مظاهرات في بريطانيا ضد المسلمين !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كلما إرتكب بعض المسلمين المتطرفين المقيمين في الغرب حماقات وأعمال إرهابية (غير شرعية) يكون بعدها على الجالية المسلمة دفع فاتورة هذه الحماقات !!.. فبعد العمل الإجرامي الأرعن والبشع الذي نفذه شخصان مسلمان متطرفان في بريطانيا الأسبوع قبل الماضي إستغلت القوى البريطانية العنصرية المتطرفة هذه الحادثة الفردية لبث روح الرعب من الإسلام والمسلمين في الأوساط الشعبية البريطانية ولتضييق الخناق على المسلمين البريطانيين!! .. هذه القوى الوطنية العنصرية المتمثلة في (الحزب الوطني البريطاني) الرافض لوجود المهاجرين الأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص !!... لذا شهدت بريطانيا خلال الأيام الماضية عدة مظاهرات يحركها العنصريون ضد المسلمين وتعرض بعض أبناء وبنات الجالية المسلمة خلال هذه الأيام الماضية - كما ذكر خطيب الجمعة اليوم - إلى أكثر 140 حادثة إعتداء من قبل عناصر عنصرية !... وغدا ً قرر هؤلاء الخروج في مدينتي (شفيلد) - حيث أقيم في بريطانيا - في تظاهرة حاشدة للتنديد بـ(الإرهاب الإسلامي!؟) والمطالبة بإيقاف أبواب الهجرة أمام الأجانب وخصوصا ً المسلمين !!.

الشاهد هنا أنه كلما نفذ بعض المسلمين المتطرفين الموتورين المخالفين لتعاليم وفقه الدين الصحيح جرائم وحماقات بإسم الإسلام كان عندها على (الجالية المسلمة) أن تدفع ثمن مثل هذه الأعمال الإرهابية والحماقات الغبية من خلال تعرضها لحملات إعلامية مغرضة حيث يضطر المسلمون - وقد أصبحوا في خانة المتهم في المجتمع البريطاني - إلى بذل جهود إعلامية وإجتماعية ورسمية كثيرة لإثبات براءتهم من التهم الموجهة إليهم وإعلان براءتهم من مثل هذه الأعمال الإرهابية!!.. بل وقد يتعرض بعضهم للتضييق !.. أنا شخصيا ً وزميل لي سوداني نعمل في مركز لتعليم اللغات الأجنبية حيث نقوم على تعليم الأطفال (اللغة العربية) ولأول مرة منذ أكثر من 5 سنوات طلبت منا مديرة المركز وهي ترمقنا بنظرات شك وإرتياب إستخراج أوراق (خلو من السوابق) !.

البعض طبعا ً - حتى من الإنجليز أنفسهم ! - يركن لنظرية المؤامرة وذلك بالإعتقاد أن هناك جهات مخابراتية ما (؟) تلعب بعقول مثل هؤلاء الأشخاص الجهلة المتطرفين حيث تختارهم بعناية بطريقة (الرموت كنترول) وتوجههم - بطرق خبيثة ماكرة - نحو إرتكاب مثل هذه الأعمال المسيئة للإسلام وللمسلمين بغرض تضييق الخناق على المسلمين والحد من ظاهرة هجرتهم وتكاثرهم في الغرب!... هذا وارد وممكن ويوجد من الإنجليز أنفسهم من يعتقد بذلك وليس بعض المسلمين وحدهم! ..... ولكن - مع تسليمنا بإمكانية وجود مؤامرات مدبرة ضد المسلمين في الغرب - فإن هذا لا يمنع وجود عناصر مسلمة متطرفة بالفعل تعتقد أن مثل هذه الجرائم والحماقات نوع من الجهاد النبيل والمشروع الذي يتقرب به المسلم لله زلفى ويدخل بسببه إلى الجنة بغير حساب!!!.. فالشخص المسلم المتدين - شديد التدين - الذي إغتال خليفة المسلمين الراشد سيدنا (علي بن أبي طالب) لم يكن مجندا ً ولا مستعملا ً من القوى الخفية ولا الصهيونية ولا أمريكا ولا من القوى العنصرية بل كان يحمل فكرا ً إسلاميا ً تكفيريا ً متطرفا ً كعقيدة يدين بها لله!.. وهو حينما قتل (الخليفة الراشد) قتلها وهو يعتقد أنه يقوم بعمل صالح لصالح الإسلام والمسلمين لهذا وجدناه افتخر بذلك وعبر عن فرحه وسروره بنجاح العملية التي نفذها !!.. هذه حقيقة أخرى لا ينبغي الهروب منها !!!.. أقصد وجود فكر إسلامي منحرف ومتطرف يرتكب تصرفات إرهابية وإجرامية - بإسم الجهاد - حاله كحال الفكر الخارجي التكفيري لا يطال غير المسلمين وحدهم بالقتل والإغتيال والإرهاب بل يطال حتى المسلمين أنفسهم !.
ـــــــــــــــ
سليم الرقعي
مايو 2013

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل