أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل ليبيا نتاج تاريخ المكان أم تاريخ الإنسان!؟















المزيد.....

هل ليبيا نتاج تاريخ المكان أم تاريخ الإنسان!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرية ميلاد الأمة الليبـيه وتكوين هويتها الوطنية؟
*******************************

(1) علاقة الوطن بالقوم؟
ـــــــــــــ
هناك حقيقة ومسألة عميقة ودقيقة يجب الإنتباه إليها عند دراسة تاريخ أية أمة من الأمم الوطنية الحديثة أو القديمة أو البحث في اعماق هويتها الوطنيه وشخصيتها القوميه الخاصة..وهذه المسألة الدقيقة والعميقة تكمن في علاقة الإنسان بالأرض التي يستوطنها ويعيش عليها هذا الإنسان أي أنها تتعلق بصلة القوم بالمكان !.. فلكل قوم وطن كما أن لكل وطن قوم !...... فمن خلال مطالعتنا لخارطة العالم منذ القدم فإننا سنلاحظ تلك التغيرات السكانيه (الديموغرافيه) - وكذلك التغيرات الثقافية - الهائلة والكبيرة التي حدثت فيها عبر القرون فوق الأقاليم (الجغرافية) بسبب التفاعلات الإندماجية والإنصهارية والإحلالية بين عناصر وثقافات الأمم والأقوام والشعوب ومن خلال الهجرات والغزوات والحروب بل وحتى ربما بسبب المتغيرات المناخية أحيانا ً! … فمعالم خريطة العالم وتركيبته الديموغرافيه والجوسياسيه ظلت تتغير بإستمرار من خلال تحركات وتفاعلات الأمم والجماعات البشرية المختلفة فوق الأرض سلما ً أو حربا ً!.. ولازالت هذه التغيرات تحدث وستحدث عبر القرون .. فتختفي أمم ٌ وشعوب ٌ ودول ُ أو تنحسر أو تنشطر .. وتُولد أمم وشعوب ودول أخرى جديدة !.. فقبل ما يربو عن ثلاثة قرون لم تكن هناك دولة إسمها (الولايات المتحدة الإمريكية) ولا هوية وطنية وقومية تسمى الهوية الإمريكية !.. وكذلك قبل قرن واحد فقط لم تكن ثمة دولة إسمها (ليبيا) ولا هوية وطنية وقومية إسمها (الهوية الليبية) !!!؟؟.

(2) الجغرافيا ثابتة بينما الديموغرافيا والثقافة متغيرة!
ـــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من ثبات الأرض (المكان) نسبيا ً الا أن الأمم والشعوب والجماعات البشرية - أي السكان - التي كانت تعيش فوقها وتستوطنها كانت – عبر التاريخ – تتغير ! .. ونعني بثبات الأرض تحديدا ً هنا ثبات المكان فشمال أفريقيا الموجود حاليا ً على سبيل المثال – أي عام 2013 بعد الميلاد - هو شمال أفريقيا نفسه من حيث كونه نفس المكان والموقع الجغرافي "الطبيعي" في عام 1013 قبل الميلاد !.. ولكن الأمم والجماعات التي عاشت فوقه وأستوطنته – خلال كل هذه الفترة بين التأريخين اللذين إخترناهما كمثال – أي منذ عام 1013 قبل الميلاد حتى يومنا هذا 2013 م - تبدلت وتغيرت كليا ً أو جزئيا ً من الناحيتين (الديموغرافيه) و(الثقافيه) وكذلك من ناحية (الجغرافية السياسية) مع أن المكان – من الناحية الجغرافيه الطبيعية – هو عين المكان!...... ولاحظ هنا أننا عندما نتحدث عن مسألة ثبات الأرض إنما نقصد ثبات الموقع الجغرافي والمكان لا ثبات طبيعة الأرض ومناخها وتضاريسها فلاشك أن هذه الأمور عرضة للتغير َ البطئ جدا ً مع مرور الزمان (التغيرات البيئيه والمناخيه) .. وعلى الرغم من ذلك فإن المكان سيظل هو عين المكان وتظل الأرض هي الأرض نفسها حتى لو كانت بالأمس جنات معشوشبة خضراء وأصبحت اليوم صحراء قاحلة صفراء !...أما البشر الذين فوق هذه الأرض وفي هذا الموقع الجغرافي المحدد (السكان المستوطنون) فهم يتغيرون قلبا ً وقالبا ً .. كما وكيفا ً .. جزئيا ً أو كليا ً.. وتتغير أشكالهم وألوانهم ولغتهم وثقافتهم وتركيبتهم الديموغرافية والعنصرية من خلال التفاعلات الإنصهاريه بين الأعراق المختلفة من زمان إلى زمان!.. وتتغير معهم الجغرافيا السياسية!.

(3) وحدة المكان وتعدد وتغيّر الإنسان!
ــــــــــــــــــــ
وبسبب هذه الحقيقة الموضوعية الناتجة عن الملاحظة والإطلاع والإستقراء والتأمل في التغيرات والتطورات الديموغرافية والتبدلات والتحولات الثقافية الكبيرة والعميقة التي حدثت في هذه المنطقة الجغرافية التي نتحدث هنا عنها هنا كمثال لهذه الحقيقة المشاهدة والتي تتمثل في (ثبات المكان وحركة وتطورالإنسان) أو (ثبات الأوطان وتغيّر السكان شكلا ً ومضمونا ً - كما ً وكيفا ً!.. أي من حيث المادة الصلبة (العنصر والعرق) "هارد وير" Hardware وكذلك من حيث المادة الناعمة"سوفت وير" Software (البرمجة والهوية الثقافية) على السواء! .. سنجد أنفسنا – ومن خلال البحث والتدقيق والتأمل العميق – أمام تلك الحقيقة و المسألة العميقة والدقيقة التي أشرنا إليها آنفا ً في مقدمة هذه المقالة وقلنا بأنها تكمن في علاقة القوم بالوطن وعلاقة الوطن بالقوم ! .. فعندما نتحدث عن مسألة علاقة القوم بالوطن لابد أننا سنجد أنفسنا في مواجهة التاريخ !..... ولأن الأمم والجماعات البشرية – عبر التاريخ – كانت تتحرك وتتنقل (هجرات وفتوحات) – بدوافع الضرورة الإقتصادية والمعيشية أو الطموح السياسي أو العقيدة الدينية – من مكان إلى آخر – عبر الجغرافيا - فإننا سنجد أن "المكان" الواحد – وهو موقع جغرافي ثابت – قد أستوطنته لحقبة من الزمان وفترة من التاريخ جماعات وشعوب وأمم وقبائل مختلفة منذ القدم!.. وهنا نصل إلى عمق تلك الحقيقه وتلك المسألة الدقيقة والعميقة التي نريد الوصول إليها والوقوف عندها وهي أنه ( كما أن لكل إنسان تاريخ .. فإن لكل مكان تاريخ أيضا ً!) وهنا نصل الى المفارقة الغريبة في هذه الحقيقة حيث نجد أن تاريخ هذا الإنسان – المتحرك المتنقل عبر الأمكنه – يتضمن ذكريات تاريخية مع أكثر من مكان!.. كما أن تاريخ المكان – الثابت نسبيا ً – يتضمن ذكريات تاريخية مع أكثر من إنسان!.

(4) تطبيق هذه النظرية على الحالة الليبية؟
ـــــــــــــــــــــ
عندما ندرك هذه الحقائق ونطبق هذه النظرية الدقيقة والعميقة التي توصلنا إليها من خلال القراءة والتأمل والإستقراء في تاريخ (الإنسان وحركته عبر المكان والزمان) على واقع بلادنا الحبيبة (ليبيا اليوم) فإننا سنعلم بأن تاريخ ليبيا ( الأرض – الإقليم – الوطن – المكان) أقدم وابعد من تاريخ ليبيا (الشعب – الأمة – المجتمع – الإنسان الليبي الحالي) بمكوناته السكانية المختلفة! … فقد جاءت إلى هذه " البقعة " من الأرض – التي نطلق عليها منذ مطلع القرن الماضي إسم ليبيا – جماعات بشرية كثيرة ومتنوعة منذ فجر التاريخ ومن أمكنة وأمم مختلفة بعضها مر وبعضها إستقر وبعضها إندثر ! .. وبقايا وذراري هذه الجماعات التي جاءت من أمكنة ومواطن مختلفة ومن أمم قديمة متعددة إمتزجت فوق هذه الأرض – وإنصهرت في بوتقة هذا المكان – عبر القرون – وإندمجت دماؤها وأنسابها وعناصرها وثقافاتها والتحمت – فيما بينها – بسبب عوامل الجوار والإنصهار والإمتزاج والإندماج الكثيرة – وكذلك عامل المعاناة التاريخية الواحدة وعوامل المصالح المشتركة - إلى أن صارت هذه المجموعات السكانية (أمة وطنية) واحدة من دون الناس بل و (جماعة سياسية) متحدة فوق هذه الأرض التي أطلق عليها المحتل الإيطالي عام 1911 إسم (ليبيا)(*) ... فهذه الجماعة الوطنية السياسية الواحدة بكل مكوناتها الديموغرافية والثقافية هي ما أطلق عليها منذ إرهاصات الإتحاد والإستقلال إسم (الأمة الليبية)!.. هذه الأمة الوطنية الجديدة والوليدة التي أعلن عن إتحادها وميلادها كأمة ودولة وطنية في 24 من ديسمبر عام 1951.
ــــــــــــــــــ
سليم نصر الرقعي
[email protected]

(*) إسم (ليبيا) كان أيام الأغريق والرومان يشمل كل شمال إفريقيا بإستثناء مصر الفرعونية ثم ما لبثت هذه التسمية - أي ليبيا - أن إختفت لأكثر من 14 قرن - على أقل تقدير - وحلت محلها تسميات مختلفة ومتعددة ومتجددة !.. فعندما قدم الفتح الإسلامي لهذه البلاد المسماة اليوم بليبيا مثلا ً لم يكن لهذا الإسم (ليبيا) من وجود بل كانت التسميات السائدة يومها هي (برقة) و(طرابلس) و(فزان) كأسماء لمناطق وأقطار يتمتع كل منها بخصوصيته وإستقلاليته إلا أنه بعد ذلك بما يزيد عن 13 قرن جاء الإحتلال الإيطالي لطرابلس وبرقة وفزان عام 1911 ليفرض هذه التسمية (ليبيا) على هذه المناطق الثلاث بعد أن إستحضرها من أحشاء كتب التاريخ الروماني حيث كانت يومها غير محصورة في ليبيا الحالية فقط بل في كل شمال إفريقيا بإستثناء مصر الفرعونية!!!!.. وفي بداية الأمر كان سكان هذه المناطق الثلاثة يرفضون هذه التسمية أي ليبيا لأنها بالنسبة إليهم يومها كانت من ملحقات الإستعمار بل وكانوا يرفضون وصفهم بأنهم (ليبيون) أشد الرفض لأن هذا الوصف وهذا الإسم يومها بدا لهم وهم العرب والبربر والمسلمون والطرابلسيون والبرقاويون بل وربما (العثمانيون) كما لو أنها هوية إستعمارية مصطنعة فرضها عليهم الإستعمار الإيطالي الذي يحتل بلادهم إلا أنهم - وبعد عدة عقود - ما لبثوا أن إعتادوا على هذا الوصف لهم وهذا الإسم لبلادهم وإستوعبوها وإرتضوها بل ووجدوا فيها تسمية مشتركة وجامعة لسكان طرابلس وبرقة وفزان ومن هنا نشأت فكرة الهوية الوطنية الليبية الجامعة لسكان المناطق الثلاثة !.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أكبر أخطاء الإسلاميين حيال ثورات الشارع العربي!؟
- لو كان (شفيق) مكان (مرسي) كيف يكون موقف الإخوان!؟
- أزمة الديموقراطية في مصر والحل الديموقراطي!؟
- كيف سيتصرف الإخوان!؟
- موقفي من عودة الملكية الدستورية في ليبيا!؟
- هل إنتهى شهر العسل بين قطر والإخوان !؟؟
- لماذا يخاف مرسي والإخوان من رد الأمر لصاحب السيادة!؟
- الإخوان ليسوا عملاء لقطر ولكن...!؟
- ماذا يجري في مصر !!؟؟
- الربيع المغدور !؟
- مظاهرات في بريطانيا ضد العنصريين!
- مظاهرات في بريطانيا ضد المسلمين !؟
- إجرام بإسم الإسلام !!؟
- هل انتهى شهر العسل والزواج العرفي بين الإخوان والسلفيين!؟
- أنا مع الديموقراطية أولا ً!؟..لماذا !؟
- أهم خصال الأوروبيين (الروم) قديما ً وحديثا ً!؟
- لماذا فرنسا ومن الفاعل !!؟
- والقاعدة أيضا ً ركبت موجة ثورات الشارع العربي!؟
- هل تقبل كإسلامي بوجود أحزاب ليبرالية ويسارية؟
- تفسيرات مهمة لما حدث في بوسطن أمس!!؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل ليبيا نتاج تاريخ المكان أم تاريخ الإنسان!؟