أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الجميد المزين - كلبٌ ضال














المزيد.....

كلبٌ ضال


محمد عبد الجميد المزين

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


أمشي على طرف الليل
يُرافقني كلبٌ ضال
أقدامه مبتلة
عيناهُ تُقرؤني السلام
يحادثني بِلُهاثٍ كَلُهاثي
عن الشجن القادم من أقصى الجنوب
عن وفاء الطرقات حين نتيه
عن الشيخوخة المبكرة لطفل جائع
عن هجرة العصافير في ضوء القمر
عن الحُب الذي صار خنجر
عن الحلم ،كيف يصير عابر سبيل
عن البنفسج ، كيف يتسكع في الدروب
عن الشُعراء ، كيف يقطفون الخيبات
عن المطر، كيف يغزو نهود العاريات فقراً
عن قاتلٍة ، قطفت روح الياسمين
عن عين السمراء ،كيف تَعَرَّتْ وأنجبت دمعة تشبه المطر
عن التجاعيد بوجه الغُربة
عن باعة الخمر والجواسيس
عن القصيدة التي ضاجعت إمرأة
عن الورد المقتول على باب الربيع
عن وطن يدخن الأرجيلة على العتبات
عن القلب الذي كان يقطن على حافة عشق
عن الحب الذي أينع عند مفترق الشمس
وعن الوفاء ، طريقٍ إلى الله
*****
يا كلب الوفاء والنباح
لي مع هذا الليل رواية
تطفو فيه الوسائد على أحلامي
تتكسر فيه الأغاني
تنتحب الألحان على جداري
يضيق القمر فيه ويَقْبُح وجهه
أهيم على وجه الحارات
وعلى أبواب الحانات
يخونني هذ الليل على الدوام
وأنا لا أجيد لعبة الفراق
أشتري له الحبر والأوراق
ولفافاتِ تبغٍ كوبيٍ
يتنفسني الليل والتبغ بشراهة
والعظم لَيّن حد الطراوة
أهديه روحي طعاماً
أشكو له بؤسي
لكنه الليل يا صديقي الكلبُ
شعره أشعث ، وعيناه بليدتان
لا يشعر بالبرد
لا يرتعش للحب
لا يحمل رائحة الدفءِ
يحمل سكيناً للنحر
يذبح ظفائرها الغجرية ، حين الفجر
*****
يا صديقي الكلب
في الليلِ
تُشبه الصحراء المُدن
لا نهدين لتُرضعني
لا سُفنٍ زرقاء تُبحرني
لا غيمةٍ سوداء تُمطرني
لا إمرأةٍ في الصقيع تُراودني
ولا غانيةٍ بشوق الحبيبة تطربني
لا نجومٍ في الأفق تُوَدِّعُني
ولا حنينٍ لشيْ يَلّْسَعني
لا قمصانٍ أُمَزِّقُها
ولا سمراءٍ بالنبيذ تَغْمسني
لا أغنيةٍ تصير حقل قمح
لا موسيقى تصويرية للإحتضار
وفي الليل
أسير كعلمٍ مُنَكَّسْ ، خجلاً من السماء
كقبرٍ يموت في جوف صاحبه
وفي الليل
تشبه الصحراء المدن
*****
دار الحبيبة بعيدة
خاصرة الطريق مجروحة
حزني يرافقنا المسير
مثل رجلٍ أحدب يسير
ضلعي الأنثوي يزداد إعوجاجاً
حلمي بالوصول ينزف شوقا
كحلم راهب بليلة متعة
الجسور في قلبي تتآكل
والطريق تقصر وتطول
ينبح الوفي
على وجهٍ لا يعرفنا
يقتحم علينا شوارعنا
ونحن أنبياء الشوارع
التي تُوصل الوريد بالوريد
شوارعنا التي حفظت أقدامنا الستة
وحفظنا فيها كل الخواصر والنهود
شوارعنا التي تُراقصنا السامبا
ونراقصها الفالس ليلاً
شوارعنا المُعبقة برائحة الحبيبات
شوارعنا التي أخلوها من الحُبِ
إيذاناً ببدء الحرب !
أَخّْلو منها العذارى
ليغيب وجه السماء
شوارعنا التي تشتاق حين نغيب
شوارعنا التي تهدينا لدار الحبيب
*****
يا صديقي الكلب
اترك الوجه الغريب وشأنه
يبدو من أعماق القهر مُستيقظ
يحمل الأرصفة مثلنا
كأعمى يتلمس وجه الحقيقة
أو لعله عسس يحصد الوشاية التي زرعها في صباح الليل
ابعده عن دربنا
لا تسمح له مرافقتنا
فحين أسير مع إنسيٌ
نكون أربع أقدام وغدر
ومعك نكون
ستة أقدام للوفاء والحب
الكلبُ بشريُ يجيد النباح
حيوانٌ طَبْعُه الوفاء
يحمي الليل من الوشاة
فهل يزرع الله لي قدمين أخريين
لأجيد النباح وأتعلم الوفاء






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلبٌ صديق
- وحيدان معاً
- الفرع المائل
- هذا كُل ما في الأمر !
- وهل يمل العشاق؟
- يا أبت
- بيت عزاء
- لا تفكر بغيرك
- هروبٌ إلى مقبرة
- هذا المساء
- بين الحاكم والطفل
- أيروتيكيات غزية
- حين يسكنك الحُب
- أصل الحكايات
- عدالة الآه
- تسألني
- ذات حلم


المزيد.....




- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الجميد المزين - كلبٌ ضال