أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - العقل والهذيان !!














المزيد.....

العقل والهذيان !!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد العقل البشري أكبر مستودع منتج للاسرار والافكار وله حرية التفضيل والاختيار ، ولذا فإن تفضيل شئ على ضده ليس إلا اسقاطا لاحساسه بتناقض ذاته مع واقعه واذا انتهى هذا التناقض بين الذات والواقع فان الصراعات الخارجية تبدو وهمية بالتالي.. كما عبر عن ذلك "محمد شعلان" أنه الصراع الذي يعصف في النفس فتستغيث لاسقاط انفعالاتها فيكون في النتيجة افكار مسموعة بصوت عال .. انه الهذيان ، وأي هذيان يطلقه هذا الانسان في مواقف حياتية متنوعة ومختلفه في المكان والزمان والوقت وعند ذلك يكون تساؤلنا كيف ؟ ومتى ؟ واين؟ ..
سنحاول في هذا المبحث البسيط ان نستعرض كيف ان الانسان مدفوعا بحاجة ملحة للتفريغ تخلصا من الالم النفسي لكي لا يصل به هذا الالم الى ضرب من جحيم من العذاب وخصوصا اذا لم تجد خلجات النفس منصرفا ً ملائما ً موفقا ً فيكون مصيرها الى الانحباس وبالتالي تمزق النفس نفسها بنفسها ..سنتناول هذيان العقل لدى بعض من شرائح البشر.
شتان بين هذيان المبدع وهذيان الذهاني وان اتفقا في المبنى فهما اختلفا في المعنى وانتاج ما يصدر عنهما ففي الاول هذيان ينتهي لصاحبه بانتاج فكري او علمي او قصيدة او رواية او مؤلف او ابداع في مجال علمي ولكن الثاني في هذيانه يعبر عن ألم نفسي خاص به ربما لا يستفيد منه اي شخص آخر سوى الفرد نفسه بالتفريغ القسري لهذه الافكار والهواجس التي كادت تخنقه وحرمته النوم ليالي ولكي لا نستعجل بالاحكام ولنتريث قليلا ونرى المقارنة .. ان كلا الهذيانين يصاحبهما آلم لا يعرفه إلا من عاشه لدى الاول ولدى الثاني ، وهذا الالم هو في الاساس رغبة ، والرغبة أما مكبوتة او مقموعة من صاحبها ، فعند الاول رغبة في تقيؤ ما يدور بخلده من ابداع بعد ان عاش في فجر حياته الاولى "طفولته" رغبات مكبوتة تبلورت وتحولت الى عمل ابداعي في النهاية وهو ما أطلق عليه "بالتسامي " والتسامي هو ميكانزم دفاعي .. فيكون الانتاج قصيدة او رواية او مسرحية تراجيدية او حتى فكاهة مثيرة للضحك او انتاج علمي رصين ، واذا أخذ الهذيان منحى الافكار المقموعة فنجده لدى الثاني لانها رغبات محرمة يعرفها من تعمق بالنفس الانسانية ودرسها فيكون تفسيرها .. ان الذهاني يعاني من مخلفات ورموز تعود لخبرات انفعالية خلت وهذه الخبرات ولدت شحنات لم يتح لها التفريغ المناسب وإنما حيل بينها وبين الافصاح وظلت منعزلة عن باقي الحياة النفسية لاتجد سبيلا للتنفيس عن نفسها سوى سبيل الاعراض المرضية دون ان يفطن صاحبها إلى العلاقة بين هذه الاعراض وتلك الخبرات الانفعالية التي زج بها في زاوية من النسيان كما يقول "مصطفى زيور" ويضيف "زيور"وبعبارة اخرى فإن الخبرات الانفعالية التي نسيها فلم يعد يتذكرها اثناء حياته الشعورية المعتادة او على الاقل لم يعد يدرك تأثيرها في سائر حياته النفسية فلجأ باصطناع الضد بوصفه خير وسيلة لضبط الرغبة المحظورة او المحرمة .
ان الهذيان لدى مريض العقل "الذهاني" ناتج عن صراع نشأ منذ سنوات طويلة وانتهى الى افكار غير مترابطة يتفوه بها وكثيرا ما يصفها البعض من عامة الناس بأنها غير ذات معنى ولا رابط بينها او بغير هدى والحقيقة انها ذات معنى ولها دلالات ويقول علماء النفس في الحقيقة يحمل الهذيان الكثير من المعنى و ان كل ما يصدر من الانسان له دلالة ومعنى حتى وان غاب عن التفسير .
فالهذيان له تفسير .. انه سلوك الانسان ..له دلالة وله معنى كما هو سلوك الانسان عند الانسان العادي ، فسلوك الانسان في الحلم له دلالة وله معنى ايضا .. فيقول شوبنهور "إن الحلم مرض عقلي قصير يستغرق الليل" وإن" المرض العقلي حلم طويل يستغرق الليل والنهار" .
ان النفس في جهادها تنشد الراحة في الحياة لدى جميع الناس ولدى المبدع والمفكر ولدى الذهاني ايضا ً ، فالكل ينشد الطمأنينة والهدوء ولكن كل ٌ على طريقته ، فالانسان الطبيعي يبحث عن الهدوء في ابسط سبله وطرقه فهو يحاول افراغ انفعالاته بسرعة وبالطرق المتاحة لديه بحيث تحفظ النفس لصاحبها هذا الاتزان خصوصا عندما تشتد الضغوط والازمات النفسية في الحياة فهو يبحث عن الاتزان خلاصا من اية اثارة ، بينما يضيق المقام عند المبدع او الشاعر او الفنان او الكاتب او من آلف التفكير بوعي اعمق حتى كاد ان يشقى من تفكيره وهو ما يمكن ان نطلق عليه الوعي الشقي فيلجأ الى تفريغ يتيح له تفريغا يكسبه جمال الانتاج ونجد صوره بذلك الانتاج الفني او التأليف فضلا عن معالجة الانفعالات في هذا الانتاج من رواية او قصيدة او لوحة او اغنية او مسرحية او اي عمل فني.. انه يطلق سراح اللاشعور إذا ما تدثر بالجمال مصحوبا بالرمزية والتكثيف والعمل الفني الراقي ، اما مريض العقل "الذهاني" فهذيانه يختلف عما سبقه فهو ينشد به التفريغ بقصد راحة النفس عما يختلج بها من انفعالات حتى جعلته مشلول الارادة لا يستطيع العيش إلا مع نفسه في نفسه فهو يتخذ من هذيانه سبيلان اولهما للاشفاق على النفس وثانيهما للتخلص من كل تلك الافكار المتلاطمة في داخله حتى نراه يمر بحالة هذيان حاد يصاحبه القلق الحاد ايضا مع اضطراب في التفكير وارتباك واضح في السلوك وهو ما يعبر عنه اضطراب في معالم الذات وحدودها.. انه العقل وما يرسم للنفس حول الوعي بالوجود ذاته .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم بلا فشل او رسوب دراسي!!
- العراقيون .. والبناء النفسي
- طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟
- هل الانسان يُعرَف ْ بلغة رغبته؟
- النكتة والفكاهة ونمط الشخصية !!
- البناء النفسي ..متى يهتز عند الانسان؟
- تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي
- هل يعود الماضي ؟ رؤية نفسية
- وساوسنا .. هل تعيق سلوكنا ؟
- الانتخابات العراقية وكواشف الذات
- الاحباط في الطفولة ..صراع في البلوغ
- الغيرة والجنون !!
- الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - العقل والهذيان !!