أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وداعاً أختنا الكبرى شارة














المزيد.....

وداعاً أختنا الكبرى شارة


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


ــ وداعاً أختنا الكبرى شارة ــ
هنا عادةً يموت الناس في المستشفى فمن يريد توديعَ أحداً من الأهلِ يحدد مع المسؤولين موعداً
ليقودوه لغرفةٍ مبردةٍ فيها يرقد المتوفى على السرير ، عند رأسه تضاء شمعتان وقربهما
زهورٌ بيضاء .. أماكن للجلوس قرب السرير ومن يريد أن يقرأ بأي كتابٍ من كتبِ الأديان
يستطيع أن يجده على رفوفٍ وضعت في الممر المؤدي للغرفة ، ووضعت جميعاً سويةً .
وقد تخفف لحظةَ الوداع هذه عن الأهل .
ويرتمي على ضوءِ الشموعِ
الوجهُ الحنون
بسمةُ حلمٍ هذا الوجهُ
وهمسةُ حزنٍ غفت والعيون
هل سمعَ همساتِ قلبكِ
أخوكِ الطيبِ
جاء ليضئَ الشموعَ
قربَ رأسكِ
وبأيادي الطيبين
كم نادتهُ روحكِ ...
ويتهادى الضوءُ
قربَ الوجه الهادئ الوسنان
يخطو مع قلوبِنا
يرفُّ ويصعدُ مع التراتيلِ
بصوتِ إبنتكِ نقيةَ القلبِ
ويرتلُ
يغني لعالمِ الأنوارِ المكان
ويبكيني .. اللحنُ الحزين
طيورُ الحبِ دوري وغني
وبالدمعِ عطريني
يا زهرةَ الأوركيد البيضاء
16 ـ 12 ـ 2013
وجئنا للمكان المنزوي في المقبرة المخصص للأديان الأخرى ، ومن يريد أن يكون مع أهل البلد
فلا أحد يمنعه وهذا ما كنتُ أريده أنا . لا أدري ربما الأحساسُ الذي تملكني حين كنتُ
قبل سنواتٍ قلائلٍ في توديع إحدى قريباتِ أمي وقد عاشت عمراً طويلاً مثل قريبتي
هذه ، لكنّي حين رأيتهم ينزلوها لضريحها ، شعورٌ غريبٌ في داخلي .. كنتُ رافضةً
بالكاملِ لهذا المكان ، رغم إنها ليست المرة الأولى لكوني هنا ، هذا الشعور أبداً لم
ينتابني في بغداد وحتى حين رأيتُ أمي تُنزلْ في التراب ، أمي التي أخذها الموتُ
مسرعاً .
رفعتُ رأسي درتُ بعيني رأيتُ القرآن بالمكان الملاصقِ لجماعةِ المعمدان ، والذي
فيه أقف وعلى مسافةٍ قريبةٍ رأيتُ النجمةَ السداسية وبمحاذاتها الصليب .. والكل يرقد
في أمانِ الله وبسلام .. وقد يخفف هذا عني لتقبل هذا المكان الذي يلم الغرباء .
وبكى الحبُّ
وفراشُ الفراقِ
يطوي أماً
من أمهاتِكَ يا عراق
وفي يومٍ ضبابيٍ يشتدُ برداً
نودعكِ
نودع نخلةً من نخلِ الجنوبِ
وهنا جاءت ترقدُ
هنا رحلتْ إبنةُ شبعاد
هنا شهرزاد دارتْ بضوءٍ
من ضياءِ بغداد
وهنا بشهقةِ الدمعِ دار النهرُ
جاء وخيط الشمسِ والقصبِ
ليزفَّ إبنةَ النهرِ لدارٍ
أرضعتها وأخيها
ـ لصدرِ موجات جاء يعيدها
كانت تنطرُ السنينَ
تريد أهلها
ـ تريد أخاها
تريد يد جدةٍ تحضنها على صدرها
لتعيدها لأمٍ رضيعةً حُرمتْ منها
يا أختاً لأبي كنتِ
ومعكِ غابَ ظلُّ أبي
23 ـ 12 ـ 2013
شارة هي الأخت الشقيقه للعالم العراقي
عبد الجبار عبد الله
الذي أبى إلاّ أن يُدفنَ في العراق
موجات ـ هي جدتنا التي ربتها



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين لم تلْقني
- حواء مهانةٌ ... يا إبراهيم
- صورٌ في ساحة المأمون
- أكلُّ يومٍ لنا حربٌ
- أين الهوى يا ليلى العراق
- موقِدٌ على الطريق
- والصوتُ يدور
- وطافتْ دروبُ العيدِ
- يا دنيا أين الوعود
- بغداد يا صوتَ الخالدين
- قمرُ ِالحصاد
- دمشق نافذةُ العشقِ
- ناي الوداع
- المراسي العتيقة
- لمساتٌ مع الفضاء
- لا لأياديهم
- والعيدُ والصمت
- ساعةُ زمنٍ مع حفيدي
- زهرة البيلسان
- قتلوا العنوان


المزيد.....




- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وداعاً أختنا الكبرى شارة