الهلال وحماية الصليب!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الهلال وحماية الصليب !؟؟
******************
الاسلام كدين ودولة وحضارة هو دين يستوعب التعددية الدينية فكيف بالتعددية الثقافية واللغوية والسياسية ؟؟!!... بل ويحمي بالسيف هذه التعددية الدينية وحقوق اهلها من غير المسلمين (الكفار) فالصليب - وهو بالنسبة لنا نحن المسلمين رمز شركي وكفري ووثني - عاش في ظل حماية الهلال او دولة التوحيد والايمان لقرون عديدة ومديدة .. فالنصارى واليهود والمجوس وامثالهم في ظل الدولة الاسلامية ظلوا يتمتعون بكافة حقوقهم الدينية فصلبانهم محمية بسيف دولة التوحيد وكذلك خمورهم وخنازيرهم ولهم كافة حقوق المواطنة عدا بعض الامور التي هي من خصوصيات الدولة المسلمة كرئاسة الدولة ورئاسة الجيش والقضاء فهي من خصوصيات المسلمين وحدهم بحكم ان الهوية الاساسية للدولة المسلمة هي انها دولة اسلامية .... هذا فيما يخص حرية العقيدة والشعائر والخصوصيات الدينية لهم فكيف بحرية التعبير الفكرية والفلسفية - مادام في ظل احترام مقدسات ومشاعر الاغلبية المسلمة [1] - فلو ان مفكرا ً مسلما ً اعترته بعض الشكوك الوجودية والاسئلة الحائرة عن الربوبية والألوهية والخلق والبعث وعبر عنها بالكتابة - في الفيسبوك مثلا ً - في حدود النقاش الفكري والفلسفي كما حصل مع المفكر الاسلامي الشهير (مصطفى محمود) في بدايات شبابه والتي عبر عنها في كتابه الشهير (رحلتي من الشك الى الايمان!) فهذه الشكوك الفكرية والاسئلة الفلسفية التي تحوم حول مسالة الألوهية والخلق يجب مناقشتها بالفكر والحوار والجدال بالتي هي احسن ﻻ-;---;-----;--- ان نقوم بقطع رأس هذا الشخص المسلم المفكر بدعوى انه مرتد !... تخيل معي لو قطعنا رأس وعقل (مصطفى محمود) ايام شبابه كم كنا سنخسر هذا المفكر والفيلسوف الاسلامي الكبير فضلا ً أننا لم نتيح له الفرصة لإستكمال حقه في البحث والتدبر !!!؟؟؟.
إن الحضارة الاسلامية التي ينتجها الفهم الوسطي المعتدل المتوازن للدين القائم على العدالة والسماحة هي حضارة تحترم التعدد والحوار وتستوعب تعدد الاديان والاراء والافكار بل وتحمي دين من نعتبرهم من الكفار !!... تحمي حقوقهم وصلبانهم وتحمي حقهم في ممارسة دينهم الباطل [2]!......... ايها السادة والسيدات إن لم نستوعب هذه الحقيقة وهذه الخاصية في الاسلام فإننا لن نعرف طبيعة وعظمة وسماحة هذا الدين وقدرته على التحدي والبقاء والعطاء !.
---------------
سليم الرقعي / كاتب ليبي مقيم في بريطانيا
13 صفر 1435 هجري/عربي
16ديسمبر 2013 ميلادي/فرنجي
[1] لا توجد حرية تعبير مطلقة في أي مجتمع بشري .. فحتى في المجتمع الليبرالي الديموقراطي هناك حدود أدبية وثقافية وقيود قانونية على حرية التعبير !... وكل مجتمع يحدد هذه الحدود .. وحدود حرية التعبير في المجتمع المسلم فضلا ً عن الحياء العام وخصوصيات الأفراد وأعراضهم تتمثل في عدم المساس بمقدسات المسلمين (الله ورسوله وقرآنه) وعدم إستفزاز مشاعرهم الدينية بسب دينهم أو السخرية من مقدساتهم تحت دعوى وشعار وستار حرية التعبير !.
[2] قد يقول قائل : والهلال اليوم أيضا يعيش في ظل حماية الصليب في الدول الغربية المسيحية !.. ونقول : الحقيقة ليست كذلك بل الصليب والهلال وبقية الأديان تعيش في ظل حماية الليبرالية والديموقراطية في الغرب !.... وليس تحت حماية الصليب!.. فالتاريخ يخبرنا أنه عندما احتل الصليبيون القدس أغلقوا مساجد المسلمين وحولوا بعضها كنائس ومنعوا المسلمين من رفع الآذان للصلاة وتعرض المسلمين لقرابة 100 عام من التضييق عليهم في دينهم بعكس ذلك عندما فتح (صلاح الدين الأيوبي) القدس وحررها من قبضة الصليبيين فإنه سمح للنصاري واليهود بأداء شعائرهم ووفر الحماية لمعابدهم وصلبانهم!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل