أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحميد المزين - هذا كُل ما في الأمر !














المزيد.....

هذا كُل ما في الأمر !


محمد عبد الحميد المزين

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 07:08
المحور: الادب والفن
    


(1)

في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة
أنا وحقيبتي ، وبعضُ ذكرى
السائق يُحصي عدد القتلى في دمشق
السمينة تهاتف طبيب القولون العصبي
المسافرة في المقعد الأمامي تجدد زينتها
نظراتٌ أتقنها بين مراهقين في المقعد الأوسط
كَهلُ يسأل عن الجامع القريب
رائحة كريهة من طفل السمينة
شُرطيٌ يتشاجر مع سيجارة الراكب المجاور
عجوزٌ في طريقها لولدها عند الأمن
مُنقبة تقرأ الكتابة عمل إنقلابي
هذا كُل ما في الأمر!


(2)

في المقعد الخلفي للذاكرة
السمراء وحقيبتها ونصف الحقيقة
وأنا نصف الذكرى
حبيبتي الذكرى
هل تُغلقين ستائر القمر
تُغلقي فم المذياع
فنشرات الأخبار المسائية لا تُنجب شهوة
تعصبين لنا عيون الليل
تمسحين برد الشتاء عن خاصرتي
تقطفين لي عنب النهد
تخلعين باقي عُريك
حبيبتي
اطفئي النور قليلا
لنصبح بعد أشهر ، ثلاثة
وثالثنا لا يشبه فينا سوى الفرح
هذا كل ما في الأمر !


(3)

في المقعد الخلفي للمدرسة
طفلُ يتيم
مُمَزقةٌ أحلامه
رثة آماله
مُلتزم بوصفة الألم
ثلاث جرعات يوميا قبل الحُزن
يغيب عن درس حنان الأم
يهرب من عناوينه
يرسم النهد بكراريسه
لا يرتدي جورية على قلبه
لا يقطف زهرة دوار الشمس
علموه أن أُمَهُ الشمس
يعبر الصباح المجاور لمنزله وحيدا
يرتدي الليل وحيدا
يعود للبيت وحيدا
يبول على ذاته ،وحيدا
يبول علينا وحيدين
كالوطن يضرب على قفاه وحيدا
يسقط كآخر كأس خمر
هذا كُل ما في الأمر !


(4)

في المقعد الخلفي للقلب
هدوءٌ حد الصخب
هناك يجلس الحبيبان
يتجاوران مع إنعكاس زرقة القمر
قدماهما العاريتان متوازيتان
نحو مركبٍ بمجدافٍ واحد
يملكان من الحب ، إسم الحبيبة
يتظللان بالأفنان
الشوق يتسكع بالطرقات
الليل يعود لحانته حزينا
الجُرح يتسع لدمعة أُخرى
المكان لا يتسع للهزيمة
ثوب الزفاف أصغر من الحلم
هذا كُل ما في الأمر !

(5)

في المقعد الخلفي للاشيء
الناي يعزف وحيدا
لحن نهاية الوجود
الموتى يهربون من المقبرة
سيارة الإسعاف تحمل الشمبانيا بدل الأوكسجين
عربة الجنازات تخفي ميت أقلع عن التدخين
اللاشيء يشبه الوسائد الخالية
يوزع الفراغ على الجيران
يختبئ بجلبابي التحتي
يطفو على سطح عقلي
يبتاع العلكة قبل خطاباته
يضع المنهاج التعليمي لمدارس الصغار
يزرع البانجو بأفغانستان
يحصد الظل عن جباه العُمال
اللاشيء تكرش
وأصبح حاكم
هذا كُل ما في الأمر !

(6)

في المقعد الخلفي للحرب
ثلاث جرحى وأرملة
يلعبون الشطرنج
تموت الجنود باللعبة والحرب
يعيش الملك
ليكتب بلاطه ، النصر الكذبة
كذبةٌ لا ترى كيف
تحتضن البناية جارتها البناية ؟
كيف تنتحر صغار البلابل ؟
كيف يتحول الوطن العربي لعاهرة ؟
نهده خارقٌ للعادة
يُرضع كبار القادة
وآخرٌ فوق العادة
يسرق حليب الصغار
الشهيدُ هاربٌ من الحقيقة
الفارس لم يترجل عن جواده بعد
الفارس لم يحضر المعركة
والجواد بساقٍ ونصف عين
الحرب جوعى كبهائم السلطان
تأكل عين الحقيقة
فقط للحرب وظيفتان
جمع الجثث ، والصلاة على الحاضر
هذا كُل ما في الأمر !

(7)

في المقعد الخلفي للهزيمة
بندقيةٌ مصابة بكسرٍ في الفخد
صرخة طفل تخدش حياء دبابة
حليبٌ يجف في قعر نهد
ثيابٌ عسكرية تغفو بالتابوت الأحمر
دمٌ يسيل من طرف العلم الوطني
المذياع إلى جهنم وبئس المصير
الصورة تسقط من البرواز
الأغاني الوطنية أرجوحة المنافقين
أندروير الهزيمة رفيع تحت المقعد
لا يقي حر الشتيمة
و حمالات الهزيمة رديئة
لا تحمل أثدائنا الثقيلة
في الهزيمة
العورة بوقٌ حكومي
العورة مفضوحة
العورة مفتوحة
هذا كُل ما في الأمر !

(8)
في المقعد الخلفي للكتابة
إبريق خمر روسي
يتكئ على المجهول برأسي
يقدح كأسً مع وحيي
يصب للفكرة آخر رشفتين
منجلٌ ونبيُ في مخيلة الكتابة
تتعرى الكلمات بفعل النشوة
يتدفق الخمر والحب والوطن بشريانك
تكتب عن الجرذان التي تركب الجرذان
والحاكم الأمريكي أكبر الجرذان !
رصاصةُ على بابك ، من مجهول
إني قاتُلك أيها المأجور
أُذن الحاكم على شباك الكتاب
عيناه تتسلل عبر الكلمات
عصاه ، تغلق فمك من المؤخرة
أجهزة التنصت إيرانية الصنع
الكاتب ووحيٌ جديدٌ في الزنزانة
القلم يصمد في غرفة التحقيق
يُسأل عن رحم الكتابة
آخر رشفتين بالكأسِ سر الكتابة
هذا كُل ما في الأمر !

(9)

في المقعد الخلفي للغربة
شجرة سرو خلف المقعد الخشبي
وجواز سفر منتهي الصلاحية
حذاءٌ يضل طريق العودة
جريدة تخبرك عن حالة الطقس ببلادك
فنجان قهوة لا يجيد العربية
فيروز تغيب عن صباحاتك
مطرٌ غزير لا يشبهك
شجنٌ يكتب جواب لأمه
هرةٌ تلعق ما تبقى من حنين
تموت شجرة السرو
الحذاء يواصل المسير
تبقى ومقعدك وجواز سفرك

(10)

في المقعد الخلفي لغزة
وغزة خلفياتها كثيرة
يتناوب على رَيُها
الغفير وصديقه الوزير
ثديها عجوزِ تسعينية
تثير شهوة معاليه
يغتصبها عنوة
تستكين المسكينة
وقد أُخصي زوجها الشرعي
تستكين المسكينة
وقد قُتلت النخوة
ومات الحُب بلعب الصغار
وأغرقت مراكبها
وأُحرقت فيها حقول البنفسج
ومزارع التخصيب
فأصبح الأسد فيها لبوة
غزة
هذا كُل ما في الأمر !



#محمد_عبد_الحميد_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل يمل العشاق؟
- يا أبت
- بيت عزاء
- لا تفكر بغيرك
- هروبٌ إلى مقبرة
- هذا المساء
- بين الحاكم والطفل
- أيروتيكيات غزية
- حين يسكنك الحُب
- أصل الحكايات
- عدالة الآه
- تسألني
- ذات حلم


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحميد المزين - هذا كُل ما في الأمر !