردنا ام لم نرد كما يقول"د. محمد شعلان" ، واذا كنا نريد التغيير علينا ان نقبل حرية التفكير واذا كنا نريد الابداع فعلينا ان نرى في الجنون عظمة ولن يأتي تغيير الواقع بقبوله كما هو وإلا لما عاش نبي الرحمة "محمد –ص" في الدنيا خانعا لواقعه ، او قبله سيد التسامح " عيسى – ع" مستكينا لواقعه ، فالرسول "ص" عاش في الدنيا وفي الآخرة معاً ولكنه لم يذهب الى آخرته على حساب وجوده في دنياه بل قام بدوره فيها كاملا بكل ابعاد الصراع الذي يقتضيه هذا الوجود ، فقلب الوافع بالتفكير اولا رغم انهم كفروه ووصموه بالجنون ، واذا كان التغيير يؤدي بصاحبه الى الجنون فهو اعظم الانجازات في تغيير مسار السكينة في اي مجتمع انساني ، فنحن نستطيع ان نتقبل الواقع ونرفضه معاً ونستطيع ان نخلق الصراع من خلال تفكيرنا بالتغيير ، فمن يدافع عن الواقع فقط فهو يتمسك بالآمال ولن يستطيع ان يجمع بين القبول والرفض معاً ، يريد ان يبقي الحال كما هو ويبقى في التأمل ، ولن يغير التأمل شيئا من الواقع وتدلنا الخبرة النفسية يجب ان تجتمع الاضداد وينتفي الصراع بينهما ليحل السلام محله في اي مجتمع فمن يكون في الوسط لن يحل الصراع ولن يخلق التغيير ولن ياتي الابداع لمن يقبل الواقع كما هو . فحاضرنا اي واقعنا ليس ابدع ما يمكن ان يكون ولا هو اسوأ مما كان ، وهو لم ياتي صدفة ولكن صنعناه نحن بأنفسنا فحاضرنا هو امتداد لماضينا وهو بنفس الوقت خطوة نحو مستقبلنا حتى وان كان حاضرنا به من النكسات ما لا حصر لها فهو اكثر ميلا للتغيير نحو المستقبل وليس قبول الواقع ، ايا كان حتى ولو كان جميلا ومزهرا فلن يدوم ، فدوام الحال من المحال كما يقول المثل العامي وربما نقول انه ليس في الامكان ابعد مما كان ولكن بما اننا في حالة قبول التغيير وقبول التفكبر المؤدي الى التغيير فإننا لا يمكن الا أن نعي ان هناك في الامكان أبدع مما هو كائن الان شريطة ان لا يكفر التفكير ويرفض التغيير مهما كان جامحا وقويا فكل مجتمع ينضح بما فيه .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل
- أطفال العراق وألعابهم
- رغباتنا بين الخفاء والعلن !!
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة
- التبرير .. لعنة ام رحمة !!!
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل
- نفس تئن وجسد يصرخ
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟
- محاولة نفسية لتفسير الخوف عند الاطفال
- تداعيات الكذب عن الاطفال
- شئ من القلق .. شئ من الدقة
- ظاهرة الادعاء بالامام -المهدي - المنتظر واعراض اضطراب الفصام
- الدين .. هل هو اغراق العقول بالتأمل ؟
- الانتماء والاحساس بالتوازن النفسي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - من حرية التفكير الى التكفير