أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى














المزيد.....

ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 14:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام زمان كان الشرطي عندما يأخذ أجازة يلبس دشداشه ويكَعد بباب المركز
ولما يكون عنده دوام يلبس عسكري ويحط أربع أقلام باندان بجيب الصدر وثلاثة أخرى في جيب الردن اليسرى ويمشي مثل أبو الجنيب رافع خشمه مثل الملك الذي وصفته أم كلثوم في أغنيتها واثق الخطوة
تغيرت الأمور والعادات في زمن الأنفتاح والأنبطاح ليضيع الشرطي ومعه الموظف بالرجلين مثل الأبتر بين البتران حتى بتنا لانميّزه عن المطيرجي أو التنكجي أو الحمال بـ (الشورجتي) , فنحن بلد الــ 189 عطلة جعلت الموظفين (على حد قولهم) ينسون الأتكيت والقوانين و كلاوات أنضباط موظفي الدولة
نضيف لها (للأمانة) عطل أجتهادية أخرى تفرضها الظروف الغير متوقعة فقد بات الموظفون لا يحتاجون الأجازات , عليهم فقط أن يحضروا بالدشاديش والجرّاويات والشحاطات نص عمر وكل واحد يتبع مستواه وثقافته , هذا بالنسبة لجيل المخضرمين أما الجيل الجديد فلديهم ما يميزهم نعرفهم من بناطيل البرموده والتراكسودات ونعال أبو الأصبع يتمنطقون بالآيفونات وهم يكرزّون حب عين الشمس بأنصاف مع علج أبو السهم , ليكونوا على أهبة الاستعداد للعطل المفاجئة كي ينسحبوا وهم متجهزين بالعدة , المخضرمون للسوق ثم البيت و الشباب يندلقون الى أقرب كوفي شوب يستنشقون عبق الناركَيلات مع قواطي باربيكان المحللة
وفوق تلك العطل يوجد لدينا أيام من نوع آخر غريبه عجيبه لايوجد مثلها في أي دولة أخرى , تلك هي الرمادية المتأرجحه بين العطلة و اللاعطله
جعلت موظفي الدولة في حيرة فهم يحومون حول دوائرهم مثل الحمامة التي أضاعت أختها في الحلّة تلك التي تأكل الباقلاء وتشرب مي الله ولسان حالهم ينوح ليقول :
أحبك وأستحي من أهلك وأريدك , ولو تطلع رويحتك أبد ما أجيلك
أما الملبس فقد أختلط أمره حتى أن بعض الموظفين يلبسون البنطلون تحت الدشداشه يجلسون قرب مكان عملهم وينظرون بترقب نحو باب دائرتهم جاهزون للحضور في أي لحظة فعيونهم شاخصة على طريق الهروب للبيت يجذبهم في نفس الوقت مغناطيس الخوف من زيارة مسؤول لهم خشية أن يغيّبهم ويقطع رزقهم ليهبوا لاهثين بعد أن يدخلوا الدشداديش تحت البناطيل لتتحول الدشداشه الى قميص رسمي بلحظة جاهزين لأستقباله فأن وصل ليجد الدائرة تصفر ظهروا على الفور بكامل العدد والعدّة وهم فاتحين أفواههم بزاوية منفرجة ليرد لهم التحية بأبتسامة الراضي عن رعيّته وأذا شاء الحظ و سألهم أين كنتم :
أجابوه بوثبة رجل واحد من المدير الى الفراش بأنهم يقومون بجولة تفقديّة حول سياج الدائرة خوفاً عليه من السقوط بسبب الأمطار ويذهب البعض بعيداً ليستعرضوا حاستهم السادسة وحدسهم الأمني البالغ الحرص على أموال الدولة بأنهم كانوا يتأكدون من عدم وجود عبوات وسيارات مفخخة حول السور من جهاته الأربعه والغريب أن المسؤول يصدقهم ويأمر لهم بأكرامية وكتاب شكر مع كيسين واحد شكر واللاخ تمن عنبر
ولازال جميع الموظفين في حيرة ليبقى سؤالهم اليومي نفسه :
باجر عطلة لو مو عطلة , اليعرف الأجابة خلي يتصل بأقرب مقهى فالأنتظار ياجماعة الخير أصعب من ضربة الأبرة .. عساكم سالمين أيها الأخوة



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة
- نظرية أبو حيدر في علم الحيوان
- كيف تصبح مدير عام
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى